ليس بإلامكان أفضل مما كان .. لعب منتخب شباب مصر مباراة كبيرة وخرج مرفوع الرأس من دور ال16 لبطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم بكولومبيا، بعد أن خسر امام منتخب التانجو الارجنتيني بهدف مقابل هدفين بعد أخطاء متعددة من حكم المباراة السويدي ماركوس سترومبرجسون الذي لم يكن على مستواها ، ومن إحدى هذه الأخطاء احتسب ضربة جزاء وهمية في الشوط الاول للاعب المخادع لوكي، الذي كان يستحق إنذاراً للتمثيل ، ولكن الحكم فشل في اكتشاف هذه التمثيلية .. ومن ضربة الجزاء سجل لاميلا الهدف الاول ليكتسب فريق التانجو ثقة لم يتمتع بها منذ بداية المباراة ويمضي لاعبوه في استهلاك الوقت والتفرغ للاداء الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ومحاولة تسول المزيد من ضربات الجزاء ولو بالخداع والتمثيل خاصة في الشوط الثاني الذي هاجمهم فيه منتخب شباب الفراعنة بعنف، وأضاع العديد من الفرص الخطرة .. ولسوء الحظ ومن إحدي الهجمات المرتدة، حصل نفس اللاعب أيضا على ضربة جزاء بطريقة مشابهة - وكأنها الجملة التكتيكية الوحيدة التي يحفظها الفريق- وسجل لاميلا أيضا الهدف الثاني.
المنتخب المصري كان الافضل في الاداء بشكل عام ، والاكثر تحكما في الايقاع والالعاب الهجومية والتي جاء من إحداها الهدف المصري من ضربة جزاء مستحقة سجلها محمد صلاح وضاع أكثر من هدف آخر من الفرص التي لاحت للفراعنة بعد أن حاصروا فريق التانجو وتحولت حركات لاعبيه من الرقص إلى الارتعاد وهم يتكتلون في أداء دفاعي سلبي في نصف ملعبهم ويطيحون بالكرة خارج الملعب بطريقة لاتليق بمنتخب أرجنتيني ، ويتباطأون في تنفيذ رميات التماس والركلات الحرة وضربات المرمى لإضاعة الوقت واستفزاز المنافس.. ولولا التوتر الذي سيطر على أعصاب اللاعبين المصريين عقب خطأ الحكم في ضربة الجزاء الاولى، وتأثير هذا التوتر على الاداء وتحكم اللاعبين في الكرة وافتقادهم اللمسة الاخيرة، ولجوئهم للكرات العالية في الربع ساعة الاخير، لكان يمكن أن يخرجوا بالتعادل على الاقل ومن ثم تمتد المباراة إلى وقت إضافي وركلات ترجيح تتساوى فيها الفرص.
ورغم الخسارة فقد استحق الفريق المصري الاحترام ولقي تشجيع وتحية كبيرة طوال المباراة وبعد انتهائها من الجماهيرالكولومبية التي قاربت ال40 ألف متفرج في ملعب المباراة وكان ذلك يعني تقديرهم لاداء وبراعة وشجاعة المصريين وكذلك عدم اعترافهم بجدارة منتخب التانجو في الفوز بفضل خطأ الحكم السويسري المهزوز ماركوس سترومبرجسون الذي كانت ثلث صافراته علي فاولات كل فريق عبارة عن بطاقات صفراء بمجموع عشرة إنذارات وبمعدل خمسة لكل فريق .. ماركوس الذي يتمتع بوجه طفولي، أتم عامه ال36 ورغم سنه وطوله الفارع - 186 سنتيمتر- الذي يشبه لاعبي كرة السلة ، فلم يتمتع بهيبة واحترام كاف في الملعب ، ولم نشعر بشخصيته ، فكثرت صفاراته و لعب دور الجزار ، ليخفي رعبه من المباراة واللاعبين ، فكانت البطاقات وركلات الجزاء هي سلاحه الوحيد رغم أنه إخصائي اجتماعي، وبعيدا عن ذلك فهل نام ليلته أمس ولم يوجعه ضميره علي الاقل في ضربة الجزاء الاولي للوكي ممثل التانجو القدير ؟!