بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل تساءلنا يوماً عن الفرق بيننا و بين أطفالنا ؟
ما الذي يجعلنا غير أننا آباؤهم نختلف عنهم ؟!
بدأت بهذين السؤالين أعلاه، لأنني و إياكم قد نصادف في حياتنا أشخاصاً يفضلون البقاء أطفالاً حتى و إن اشتعل الرأس شيباً فيهم.
جميل جداً أن يبقي المرء بعضاً من طفولته في كبره، و أجمل منه أن يظهرها ـ أي طفولته ـ أثناء مرحه، و لكن أن يظل متلبساً إياها طول عمره، فذلك هو السفه بعينه.
و أنا هنا يا من تقرأ حرفي أعيدك إلى ما بدأت بدايةً، و أقول لك: إن من أهم الفروق بيني و بينك من جهة و بين أطفالنا من جهة أخرى هو أدراك عواقب أفعالنا، فلولاه بعد الله سبحانه و تعالى لكنا سواء نفعل ما نشاء دون أن يكتب علينا القلم أو يشهد علينا رقيب و حسيب.
و مما قرأت في هذا الباب، أن حكيماً مرَّ يوماً بصبيةٍ كانوا يؤذون ثوراً مقيداً بخيط رفيع، و قد اجتمعوا عليه يرجمونه بالحصى و يضربونه بالعصي، و هم يتلذذون بذلك فرحين.
وقف الحكيم ينظر إليهم لعلهم ينتهون، غير أنهم كانوا في غيِّهم يعمهون.
عيل صبر الحكيم ذرعاً بما يفعلون، فاقتربَ منهم و قال: لمَ تفعلون ما تفعلون ؟!!
قال له أحدهم: نلهو و نلعب.
فقال لهم: بأذية غيركم تمرحون.
قال له الغلام: و ما شأنك أنت ؟؟
فقال له الحكيم: على رسلكم قليلاً يا أبنائي.. هلمَّ إلي، فاسمعوا.
فاقبل الصبية عليه، و قالوا له: ماذا تريد؟؟
فقال الحكيم: ماذا ستفعلون لو أن قيد الثور الهائج من أذيتكم قد انقطع ؟؟
نعم قولوا لي ماذا ستفعلوووووووووون ؟؟!
فأصابت الصبية دهشةٌ ، و تساقطت من أيديهم العصي و الحصى كتساقط أوراق الشجر خريفاً.
و يروى أن قوماً أرادوا أن يغزوا قوماً آخرين بعدما مات كبراؤهم و تخاصموا فيما بينهم ، و رأوا أن فرصتهم في انتصارهم عليهم كبيرة في ظل اختلافهم، فعقدوا لذلك المشورات و تراجعوا فيه بالمناظرات و اجمعوا على غزوهم، و كان رجل منهم من ذوي العقل و المعرفة و الرأي غائباً عنهم، فقالوا: من الحزم عرض الرأي عليه.
فلما أن جاء أخبروه بما أجمعوا عليه، فقال لهم: لا أرى ذلك صواباً، فسألوه عن علة ذلك، فقال لهم: في غدٍ أخبركم إن شاء الله تعالى.
فلما أصبحوا أتوه و قالوا: قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه، فقال لهم: سمعاً و طاعة.
فأمرَ بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما، ثم حرض بينهما و حرض كل واحد منهما على الآخر، فتواثبا و تهارشا حتى سالتْ دماؤهما، فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده ، و أرسل عليهما ذئباً كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه و تآلفت قلوبهما و وثبا على الذئب فقتلاه.
ثم أقبل على الجمع و قال لهم: مثلكم مع عدوكم مثل هذا الذئب مع الكلبين، لا يزال الهرج أي القتل بين عدوكم ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم و تألفوا على العدو.
فاستحسن القوم رأيه و رجعوا عن فكرتهم.
و الختام أقول لي أولاً و لكم ثانياً: أن منا أقواماً كثيرين لا تزال تصرفاتهم صبيانية، يفعلون الفعل دون أن يحسبوا عاقبته، و كأنهم لم يبلغوا الحلم بعد.
فالعاقل من زون أفعاله قبل عواقبها لا من ألقى حبل أفعاله على غاربها.
و لكي تمت الفائدة أورد لكم بعضاً من دلائل كما العقل و هي:
دلائل كمال العقل:
1. إدراك العواقب قبل فعال أفعالها. ما الذي يجعلنا غير أننا آباؤهم نختلف عنهم ؟!
بدأت بهذين السؤالين أعلاه، لأنني و إياكم قد نصادف في حياتنا أشخاصاً يفضلون البقاء أطفالاً حتى و إن اشتعل الرأس شيباً فيهم.
جميل جداً أن يبقي المرء بعضاً من طفولته في كبره، و أجمل منه أن يظهرها ـ أي طفولته ـ أثناء مرحه، و لكن أن يظل متلبساً إياها طول عمره، فذلك هو السفه بعينه.
و أنا هنا يا من تقرأ حرفي أعيدك إلى ما بدأت بدايةً، و أقول لك: إن من أهم الفروق بيني و بينك من جهة و بين أطفالنا من جهة أخرى هو أدراك عواقب أفعالنا، فلولاه بعد الله سبحانه و تعالى لكنا سواء نفعل ما نشاء دون أن يكتب علينا القلم أو يشهد علينا رقيب و حسيب.
و مما قرأت في هذا الباب، أن حكيماً مرَّ يوماً بصبيةٍ كانوا يؤذون ثوراً مقيداً بخيط رفيع، و قد اجتمعوا عليه يرجمونه بالحصى و يضربونه بالعصي، و هم يتلذذون بذلك فرحين.
وقف الحكيم ينظر إليهم لعلهم ينتهون، غير أنهم كانوا في غيِّهم يعمهون.
عيل صبر الحكيم ذرعاً بما يفعلون، فاقتربَ منهم و قال: لمَ تفعلون ما تفعلون ؟!!
قال له أحدهم: نلهو و نلعب.
فقال لهم: بأذية غيركم تمرحون.
قال له الغلام: و ما شأنك أنت ؟؟
فقال له الحكيم: على رسلكم قليلاً يا أبنائي.. هلمَّ إلي، فاسمعوا.
فاقبل الصبية عليه، و قالوا له: ماذا تريد؟؟
فقال الحكيم: ماذا ستفعلون لو أن قيد الثور الهائج من أذيتكم قد انقطع ؟؟
نعم قولوا لي ماذا ستفعلوووووووووون ؟؟!
فأصابت الصبية دهشةٌ ، و تساقطت من أيديهم العصي و الحصى كتساقط أوراق الشجر خريفاً.
و يروى أن قوماً أرادوا أن يغزوا قوماً آخرين بعدما مات كبراؤهم و تخاصموا فيما بينهم ، و رأوا أن فرصتهم في انتصارهم عليهم كبيرة في ظل اختلافهم، فعقدوا لذلك المشورات و تراجعوا فيه بالمناظرات و اجمعوا على غزوهم، و كان رجل منهم من ذوي العقل و المعرفة و الرأي غائباً عنهم، فقالوا: من الحزم عرض الرأي عليه.
فلما أن جاء أخبروه بما أجمعوا عليه، فقال لهم: لا أرى ذلك صواباً، فسألوه عن علة ذلك، فقال لهم: في غدٍ أخبركم إن شاء الله تعالى.
فلما أصبحوا أتوه و قالوا: قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه، فقال لهم: سمعاً و طاعة.
فأمرَ بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما، ثم حرض بينهما و حرض كل واحد منهما على الآخر، فتواثبا و تهارشا حتى سالتْ دماؤهما، فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده ، و أرسل عليهما ذئباً كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه و تآلفت قلوبهما و وثبا على الذئب فقتلاه.
ثم أقبل على الجمع و قال لهم: مثلكم مع عدوكم مثل هذا الذئب مع الكلبين، لا يزال الهرج أي القتل بين عدوكم ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم و تألفوا على العدو.
فاستحسن القوم رأيه و رجعوا عن فكرتهم.
و الختام أقول لي أولاً و لكم ثانياً: أن منا أقواماً كثيرين لا تزال تصرفاتهم صبيانية، يفعلون الفعل دون أن يحسبوا عاقبته، و كأنهم لم يبلغوا الحلم بعد.
فالعاقل من زون أفعاله قبل عواقبها لا من ألقى حبل أفعاله على غاربها.
و لكي تمت الفائدة أورد لكم بعضاً من دلائل كما العقل و هي:
دلائل كمال العقل:
2. الميل إلى محاسن الأخلاق و الإعراض عن رذائل الأعمال.
3. الرغبة في إسداء صنائع المعروف، و تجنب ما يكسب عاراً و يورث سوء السمعة.
4. حسن مداراة الناس. أي حسن معاملة الناس.
و قد قال بعض الحكماء: بمَ يعرف عقل الرجل؟، فقال: بقلة سقطه في الكلام، و كثرة إصابته فيه.
و قالوا: العقل ملك و الخصال رعية، فإذا ضعف عن القيام عليها و صل الخلل إليها.
و قالوا: بأيدي العقول تمسك أعنة النفوس.
و قالوا: كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه كلما كثر و غلا.
و قالوا: لكل شيء غاية و حد، و العقل لا غاية له و لا حد، و لكن الناس يتفاوتون فيه تفاوت الأزهار في المروج.
3. الرغبة في إسداء صنائع المعروف، و تجنب ما يكسب عاراً و يورث سوء السمعة.
4. حسن مداراة الناس. أي حسن معاملة الناس.
و قد قال بعض الحكماء: بمَ يعرف عقل الرجل؟، فقال: بقلة سقطه في الكلام، و كثرة إصابته فيه.
و قالوا: العقل ملك و الخصال رعية، فإذا ضعف عن القيام عليها و صل الخلل إليها.
و قالوا: بأيدي العقول تمسك أعنة النفوس.
و قالوا: كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه كلما كثر و غلا.
و قالوا: لكل شيء غاية و حد، و العقل لا غاية له و لا حد، و لكن الناس يتفاوتون فيه تفاوت الأزهار في المروج.
و لكم مني خالص التحية و الود