كثيراً ما نردد المثل الشعبي "زي القطط بسبعة أرواح"
دون أن نفكر في سبب إطلاق هذه التسمية على القطط بالذات.
والسر في أقدام القطط وآذانها، فالواقع أن القطط دوناً عن
بقية المخلوقات تتميز بجسد مرن يساعدها على تحمل
صدمة السقوط من الأماكن العالية، دون أن تصاب سوى بخدوش قليلة.
وذلك ربما يعطينا إيحاءً بأن القطط يمكنها
العودة إلى الحياة عقب المرور بحوادث سقوط قاتلة. وقدرة القطط
على تحمل تلك الحوادث القاتلة للإنسان، والحيوانات
الأخرى لا ترجع بالطبع إلى امتلاكها لسبعة أرواح كما يشاع، ولكن لعدة
مميزات تمتلكها، أهمها حجمها الصغير،
وجسدها الخفيض، وهو ما يقلل أثر اصطدامها بالأرض حينما
تسقط من ارتفاعات كبيرة وقاتلة. علاوة على ذلك تملك
القطط أذناً وسطى تكسبها حساً خارقاً بالتوازن، وهو ذو أهمية
جوهرية عند نزولها على أقدامها. وهذا الحس
المتوازن يمكنها، وهي تسقط من علِ من تعديل وضع جسدها سريعاً، بما
يضمن لها الهبوط على الأربعة أقدام بالكامل.
وبما أن القطط تهبط وهي مرتكزة على الأربعة أقدام، تعمل أقدامها
كأداة لامتصاص الصدمة التي يشعر بها الإنسان
العادي عند الارتطام بالأرض. علاوة على ذلك فإن القطة
يمكنها طي أقدامها عندما تهبط، لتعمل وكأنها وسادات
ملطفة، وبذلك تعتمد عضلاتها ومفاصلها أثناء السقوط، بما يجعل
عظامها في مأمن من الكسر. غير أن المفاجأة التي
قد تثير الاستغراب أنه كلما زاد الارتفاع الذي تهبط منه القطة، كلما
قل خطر الموت الذي تتعرض له، وهذه النتائج
أكدها أطباء بيطريون أمريكيون. وإذا عدنا إلى قوانين الفيزياء
سنجد أنه بغض النظر عن كتلة أو قوام الجسم
الساقط، فإنه يهوي بسرعة 22 ميل بعد ثانية واحدة من سقوطه. وبعد
أن يمضي الجسد مسافة معينة وهو يهوي يصل
إلى سرعته القصوى في الهبوط. ولأن احتكاك الجسم بالهواء يبطئ من سرعة السقوط،
فكلما قلت كتلة الجسم، وكلما زادت المساحة التي يهبط عليها،
زاد بطئه، وبعد أن يمضي الجسد