سيناء - قلعة نخل
دخل عمرو بن العاص رضى الله عنه مصر عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهر (ربيع الأول سنة 16هـ / يناير 640م) وآثار مدينة الفرما بشمال سيناء تشهد بذلك .
وفى سنة (132هـ /750م) تولى العباسيون حكم مصر أكثر من خمسة قرون وتأسست فى مصر أسرة محلية هى الأسرة الطولونية (254-293هـ / 868-905م) التى ضمت الشام إلى مصر وبذلك صارت سيناء رابطة اتصال بين الشام ومصر ، وتظهر تلك الفترة في حصون شمال سيناء .
قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون
وفى عهد خمارويه عبرت سيناء قافلة تحمل قطر الندى ابنة خمارويه الذى جهزها بجهاز ذاع صيته عبر التاريخ لتزف إلى زوجها الخليفة العباسى المعتضد وأقام خمارويه لقطر الندى على الطريق عبر سيناء قصراً على رأس كل مرحلة أثثه بكل ما يحتاج إليه فى حال الإقامة .
ومن هذه القصور ما شيد بجزيرة ساحرة فى نهاية خليج العقبة أطلق عليها جزيرة فرعون تعظيماً لها ، رغم عدم وجود علاقة بين هذه الجزيرة وتاريخ مصر القديمة ، حيث ارتبط تاريخها بتاريخ العرب الأنباط منذ القرن الثانى قبل الميلاد وشهدت قمة ازدهارها فى العصر الإسلامى كقصر من قصور قطر الندى وبعد ذلك أشهر قلعة فى سيناء كان لها الدور الرئيسى فى موقعة حطين وعودة القدس وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا
الفاطميون والأيوبيون
تعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول(512هـ / 1118م) بجيش عن طريق شمال سيناء ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسمه (بحيرة البردويل) وعجز أن يتابع سيره داخل مصر ، فعاد من حيث أتى ومات بسيناء ثم حمل جثمانه للقدس ودفن بكنيسة القيامة .
برج الحمام الزاجل بقلعة صلاح الدين بسيناء
وفى عهد الأيوبيين خرج صلاح الدين عام (566هـ / 1170م) عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى أيله (العقبة حالياً) ركب تلك المراكب وأنزلها البحر ونازل أيله براً وبحراً حتى فتحها وترك بها حامية أيوبية وعاد لمصر .
وشيد صلاح الدين بسيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق خاص بوسط سيناء يسمى درب الشعوى أو طريق صدر – أيلة وهو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة بوسط سيناء ثم عين سدر عند قلعة الجندى ثم إلى التمد حيث يتفرع فرعين أحدهما يسير جنوب شرق إلى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون والآخر يستمر شرقاً حتى يلتقى بدرب الحج عند نقب العقبة
نقش السلطان الغوري بطريق الحج بسيناء
المماليك والعثمانيون
فى عهد المماليك البحرية (648 – 784 هـ ، 1250 – 1382 م) استرجع السلطان بيبرس البندقدارى أيله بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها وزار مكة بطريق السويس - أيله وصارت هذه الطريق هى طريق الحج المصرى منذ ذلك الوقت وحتى عام 1884 م حين اتخذت طريق البحر الأحمر إلى جدة .
وفى عهد السلطان منصور قلاوون مهّد نقب العقبة فى درب الحج المصرى وفى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون حجّ إلى مكة متخذاً هذا الطريق
نقش الغوري
وفى عهد المماليك الجراكسة (784 – 922 هـ ، 1382 – 1516 م) بنى السلطان قانصوة الغورى القلاع على درب الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة ومهّد دبة البغلة ونقب العقبة على طريق الحج وهناك نقش هام يعتبر من أهم علامات طريق الحج عبر سيناء وهو نقش الغورى فى الطريق بين نخل والنقب يزوره آلاف الحجاج والمعتمرين فى طريقهم البرى لمكة المكرمة عبر سيناء .
وفى العصر العثمانى (923 – 1213 هـ ، 1517 – 1798 م) بنى السلطان سليم الأول قلعة الطور المندثرة الآن ، وبنى السلطان سليمان (926-974 هـ ، 1520-1566م) قلعة العريش ورمم قلعة نخل والسلطان مراد الثالث (982-1003 هـ ، 1574-1594م) رمم قلعة نخل ووسعها ورمم قلعة العقبة والسلطان أحمد الثالث بن السلطان محمد الرابع رمم قلعة نخل (1117هـ ، 1705 م) وقلعة نخل باقية حتى الآن بقرية نخل وسط سيناء
قلعة نويبع - سيناء
أسرة محمد على
عند تولى محمد على حكم مصر (1805-1848) كانت سيناء بالطبع ضمن ولايته وكان عرب سيناء يحكمهم قضاة منهم بحسب عرفهم وعاداتهم وكانت مدينة الطور تابعة فى الإدارة لمحافظة السويس وقلعة نخل ملحقة بقلم الرزنامة بالمالية المصرية ونظارة العريش تابعة لنظارة الداخلية .
وأرسل محمد على ابنه إبراهيم باشا لحملة على سوريا عام 1831 وقبل الحملة رمم إبراهيم باشا بئر قاطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد فى شمال سيناء ونظم بريداً على الهجن إلى غزة وجعل له المحطات الآتية القنطرة ، قاطية ، بئر مزار ، العريش ، الشيخ زويد ، خان يونس ، غزة ووضع الخفراء على الآبار لحمايتها .
وفى عام 1825م أرسل محمد على مهندس فرنسى أسمه الموسيو لينان إلى بلاد الطور الذى درس معادنها ورسم خارطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التى رسمها هى أول خارطة وضعت لسيناء فى التاريخ الحديث .
أما عباس الأول بن طوسون بن محمد على (1848 – 1854) فقد زار سيناء وبنى حمام فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقاً من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريق للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله
وأسس سعيد بن محمد على (1854 – 1863) محجر الحجاج للحجر الصحى بطور سيناء عام 1858 م وفى عهد إسماعيل بن إبراهيم باشا ( 1863 – 1879) أرسل الإنجليز عام 1868 لجنة علمية برئاسة هنرى بالمر للتنقيب فى بلاد الطور فأقامت هناك ستة أشهر ورسمت عدة خرائط ونشرت أعمالها عام 1872.
حمام موسى بسيناء
في عهد محمد توفيق بن إسماعيل (1879 – 1892) تحول طريق الحج المصرى القديم عام 1884م من طريق البر إلى طريق البحر الأحمر إلى جدة .
أما عباس حلمى الثانى بن توفيق (1892 – 1914) فقد أبحر إلى مدينة الطور عام 1898 وزار محجرها وجامعها وحمام موسى وزار براً بلاد العريش حتى وصل لعمود الحدود عند رفح وفى عهده أيضاً حدث فى سيناء ما يسمى بحادثة الحدود عام 1906 .
وفى الحرب العالمية الأولى دخلت تركيا فى صف ألمانيا وكان عباس حلمى فى الآستانة فانحاز إلى ألمانيا فأعلنت إنجلترا الحماية على مصر وأعلنت الأمير حسين كامل بن إسماعيل سلطاناً على مصر عام 1914