[FONT="System][FONT="System][SIZE="3]
. . بسم الله الرحمن الرحيم . .
[COLOR="Red]* مدخل . .
منذ إنهاء عقد بيليغريني في الصيف الماضي عاشت العاصمة البيضاء حياةً جديدة مغايرة كلياً عن تلك التي عاصرتها منذ رحيل طيب الذكر أو لـ نقل ترحيله وأعني فيثنتي ديل بوسكي , ذلك الرجل العظيم الذي رحل مخلفاً وراؤه سنين من الظلمات والعتمه تعاقب فيها الكثير من المهرجين على كرسيه ولكن دون جدوى فـ هم وكما أسلفنا مهرجون لا يقدرون على شي , ولكن في صيف العام الماضي بدأت تلك الظلمات تنقشع وبدأت الأنوار تضيء مدريد من جديد وبدأت تضيء قلوب العاشقين لـ الأبيض بـ الأمل بعد سنوات من ظلمات اليأس والفشل , ولكن ماذا حدث ولما عاد الضوء لـ ينتشر من جديد في أرجاء تلك العاصمة البيضاء , هذا ما يمكنك أن تتعرف عليه عزيزي القارئ من خلال هذه السطور , فـ هيا تعال معي نبحر في حيثيات عام مضى من مسيرة الأبيض . .
أخطاءٌ صغيرة ؟! :
بيليغريني يوقظ بيريز !
في بدايات الموسم ما قبل الماضي عاد الشامخ فلورينتينو بيريز إلى كرسي رئاسة النادي الملكي من جديد بعد سنين من الغياب إمتلأت بـ الفضائح مع من لا يريد أي مدريدي تذكره " كالديرون " , عاد بيريز لـ يقود آمال مشجعي النادي الأبيض إلى التحقق بعد أن ضاقوا ذرعاً من من التيه في غياهب ودهاليز أوروبا المعتمة , عاد وهو على يقين بـ أنه لن يعود إلى أخطاء الماضي وكوارثه التي أدت إلى غرق مركب الريال , وبدأت في مسيرته لـ إصلاح النادي منذ أول يوم له على كرسي الريادة فـ لم يلجأ إلى الخطابات الرنانة أو الوعود الكاذبة التي لم تعد تجلب إلى الندم هذه الأيام , فـ قام بـ إبرام عدة صفقات يرمم بها الفريق المتهالك الذي إنتهى نهاية مأساوية في الموسم الذي سبق توليه لـ زمام الأمور , فـ جلب رونالدو وكاكا وبنزيما وألونسو وغيرهم , صحيح أنه وفق في بعضهم وأخفق في إختياره لـ البعض الأخر ولكنه في ذات الوقت إجتهد وفعل ما عليه , ولكن أيضاً في ذات الوقت إرتكب خطأ عمره فـ أوكل مهمة التعاقد مع المدرب لـ مديره الرياضي آنذاك خورخي فالدانو بيريز لم يتفطن حينها إلى أمر كان في غاية الأهمية هو السلبية الأكبر في شخصية فالدانو وهو أنه يحب التدريب ولكنه ذا شخصية لا تؤهله إلى قيادة فريق كـ مدرب له , ولكنها وبـ كل أسف سقطت سهواً منه وحصلت الكارثه حينها عندما تعاقد مع بيليغريني المدرب المتواضع لـ يقود دفه الريال , .
خطأ أدى بـ فلورينتينو وكتيبته الواعدة إلى نهايات مأساوية , فـ بداية بـ مهزلة الكوركون في كأس الملك مروراً بـ الخروج المذل وكما جرت العادة على يد العقدة ليون , نهاية بـ خسارة لقب الليغا لـ صالح برشلونة وبـ ناتج خسارتين ذهاباًُ وإياباً في الكلاسيكو , موسم لا يريد أي مدريدي أن يتذكره , إنتهى وإستمرت سنوات الظلام التي يعيشها الملكي ولكن بيريز لم يعد لـ تستمر هذه المهازل , فـ خرج لـ يثبت لـ الجميع أنه صحح أخطاء الماضي وأنه فتح صفحةً جديدة بيضاء لا مكان فيها لـ الفشل . .
فـ ظهر إعلامياً وكشف عن كل تلك الأمور علناً فـ قال حينها أن ما بني على باطل فـ هو باطل . .
اقتباس:
مجيباً احد الصحفين فلورنتينو بيريز: " بلغريني ؟ أسالو فالدانو هو من احضره " .
بعد انتهاء الدوري الاسباني وخروج ريال مدريد خالي الوفاض,اليوم اتجه احد الصحفين نحو بيريز
بالسؤال حول مستقبل بلغريني مدرب الفريق الملكي,فكان الرد من فلورنتينو بيريز : " اسالو فالدانو هو من احضره لنا " ,
ويبدو واضحا ان امر المدرب محل شك في البقاء في ريال مدريد,واضاف بيريز : " بلغريني مدرب عظيم ,
لكن بـ النسبة لـ ثوابتنا وقواعدنا في ريال مدريد هو مطالب بـ اكثر مما فعل " .
وكان هذا التصريح لـ فلورينتينو بيريز هو النهاية الفعلية لـ مغامرة بيلغريني الفاشل مع ريال مدريد , وبداية لـ عهد جديد هو من صنع خيارات بيريز ولا أحد سواه . .
.
.
أول خطوة في درب العودة ؟! :
بيريز فعل المستحيل !
موراتي سعيداً بـ ثلاثية تاريخية وبـ عودة دوري الأبطال إلى خزائن فريقه بعد غياب دام قرابة نصف قرن من الزمان , وطيلة هذه الفترة كانت تمثل الهاجس والحلم رقم 1 واحد لكل من حمل ألوان الأسود والأزرق , وجاء مورينهو وجلب معه السعادة لـ قطب ميلانو ولـ يحقق لهم هذه الأحلام العظيمة التي شعر بعض من ينتمون إلى الإنتر لـ بعض الوقت أنها شبه مستحيل التحقق بل لـ نقل أنهم رصدوها في حساب المستحيلات , ولكن المستحيل الأكبر بعد تحقيقهم لـ تلك البطولة هو أن تخطف منهم مصر سعادتهم ملهمهم الأول مورينهو , ولكن فلورينتينو لا يعترف بـ المستحيل ولا يرى له وجوداُ في حياته , أليس هو من جلب قائد الكتلان فيغو في عز تألقه وأليس هو من خطف زيدان ملك اليوفي وأليس هو ذات الرجل الذي جلب رونالدو من الإنتر بعد أن كان أسطورة بلاده الأولى في مونديال 2002 , بلا هو ذات الشخص قام بـ المستحيل في نظرنا وتعاقد مع البرتغالي الأسطوري مورينهو بعد أقل من ثلاث أيام من تحقيقه بطولة دوري أبطال أوروبا , حتى أنه لم يمهله فرصة لـ الإحتفال مع لاعبيه بـ البطولة الغالية التي حققوها . .
ولكنني أسلفت أنها أول خطوات الإصلاح , ومن كان يريد الإصلاح فـ عليه أن يسعى له جاهداً بلا كلل ودون تأخر أو تأجيل , وهو ذا الشامخ قام بـ المستحيل لـ يثبت لكل مشكك في قدراته وفي عودته لـ يصلح أخطاء الماضي أنه على خطأ , وأن حاضر بيريز لا يمت بـ أي صلة إلى ماضيه الذي هو نفسه لا يريد أن يتذكره . .
وبعد التعاقد مع مورينهو يمككنا أن نقول أن موسم الريال الجديد الذي معه سـ تبدأ الأفراح بـ العودة إل العاصمة البيضاء من جديد قد بدأ . .
.
.
اللي أوله شرط آخره نور ! /,
ماذا يريد المدريديستا من مورينهو ؟ !
توقيع مورينهو مع النادي كان كـ الحلم المدريدي الذي تحقق , فـ أحلام جميع المدريديستا حول العالم كانت تدور حول مدرب ذا صيت وسمعة وصاحب باع طويل وخبرة في عالم التدريب , وبـ التأكيد لا يوجد أي مدرب في العالم تتوفر فيه هذه الصفات كما البرتغالي الأسطورة مورينهو , ولكن نحن المدريديستا لم نحلم بـ تواجد مدرب عظيم على دكة البدلاء إلآ لـ أننا نملك مطالب لا يستطيع تحقيقها المهرجون الذين يدعون أنهم مدربوا كرة قدم . .
وهذه المطالب كانت واضحة لـ كل مدريدي قبيل بداية الموسم فـ نحن بـ الفعل كنا نعرف ما نريد , فـ على مستوى الموسم الأول لم تكن المطالب كبيرة أو إعجازية فـ كانت عبارة طلبات لا تعد أو تدخل في طور المعقد صعب التنفيذ بل هي رغبات يمكن الوصول إليها بـ العمل الجاد لـ مدرب كـ مورينهو وكتيبة متميزة يقودها تضم أفضل اللاعبين وأميزهم على مستوى العالم أجمع . .
أولاُ . . كان رؤية تغيير حقيقي وجذري في أسلوب اللعب المتبع فـ الكل رغبته هي أن يكون لـ الفريق طريقته الخاصة وأسلوبه الخاص الذي يصنع له الشخصية التي تساعد الفريق في الخروج من أصعب المواقف وتكون هي الوقود الذي يشتعل لـ يضيء له الطرق في حال العتمة , هذا عوضاً عن العشوائية وتعدد الإساليب التي تشتت أفكار اللاعبين وتبعدهم عن مستوياتهم الطبيعية وتقربهم من الفشل على الصعيدين الجماعي والفردي وهذا ما كان يحدث في المواسم الماضية . .
ثانياً . . التركيز على إعادة بعض اللاعبين إلى مستوياتهم الحقيقية وإستخراج قواهم التي عجزوا عن إبرازها وهم تحت راية مدريد , لاعبين أمثال بنزيما وكاكا وبـ درجة أقل مارسيلو وغرانيرو . .
ثالثاً . . العمل على تقوية الخط الخلفي لـ الريال , ذاك الخط الذي طالما كان مصدراً لـ الكوراث في آخر السنوات رغم الأسماء الكبيرة التي حواها . .
رابعاً . . المنافسة الحقيقية على البطولات الثلاث وإظهار الرغبة الواضحة في الفوز بها حتى وإن لم يتحقق ذلك , لـ يتم محي الصورة الشاحبة التي كانت تظهر في المواسم الماضية وبـ الأخص في بطولتي الكوبا ديل ري ودوري الأبطال , .
خامساً . . إيقاف مسلسل السقوط المتكرر والمذل في كثير من الأحيان أمام كبار القارة الأوروبية , وإعادة الهيبة المدريدية المفقودة منذ زمن , بـ الإضافة إلى إسترجاع سمعة الفريق الضائعة أي بـ بساطة إعادة إسم ريال مدريد إلى مكانته الطبيعية . .
سادساً . . تقديم صورة مغايرة ومختلفة عن تلك التي عكف الفريق على تقديمها في آخر موسمين في الكلاسيكو أمام الغريم الكتلوني والتي أدت إلى تفوقه في أربع لقائات دون أي ردة فعل من مدريد تجاه هذا التعدي . .
سابعاً . . الإحساس بـ وجود تغير وفوارق بين ذاك الأداء الذي قدمه بيلغريني مع الفريق طيلة الموسم الماضي , وتلمس نتائج مختلفة عن تلك التي ظهر في آخر الموسم رغم توفر الإمكانات . .
إلى هنا إنتهت مطالب المدريديستا الموجهة لـ مورينهو , قد يلحظ البعض عدم وجود حتى تلميح يخص الظفر ولو بـ بطولة واحدة , نعم هو كذلك كلنا كـ مدريديستا " عقلاء " كنا نعلم تمام العلم أن الفريق لم يؤهل بعد لـ الوصول إلى منصات التتويج خصوصاً أن الموسم الذي سـ يمر به بـ إجماع الكل هو موسم لـ التشخيص الداء وإيجاد الدواء وهو موسم بناء قد يجلب معه بعض الإنسجام الذي سـ نعول عليه في الموسم القادم , كانت فعلاً هذه هي النظرة لـ مورينهو ورجاله فـ البطولات كما يعلم الجميع تحتاج إلى العمل والصبر وهي لم ولن تتحقق في يوم وليلة أبداً . .
.
.
إعداد وإستعداد !!
صيف مورينهو الأول !
بعدما تم إبرام الصفقة التي ربطت مورينهو مع الريال بـ عقد مدته 4 مواسم قادمة , ذهب الجميع إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا وظل مورينهو بعيداً عن الأضواء فـ عاش إجازة سعيدة وفي ذات الوقت عمل في الظل لـ مع الإدارة لـ إبرام بعض الصفقات الهامة لـ بناء فريق قادر على المنافسة , وبـ الفعل بـ مجرد نهاية كأس العالم بدأت الإدارة في الإعلان عن الصفقة تلو الإخرى ولعل الأبرز كان أوزيل صانع ألعاب المنتخب الألماني وزميله الرائع خضيرة ودون أن ننسى الجناح المبدع أنخيل دي ماريا , ومع تدعيم الدفاع بـ مدافع من الطراز الرفيع وهو البرتغالي ريكاردو كارفالهو , وأيضاً مع إبرام بضع صفقات لـ حساب الدكة أضحى الفريق جاهزاً لـ الدخول في معمة الجولة الإستعدادية لـ الموسم الجديد , ولكن في ذات الوقت الجميع أغفل مسألة حاجة الفريق لـ مهاجم ثالث يساند بنزيما وهيجواين وهذا أدى إلى مشكلة سـ نتطرق إليها فيما بعد . .
وفي ذات الوقت قام مورينهو بـ عملية إحلال في الفريق , فـ قام بـ الإستغناء بـ بعض من كانوا يعتبرون أعمدة أساسية فـ الفريق , فـ بداية من رمز النادي راؤول مروراً بـ قائده الثاني غوتي إنهاءً بـ كل من فاندر فارت ودرينثي كلها أسماء تم إبعادها عن الفريق , وهم في نظر مورينهو لم يعد لـ وجودهم في الفريق أي جدوى , فـ منهم الذي أصبح عاجزاً عن تقديم الإضافة ومنهم من لم يجد له مورينهو مكاناً في فريقه الذي هو بـ صدد بناءه وعلى هذا النحو أنهى مورينهو جدلاً كان يدور حول أحقية بعض اللاعبين في تمثيل النادي الملكي , فـ هو إختار من يراه الأفضل أما البقية فـ إرتأى أنه لم يعد لهم مكان . .
بعد ذلك ذهب الفريق إلى أمريكا في جولة ترويجية إستعدادية لعب فيها أبناء مورينهو عدداً من المباريات الودية مع فرق كـ لوس أنجلوس جالاكسي وأميركا المكسيكي , بعدها عاد الفريق إلى إسبانيا لـ يلعب مع هيركوليس نادي مدينة أليكانتي الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء حينها , هذا قبل التنقل إلى مدينة الشمال الألمانية ميونخ لـ ملاقاة عملاقها البافاري في لقاء تكريمي لـ الأسطورة الحية فرانز بيكمباور وفاز فيه الريال بـ ركلات الترجيح , عموماً كلها كانت لقائات ودية إستعدادية نتائجها لم تكن ذات أهمية بـ قدر ما هي ذات فوائد في تجريب اللاعبين وإعطاء مورينهو قراءات مبكرة مبسطة عن بعض اللاعبين في الفريق من الممكن أن يبني عليها خياراته فيما بعد . .
.
.
بدايات متعثرة ! /:
الريال يقدم مستواً متواضعاً في أولى الخطوات ! !
في أواخر شهر أغسطس من العام الماضي إنطلق موسم مورينهو الأول مع ريال مدريد , وبدأ بـ بداية سيئة لـ الغاية صاحبها عقم تهديفي عجيب فـ أنها الفريق أول لقائاته في الليغا بـ تعادل سلبي مع مايوركا ومن ثم ذهب لـ الفوز وبـ كل صعوبة على أوساسونا النادي العنيد على أرضية البرنابيو بـ هدف وحيد تلاه فوز غير مقنع أيضاً على النادي الباسكي ريال سوسيداد بـ هدفين لـ هدف واحد , حينها وقف مورينهو على الفريق لـ يجد مكامن الخلل الذي يتسبب في عقم الفريق هجومياً , فـ قام بـ تغييرات جذرية في تشكيلته لـ أنه وجد أنها أحد أسباب خفوت توهج بعض اللاعبين ومن أبرزهم رونالدو وأبرز التغييرات التي قام بها مورينهو هي إجلاس كاناليس على دكة البدلاء وإشراك مسعود أوزيل كـ بديل له في أرضية الميدان . ,
وكان لـ التغييرات التي قام بها مفعول السحر في تشكيلته فـ من خلالها عاد الفريق إلى الطريق الصحيح فـ كانت الإنطلاقة الحقيقة من لقاء إسبانيول الذي فاز فيه الفريق بـ ثلاثية نظيفة ومن ثم حلت على الفريق سلسلة من النتائج الإيجابية سواءً في الليغا أو في دوري الأبطال , وهذا يؤكد أن مورينهو أبدع في مسألة التشخيص وإيجاد العلاج وفي وقت قياسي لـ يعيد الفريق إلى الطريق الصحيح قبل الدخول في متاهات لا تحمد عقبى الدخول فيها . .
.
.
حقاً لقد إستعاد الهيبة !!
الميلان سعيداً بـ تعادل مع ريال مدريد في سانسيرو . .
ريال مدريد في آخر 5 مواسم كان يعاني كثيراً عندما يلاقي أحد كبار أوروبا , وسواءً كانت المباراة في البرنابيو أو خارجه تكون النتيجة كارثيه وإن لم تصل إلى ذلك تكون خسارة محققة لـ الكتيبة البيضاء , فـ كم عانى الريال من بايرن ميونخ وميلان وليفربول وأرسنال وغيرهم الكثير الكثير , وكنا كـ مشجعين لـ الريال ننادي وبـ عالي الصوت نريد أن تعود إلينا الهيبة . ,
وهذا ما فعله مورينهو بـ التحديد , أعاد الهيبة إلى النادي الملكي من جديد فـ أصبح هو ريال مدريد الذي تتمنى كثير من فرق أوروبا مجرد الخسارة منه بـ نتيجة مقبولة وبفارق صغير من الأهداف , ومن أراد أن يتأكد فـ ليسأل أياكس أمستردام وماذا حدث له ذهاباً وإياباً مع النادي الملكي وفي المقابل كانت العودة الحقيقة بـ نظري وبنظر كثير من العشاق لـ هذا الكيان لـ هيبته المفقودة عندما تعادل الفريق مع الميلان في إياب دور المجموعات من دوري الأبطال , وحينما بدى الميلان ولاعبوه سعداء بـ مجرد التعادل مع ريال مدريد , هذا هو معنى الهيبة الذي تجلى من جديد في أعيننا بعد سنوات من الغياب . .
ولعلي أذكر من باب التأكيد أن الريال في الموسم الماضي حقق ما مجموعه 5 إنتصارات وتعادل وحيد في دوري المجموعات من دوري الأبطال , وفي المقابل لم تدخل إلى شباكه الكثير من الأهداف بل لم يلج مرمى كاسياس سوى هدفي إنزاغي في 6 لقائات وهذا معدل رهيب خصوصاًُ إن ذكرت أن الفريق سجل في تلك اللقائات الـ 6 من الأهداف 15 هدفاً , معدلات متميزة لـ الغاية وكل هذا تحقق من فريق ما يزال يخطو الخطوات الأولى في طريق المجد , وهذا يظهر كم عمل مورينهو ليلاُ ونهاراُ لـ يبدو فرقه بـ هذه الصورة المميزة . .
.
.
فاصل من عالم آخر /:
بعض من جنون مورينهو التكتيكي . .
لم أكن من المتابعين لـ مورينهو بـ شكل كبير , نعم كنت من المحبين له ولكني لم أكن عاشقاً ولهاناً به أتابع كل صغيرة وكبيرة يفعلها هذا قبل أن يتم التعاقد معه لـ يستلم دفة قيادة النادي الملكي , وكنت أسمع كثيراً أنه صاحب دهاء تكتيكي ليس له مثيل ولكنها كانت مجرد كلمات أستمع إليها دون رؤيا أراها أو واقع أتلمسه , إلى أن جائت اللحظة التي رأيت فيها جنونه التكتيكي يتجلى أمام ناظري , وحدث ذلك في لقاء الليغا في الموسم الماضي أمام نادي هيركوليس أليكانتي , ولعل أكثر ما أتذكره أنني بعد اللقاء كنت فرحاً جداً لـ درجة لا توصف وفي ذات الوقت لا أخفي عليكم أنني كنت في حالة ذهول مما حدث في أطوار ذلك اللقاء العجيب . .
عموماً دعوني أعد بـ ذاكرتكم إلى ذلك اللقاء , بدأ الملكي اللقاء بداية سيئة لـ الغاية تلقى على إثرها هدف عن طريق صاحب الرأس الذهبية الفرنسي المتألق تريزيغيه ومنذ الدقيقة الثالثه من بداية الشوط الأول وجد الريال نفسه متأخراً في النتيجة أمام نادي عنيد هو الوحيد الذي تمكن من تحقيق الفوز على أرضية برشلونة في الكامب نو , مورينهو حاول أن يغير بعضاً من أساليب لعب الفريق فـ غير أماكن تمركز رونالدو ودي ماريا وحتى أوزيل ولكن دون أدنى جدوى كان الفريق يضغط على دفاع هيركوليس ويشن عليه الهجمات ودفاع الفريق الحديد متكتل لا تمر عليه أي شاردة أو واردة , مورينهو ضاق ذرعاً مما رأى , .
فـ إنتظر مورينهو بداية الشوط الثاني عل الحال يتغير ويتبدل وترجع الأمور إلى نصابها الطبيعي ولكن لم يكن هناك أي بوادر أمل تشير أن أبناء الكتيبة البيضاء قادرون على العودة , والوقت بدأ ينفد والفريق في أمس الحاجة إلى النقاط الثلاث لكي لا يفقد صدارته لـ الليغا , وفي هذه الأثناء مورينهو لم ير أن هناك حلاً آخر سوى حل هذه العقدة بـ بعض السحر التكتيكي الذي يجيد إتقانه , وقبل أن يبدأ في تنفيذ مخططه دي ماريا ساعده وسجل لـ الفريق هدفاً لم يكن لـ يسمن أو يغني من جوع فـ الفوز كان هو المطلب الأساسي الذي لا غنى عنه . .
فـ بدأ مورينهو في تطبيق خطه الجهنمية , فـ أخرج قلب الدفاع بيبي وأدخل بديلاً عنه كريم بنزيما " قلب دفاع بـ رأس حربة " لـ يزيد الكثافة العديد في مناطق هيركوليس ودون أن ننسى أنه أصبح يلعب بـ رأسي حربة بـ الإضافة إلى رونالدو وماريا وأوزيل , وفي المقابل لم يترك المناطق الدفاعية دون تحصين فـ قام بـ إعادة خضيرة إلى قلب الدفاع لـ يساند كارفالهو , وبعد هذا التبديل السحري لم تمضي أكثر من 5 دقائق إلا والريال محرزاً هدف التقدم الثاني عن طريق البرتغالي كريستيانو رونالدو وكان هو هدف الفوز الفعلي على أبناء أليكانتي , إلى هنا لم يكن دور مورينهو قد إنتهى بعد فـ بدأ يطبق الخطة الثانية وهي تتمثل في سحب مسعود أوزيل وإشراك أربيلوا بديلاً عنه وأيضاً بـ سحب هيجواين وإشراك ألبيول كـ قلب دفاع , وبهذا أغلق مورينهو رسمياً مناطقه الدفاعية فـ أصحب يلعب بـ طريقة 5-4-1 ومع تراجع ألونسو وخضيرة إلى الوراء أصبح من سابع المستحيلات الوصول إلى مرمى كاسياس , وفي هذه الأثناء إنطلق لاعبوا هيركوليس وبلا هواده نحو مناطق ريال مدريد وتركوا دفاعاتهم من دون تحصين فـ تمكن الريال من تسجيل الهدف الثالث عن طريق رونالدو أيضاً , وبـ هذا يكون مورينهو قد نجح نجاحاً باهراً في مسألة إثبات أنه المدرب الأفضل تكيتيكياً على الأطلاق . .
.
.
الشرارة الأولى ,/:
أولى حلقات الإثارة كانت طرد مورسيا . .
كل متتبعي الليغا كانوا ينتظرون وبـ شغف الإثارة التي من الممكن أن يضيفها البرتغالي مورينهو إلى الليغا من خلال أحاديثه المثيرة لـ الجدل وأفعال التي توصف بـ ذات الوصف كذلك , وأولى تلك فصول تلك الإثارة المنتظرة بدأها مورينهو عندما إعترض على الحكم الذي يقود لقاء فريقه ضد ريال مورسيا في الكوبا ديل ري , وعلى ما يبدو أن الحكم كان في إنتظار زلة من مورينهو فـ قام بـ إقصاءه منذ أول إعتراض على الرغم من أن الأخير لم يكن على خطأ حينها بل كان إعتراضه صحيحاً ولكن الحكم طرده لـ يكمل اللقاء من على المدرجات . .
وطبعاً مورينهو لم يرحم الرجل فيما بعد , وهذا عينه ما كان ينتظره العشاق وهذه هي معاني الإثارة التي ظلوا ينتظرونها لـ مدة طويلة , وعموماً كل كان يعرف مورينهو جيداً أقسم على إنها لن تكون المرة الأولى والأخيرة , وبـ الفعل كان طرد مورسيا مجرد بداية لـ مسلسل طويل وحروب بين مورينهو والإتحاد الإسباني سـ نأتي على ذكرها فيما بعد . .
.
.
إنه بـ الفعل كابوس ! /:
برشلونة يسحق ريال مدريد بـ خماسية . .
الفريق يمر بـ أفضل اللحظات منذ سنوات طويلة ويقدم مستويات راقية على جميع الأصعدة فـ في الليغا هو المتصدر وفي دوري الأبطال كان هو الفريق الأفضل في المسابقة كـ كل بـ أقوى دفاع وأقوى خط هجوم , والكتيبة البيضاء تحقق الفوز تلو الآخر بلا كلل أو ملل , والكلاسيكو يقترب ومشجعي النادي الملكي مطمئنون إلى حالة ناديهم , ويرون أن هذه المرة بـ مورينهو ورجاله سـ يتم دك شباك فالديز من قبل فريقهم المميز أو على الأقل سـ يتم حفظ ماء الوجه وليس كما جرت العادة في آخر موسمين ,
ولكن كلها كانت مجرد أوهام لا أكثر ولا أقل سرعان ما قضى عليها تشافي هرنانديز منذ أول 18 دقيقة في الكلاسيكو , بل دعونا نقل أنه دمرها وفتح الباب لـ زملائه لـ يحققوا فوزاً تاريخياً على ريال مدريد سـ يسجل في إرشيف وتاريخ الكلاسيكو العريق , وبـ الفعل إنتهت تلك الليلة بـ نتيجة جعلت من موسم المشجع المدريدي كارثياً بعد أن كان قبل لحظات هو الموسم الأفضل منذ سنوات , فـ الواقع يقول أن برشلونة كان قاسياً في تلك الليلة الظلماء التي كان فيها الريال مجرد حمل وديع لعبت به ذئاب كتلونيا كيفما تشاء . .
تعددت الأسباب في أعين المدريديستا فـ منهم من حمل وزر تلك الخسارة لـ مورينهو , ومنهم من قال أن اللاعبين هم السبب ومنهم من أوكلها لـ الجانب النفسي ولكن السبب الحقيقي لـ ذلك الإنهيار الرهيب لم يظهر بعد , ولا يبدو أنه سـ يظهر قريباً فـ ما حدث تلك الليلة كان أمراً عجيباً يصعب تفسيره كيف لـ فريق هو الأفضل ويقدم موسماً راقياً بـ كل المقاييس أن يخسر وبـ نتيجة ثقيلة قوامها خمسة أهداف لـ لاشيء . ؟
ولعلي لا أجد جملة تتناسب مع هذا التساؤل سوى هذه الجملة التي أستوحيتها من أيام الطفولة . .
سؤالٌ صعب .. سؤالٌ صعب .. سؤالٌ يراودني
.
.
فقد كل شيء ! /:
مورينهو بدأ يعيد بناء الفريق من الصفر !
بعد نهاية الكلاسيكو المأساوي عاشت العاصمة البيضاء فترة هدوء وترقب غابت الحركة والكل بدآ منتظراً وبـ شغف ما يمكن أن يفعله مورينهو بعد أن فقد كل شيء تقريباً , فـ هو رأى أمامه في تلك الليلة كل آماله وطموحاته تنتهي أمام ناظريه ورأى كذلك كل ما بناه منذ قدومه إلى مدريد وحتى قبل تلك الليلة ينهار ويصبح مجرد ذكرى من الماضي . .
نعم كتيبة مورينهو تمكنت من تحقيق أكثر من فوز بعد لقاء الخماسية , ولكنها فعلياُ لم تكن إنتصارات ذات جدوى كبيرة فـ ما كسر تلك الليلة كان من الصعب ترميمه بـ سرعة , وفعلاً كان الفريق يظهر معدلاُ تنازلياً فـ كان كل لقاء أسوء من الذي قبله وبدأت تظهر سلبيات تلك الخسارة المذلة على جسد الفريق في أوائل يناير أي بعد عطلة أعياد الميلاد , فـ منذ لقاء الريال مع خيتافي والذي فاز فيه الفريق بـ صعوبة على أبناء الألفونسو بيريز شعر المدريدي أن هناك خللاً ما في الفريق . .
ولم تطل المدة حتى تأكدت تلك الأحاسيس التي شعر بها المدريدستا , فـ هاهم يرون فريقهم يتعادل سلباً مع متذيل الترتيب الذي سحقه أبناء كتلونيا بـ ثمانية أهداف مقابل لا شيء , ومن ثم تلى ذلك اللقاء فوز غير مقنع بتاتاً أمام مايوركا بـ هدف لـ لاشيء ولم يمض الكثير من الوقت حتى وصل الفريق إلى ذروة سوء مستواه فـ خسر من أوساسونا في معقلهم مدينة بنبلونا , وكانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير والتي من بعدها وجد مورينهو الحلول الجذرية التي قضت تماماً على مخلفات لقاء الخماسية , وقد يكون العمل التكتيكي الذي قام به مورينهو ضئيلاً في مقابل الأعمال النفسية العظيمة التي قام بها لـ يعيد اللاعبين إلى سابق عهدهم . .
.
.
بدايات حرب باردة ! /:
مهاجم ثالث , كانت الشرارة التي أشعلت الحرب !
قد لا تخفى على أحد منا شخصية فالدانو ومسآئل حبه لـ السيطرة الإمساك بـ زمام الأمور في كل الأوقات والأزمان , فـ هو يريد أن يكون صاحب الكلمة العليا في النادي الملكي الكلمة الرنانة المسموعة من قبل الجميع , ولكن رغباته هذه إصطدمت بـ جدار فولازي متين وهو مورينهو صاحب الشخصية الحديدية الرجل الذي إن كان يكره شيء في حياته فـ هو فرض الأوامر عليه وعدم تطبيق طلباته , وهذا ما كان يفعله فالدانو تماما وبـ الحرف الواحد فـ الثرثار وكما أطلق عليه البعض كان يتضايق من وجود رجل كلمته هي الأعلى وهو في ذات الوقت لا يمكنه مجاراته لـ أن الإدارة ممثلة بـ رئيسها بيريز يدعمه وبلا توقف ولـ أن الجماهير البيضاء أعربت في أكثر من موقف أنها مستعدة لـ الموت من أجل هذا الرجل , فـ على جميع الأصعدة فالدانو كان يعرف أن مسألة تصعيد مشاكله مع مورينهو لن تجدي نفعاً بل هي حرب خاسرة لا محالة , فـ حاول أن يلعب من تحت الطاولة , ولكنه أخطأ خطأ حياته لـ أنه لاعب الشخص الخطأ جوزيه مورينهو . ,
فـ يحاول فرض رأيه على مورينهو في مسألة مهمة لـ الغاية وهي حاجة الفريق إلى مهاجم ثالث , في بداية الموسم تم ترجيح رأي الأرجنتيني ودخل مورينهو موسمه بـ مهاجمين فقط ولكن لـ سوء حظه أصيب هيجواين في ظهره إصابة من الصعب أن يشفى منها قبل نهاية الموسم , فـ أصبح الفريق يحارب بـ مهاجم وحيد , وإقتربت الإنتقالات الشتوية وظهر لـ العلن أن رأي فالدانو كان خطاُ ولكنه رفض أن يعترف بـ خطأ ويتعاقد مع مهاجم آخر بل كابر وظل مصراً على رأيه رافضاً توقيع الفريق مع مهاجم آخر ليس لـ أنه مقتنع بما يفعل ولكن لـ أنه بـ هذا الفعل يكسر كلمة مورينهو , إنطلق المركاتو الشتوي ومضى أول إسبوعين منه ومورينهو يطالب بـ المهاجم الثالث وفالدانو يرفض إلى أن قام مورينهو بـ تصعيد المشكلة إلى الرأي العام وأصبح مشكلة الشارع المدريدي الأولى فـ البعض إنقسم بين مناصر لـ فالدانو ومناصر لـ مورينهو والبعض الأخر كان ممن يحاول تغطية الواقع بـ قوله أن لا مشكلة بين فالدانو ومورينهو وأنه إختلاف طبيعي في وجهات النظر سينتهي قريباً . .
وظل مورينهو يطالب بـ المهاجم إلى أن جاءت الأمتار الأخيرة من المركاتو ورضخ فالدانو أخيراً لـ مطالب البرتغالي وتم التعاقد مع أديبايور التوغولي كـ مهاجم جديد لـ الفريق , حينها إتضح جلياً لـ الإعلام أن هذه اللحظة كانت تعني أن أحد الرجلين راحل لا محالة بـ نهاية الموسم الكوري , ولم يكن بـ مقدرونا سوى الإنتظار ولا شيء غيره فـ ما يجري كان حرباً بـ كل ما لـ الكلمة من معنى , وكما صورها الإعلام المدريدي فـ بالفعل الريال لم يكن لـ يسع الرجلين معاً . .
.
.
وتتسارع الخطوات من جديد ! /:
منذ بدايات فبراير أضحى لـ الريال وجه مغاير !
منذ كلاسيكو الإثنين الريال إرتدى ثوباً بالياً وهناً كان يبدو شاحباً من خلاله فـ لا أداء ممتع ولا مستواً مبهر لم تكن هناك سوى النتائج السلبية أو الإيجابية بـ خجل وإستمر هذا الحال طيلة شهري ديسمبر ويناير , ولكن في بدايات فبراير بدأ الريال بداية مغايرة تماماً وكان يقرأ من خلال لاعبيه مدى الإصرار على العودة إلى المستويات المبهرة التي عكفوا على تقديمها في بدايات الموسم . .
وإجمالاً في فترة إنخفاض المستوى التي مر بها الفريق كان هناك إيجابية مهمة لـ الغاية هي أن مورينهو حاول بـ كل ما يملك أن لا يفقد كل شيء , خصوصاً أنه وجد نفسه عاجزاً عن إيجاد حلول تقي الفريق نزيف النقاط في الليغا فـ فتح جبه جديده وهي القتال في لقائات كأس الملك فـ عندما إنتهت فترة إنخفاض المستوى وجد مورينهو كتيبته في الدور نصف النهائي أمام إشبيلية , فـ عندما بدأت مرحلة الصحوة الفريق حينها كان ما يزال يقاتل على جبهتي الأبطال وكأس الملك ومع تدني كبير في آمال الوصول إلى لقب الليغا . .
فـ كانت بداية فبراير بـ لقاء إياب نصف نهائي كأس الملك أمام إشبيلية والكتيبة البيضاء دخلت اللقاء بـ إرتياح كبير خصوصاً أنهم كانوا قد حسموا موقعة الذهاب في السانشز بيثخوان لـ صالحهم بـ هدف نضيف لـ الفرنسي بنزيما وكما ذكرت فـ إصرار اللاعبين تجلى منذ أول لقاء فـ حسموه بـ هدفين نظيفين وكان هذا اللقاء كـ تدشين لـ إنطلاقة صاروخية لـ الفريق لم يستطع أي منافس الوقوف أمام قوتها الضاربة , فـ رأينا الريال يعود كما كان يحسم اللقاء تلو الآخر مهما إختلف الخصوم وتعددوا . .
إلى أن جائت اللحظة التي ينتظرها كل المدريديستا , وهي دور الـ 16 أو ما نسميه بدور العقدة وأمام نادي يمثل هو الآخر عقدة أخرى لـ الريال ألا وهو ليون الفرنسي , ولكن لـ حسن الحظ أن رجال مورينهو وصلوا إلى اللقاء وهم في قمة مستواهم الفني فـ هم في تلك الأيام كانوا يمرون بـ مرحلة تصاعد أو لـ نقل تسارع خطوات , نعود لـ سياق حديثنا في أواخر فبراير لعب الريال مع ليون ذهاباً في جيرلان وإنتهى اللقاء بـ التعادل الإجابي العادل هدف لـ هدف , ولكن كل من تابع اللقاء كان يعلم علم اليقين أن مورينهو يحضر لـ النادي الفرنسي مفاجأة من العيار الثقيل إياباً وبـ الفعل حدث ما كان متوقعاً مورينهو نزل بـ كل ثقل في اللقاء فـ فكك خطوط النادي الفرنسي وجعله تائهاً طيلة فترات اللقاء لا يقدر على شيء وهجوم الريال الضاغط على دفاع ليون تمكن من خلال الضغط العالي من تسجيل ثلاثة أهداف حسمت أمر تأهل النادي الملكي إلى دور الـ 8 بعد سبع مواسم من الغياب , كانت فرحة هستيرية وفوزاً ثميناً لـ الغاية إطمأن المدريديستا بعده على فريقهم وعرفوا أن ناديهم يسير في الطريق الصحيح لـ العودة من جديد إلى السيادة والريادة , وأن تكسر هاتين العقدتين في ليلة واحدة إنه لـ أمر كفيل بـ أن ينزل الطمئنينة والراحة في قلب كل مدريدي عاشق لـ هذا الكيان . .
.
.
الوصول إلى الذروة !! :
لم يكن لـ أحد أن يقف في وجه ريال مدريد !
كما ذكرنا شهر فبراير كان هو شهر تسارع الخطوات , وأما في مارس وصل الفريق إلى الذروة إلى أقوى مرحلة مر بها منذ إنطلاقة الموسم , فـ أضحى فريقاً مخيفاً بـ كل ما تحمله الكلمة معاني , وعلى جميع الأصعدة فـ في الليغا التي باتت شبه محسومة كان يضرب وبلا رحمة وفي دوري الأبطال لا يمكننا أن نفعل أي شيء سوى أن نسأل ريدناب ماذا جرى وحدث لـ فريقك ذهاباً وإياباً مع الريال , وبـ الفعل لو كان الفريق مواظباً على هذا الأداء منذ بداية الموسم إلى نهاية لـ كنا الآن نستمع عبارات الأفضل في التاريخ والميز في الكرة الأرضية والأقوى بين أقرانه تنهال على ريال مدريد خصوصاً أن هذه العبارات أضحت هذه الأيام توزع مجاناً ولا تباع . .
وإن قمنا بـ الدخول إلى التفاصيل وتعمقنا فيها سـ نجد أن هذه المرحلة كان الفريق فيها لا يتعامل إلا بـ لغة المتعة المفرطة ولهجة سحق الخصوم واحداً تلو الآخر ولعل شباك ملقا ما زالت تهتز حتى هذه اللحظة جراء ما فُعل بها من قبل فرقة مجانين مورينهو , وعلى ما يبدو أن تلك القسوة التي رأينها تتجلى عند رونالدو ورفاقه كانت كـ الإنتقام الضمني من المدرب الذي شوه طريقهم وأعني التشيلي بيليغريني قائد كتيبة ملقا ليلتها ,
أما في دوري الأبطال فـ قد ظهرت معاني الهيبة المدريدية في المفقودة والتي لم يرها على أرض الواقع الكثير من المدريديستا بل كانوا يسمعون بها فقط فـ في لقائي توتنهام وخصوصاً لقاء الذهاب بالفعل ما تم تقديمه من قبل مورينهو وكتيبته كان أمراً يفوق الوصف ويتعداه , والفريق لم يلاقي خصماً سهلاً أو لقمة سائغة حينها بل كان يعد توتنهام حينها أحد أفضل الفرق في دوري الأبطال بل وأميزها من خلال الأداء المتوازن الذي يقدمه ومن خلال تخطيه لـ عقبتي قطبي ميلانو الإنتر والميلان , ولكن من شاهد لقاء الريال ضد توتنهام سـ يشك حقيقة في كون أن هذا الفريق التائه المفكك الذي يعاني من الضغط طيلة 90 دقيقة بلا أي حل يكتشف لـ إنهاء معمته هو ذات الفريق الذي كان له صيت يسمع في أرجاء أوروبا قبيل ساعات من اللقاء , فوز ساحق حققه الريال في ذلك اللقاء بـ أربعة أهداف دون مقابل كان كـ البرد الذي نزل على قلوب المدريديستا جميعاً وأولهم أنا فـ كنت كـ الذي هو في حلم جميل لا يريده أن ينتهي أبداً فـ حقاً ما قدمه مورينهو لي في تلك الليلة كان أمراً يستحق عليه أن ترفع له القبعات إجلالاً وتكريماً . .
بعد ذلك اللقاء كلنا كـ مدريديستا بصمنا وبـ العشرة أن فريقنا عاد إلى أيام الزمن الجميل أيام ديل بوسكي وأيام أواخر التسعينات التي إفتقدناها لـ زمن , ولا أخفي على أحد أنني كنت قد تناسيت كل المطالب التي وضعتها في بداية الموسم كـ أمنيات فـ أصبحت أحلم بـ الثنائية تغافلت كل المقومات التي يتطلبها الوصول إلى النهائيات والفوز وتناسيت كل العوامل التي من الممكن أن تحول بيننا وبين التتويج بـ غالي الألقاب ولكن من هو المدريدي الذي بقي له عقل يفكر به بعد العجائب التي قدمها مورينهو في مارس ؟ ! لا أظن أن أحد سـ يجيب علي ويقول أنا . .
.
.
المدريديستا ينقسمون !! :
الريال والبرشا وجهاً لـ وجه أربع مرات في 18 يوم !
الموسم الفائت حمل أكثر الحوادث ندرة وأكثرها إثارة وعنفوان وأيضاً أكثرها قرباً من عشاق المستديرة سواءً المحايدون منهم أو صاحبوا الميول المدريدي أو الكتلاني على حد سواء , وهذا الحدث تمثل في إقامة أربع لقاءات كلاسيكو في مدة زمنية قصيرة لـ الغاية وهي 18 يوم يتنافس فيها الغريمين على ثلاث ألقاب هي في المتناول . .
بشكل عام كانت هذه هي النظرة البعيدة لـ سلسلة الكلاسيكو القادمة , ولكنها كانت بـ أعين المدريديستا على وجه الخصوص أكثر تعمقاً وتفصيلا , فـ نحن كنا نتعايش مع فريق قويِ لـ الغاية يمر بـ أحسن فتراته في الموسم قبيل تلك الأيام ولكن أشباح ليلة الإثنين المشؤوم كانت متزال تخيم في مخيلة كل مدريدي , ولعل قوة تلك الصدمة كانت هي السبب , فـ الجميع كان حذراً يترقب تمر على تجمعات المدريديستا فلا ترى التوقعات الكبيرة كما تجري العادة ولكن ترى الخوف بادياً وبـ شكل ملحوظ , بـ الرغم من رؤيتنا لـ الفريق يقدم الفوز تلو الآخر والأداء المبهر والممتع ولكن الكل كان يقول برشلونة شيء آخر فـ نحن دخلنا لقاء الذهاب بـ ذات القوة والعنفوان , وخرجنا منه خروجاً مذلاً لـ الغاية . .
ولكن كان هناك قلة ممن ترى في ملامحهم الثقة وتوقع الأفضل والتفاؤل بـ ما يمكن أن يقدمه مورينهو ورجاله في الـ 18 القادمة , وعموماً إن أتيت لـ تصنيف نفسي ومع أي الفريقين كنت فـ الواقع يقول أنني كنت بينهما فـ لست من فريق المتشائمين الذي يرون نهاية قريبة لـ فريقنا الواعد ولم أكن من أصحاب الثقة والتفاؤل بـ الأفضل , ولكني كنت في المنتصف خائفاً من الفشل أتوقع الأفضل ولعل ما إقتادني إلى هذه المنطقة بـ التحديد هي معرفتي بـ مورينهو وشخصيته وأنه من المستحيل أن يتلقى صفعة أخرى على ذات الخد من برشلونة ولولا هذه المعرفة لكنت صنفت من ضمن المتشائمين أصحاب النظرة التي من الممكن أن نقول عنها أنها سوداوية . .
.
.
ما قبل البداية . ! ! :
مورينهو يتأهب , وعلى ما يبدو أنه غدى جاهزاً !
قوة الصفعة التي تلقاها المو في لقاءه الأول مع برشلونة وهو مدرباً لـ الريال جعله يعرف أن الكلاسيكو ليس كـ مثله من اللقائات التي قادها في مسيرته التدريبية , فـ هو ليس مجرد مباراة كرة قدم وبرشلونة في الكلاسيكو ليس هو ذات الفريق الذي سبق له وأن واجهه في كثير من المناسبات الماضية , كلها دروس أخذها مورينهو وحفظها عن ظهر قلب مذ نهاية الكلاسيكو الأول وكما يعلم الجميع فـ موري ليس هو المدرب الذي يلدغ من الجحر مرتين , ولـ ذلك بدى جلياً لـ المدريديستا آثار الإعدادات والإستعدادات التي شرع مورينهو في العمل عليها منذ أكثر من ثلاث أسابيع من اللقاء الأول على أرضية البرنابيو , فـ تغيرت طريقة اللعب كلياً فـ رأينا بيبي يتقدم لـ يلعب كـ محور دفاعي في لقاء خيخون , ورأينا رونالدو يلعب كـ رأس حربة وحيد في الميدان كما في لقاء بيلباو وإلتفتنا إلى تغيير مركز راموس في أكثر من لقاء لـ يلعب كـ قلب دفاع عوضاً عن اللعب في مركزه الأساسي كـ ظهير أيسر , كلها تغييرات كبدت مورينهو الكثير ولعل خسارته لـ رقمه القياسي على ملعبه أمام نادي خيخون كان هو الخسارة الأكبر التي تسببت فيها إعدادت الكلاسيكو لـ المو ,
ولكن إجمالاً إتضح لـ المدريديستا لا حقاً أن التضحية بـ شيء معنوي رخيص من أجل مقابل مادي ملموس ثمين هو أمر رائع فعلاً , فـ المو عندما ضحى بـ رقمه القياسي ولم يلقي له بالاً كان واثقاً من أن النتيجة سـ تكون إيجابية في النهاية , ولـ ذلك كلنا شاهده يبتسم بـ وجه لاعبيه بعد خسارتهم أمام أبناء الرائع بيريسيادو وكم كان رائعاً ذلك الموقف والذي أظهر لي أن المو ليس مجرد مدرب كرة قدم يهتم بـ نفسه أولاً لا مبالي أو مفكر بـ فريقه أو شيء من هذا القبيل بل هو على العكس تماماً فـ كان أول المضحين بـ أغلى ما يملك من أجل الفريق وهذا أمرُ يستحق أن يشكر عليه ويحيى بـ سببه . .
وإن عدنا إلى الإستعدادت سـ نجد أن المو جهز الفريق وجعله قادراً على الوقوف أمام برشلونة وقوته الضاربة , فـ الرجل قام بـ تجهيز الكتيبة من جميع النواحي فنياً تكتيكياً نفسياً حتى وأقرأهم وعن ظهر قلب طريقة أداء برشلونة وكيفية التعامل معها , ولجأ إلى أكثر من طريقة لـ شل حركة مكامن الخطر في النادي الكتلوني , فـ ميسي كان السبيل إلى إيقافه هو إيكال مهمة مراقبته لـ مارسيلو ومع ميل ألونسو لـ يسانده في المهمة في حال كانت الهجمة الكتلونية تمر بـ الجهة اليسرى وأما التمريرات القصيرة بين الثنائي تشافي وإنييستا كان الحل لـ إيقافها تماماً هو تكثيف منطقة وسط الميدان مع تمركز بيبي وخضيرة بـ مهمة وحيدة وهي قطع الكرات بـ الضغط على حامل الكرة وتشديد الخناق على اللاعب المتحرك بدون كرة , وبـ هذا تكون مهمة مراقبة رأس الحربة فيا باتت سهلة على قلبي الدفاع فـ هو أضحى بلا ممول يوصل له الإمدادت , وأما على الصعيد الهجومي فـ عمد إلى تجهيز أكثر من نهج يمكنه أن يستخدمه فـ جرب اللعب بـ رأس الحربة الوحيد وهو رونالدو وجرب اللعب بـ رأس حرب ومساند يساعده من الخلف يلعب كـ مهاجم ثاني , ومن خلال التدريبات واللقائي اللذان عدا كـ حقل تجارب لـ الكلاسيكو إتضح أن لنا أن الفريق لم يعد ينقصه شيء وأنه بات جاهزاً تماماً لـ أي نهج قد يختاره مورينهو في الكلاسيكو ,
.
.
الحرب بدأت !! :
أولى المعارك كانت جساً لـ النبض فقط !
أولى حلقات السلسلة المثيرة التي كان الجميع ينتظهرها وبـ شغف شديد كانت كلاسيكو إياب الليغا والذي أقيم على أرضية البرنابيو , قد يصح أن يقول عنه أي متابع لـ الليغا أو أي مشجع كتلوني أنه الأقل أهمية من بين البقية التي هي في الطريق فـ الليغا كانت بـ حساب المحسومة لـ النادي الكتلوني وأي نتيجة في الكلاسيكو لن تأثر على قيادته لـ جدول الترتيب سلباً , ولكنه لم يكن كذلك أبداً بـ النسبة لـ أي مناصر لـ نادي العاصمة فـ الجميع كان ينظر إليه بـ أنه بوابة العودة من جديد إلى درب الصحيح والخسارة به ممنوعة وتعد من المحضورات التي لا يجب على مورينهو أن يقترب منه في أي حال , لـ أن ما قبل هذا الكلاسيكو كان يمثل لـ المدريدي ماضٍ أسود بـ خمس خسائر متتالية من برشلونة والخسارة السادسة إن حدثت سـ تحول الكلاسيكو إلى عقدة مدريدية جديدة , وفي ذات الوقت الخسارة سـ تشكل عبأً نفسياً كبيراً على لاعبي الفريق الفاقدين إلى خبرة وحساسية هذا النوع من لقاءات كسر العظم فـ جميعهم تقريباً لم يقض أكثر من موسمين مع الفريق . .
وجاء اللقاء مرضياً بـ شكل كبير لـ المدريديستا بـ تعادل لم يكن يحمل أي طعم لا الفوز أو الخسارة , بل كان إفتتاحية جيدة لـ مسلسل الكلاسيكو والأداء الذي قدم محى الصورة الكارثية التي ظهر في لقاء الذهاب وعكس قوة الفريق وأظهر أنه يستطيع مجاراة برشلونة , فـ أن تسيطر على كامل أطوار اللقاء وتكون لك الخطورة الأكبر على مرمى فالديز بـ أكثر من وصول وأكثر من كرة كادت أن تلامس الشباك وأن تطر فريق كـ برشلونة إلى أن يعمد إلى أسلوب الإستحواذ العقيم على الكرة وتناقلها بين مدافعيه وحارسهم وحرمانهم من الوصول إلى مرمى كاسياس إلى في أربع مناسبات منذ بداية اللقاء إلى آخره , كلها عوامل ومؤشرات تدل على أفضلية الريال في ذلك اللقاء وأن تلك النتيجة لم تكن عادلة فـ مورينهو وكتيبته كانوا يستحقون أكثر من ذلك . .
إنتهى اللقاء وإنتهت تلك الليلة بلا شعور فرحة أو حزن يملأ أياً من قلوب أياً من مناصري الفريقين , فـ التعادل كان مرضي وحسب فـ الكل كانت أنظاره مصوبة نحو ليلة الأربعاء في نهائي كأس الملك الكلاسيكو رقم 2 , ولكني في اليوم الذي تلى اللقاء تفاجأت بـ شكل كبير من مناصري برشلونة من ريا وسكينة " آس وماركا " بـ إطلاقهم عبارات كـ الجبان والخائف على مورينهو وأيضاً بـ إعتبارهم إن لاعبي الريال كانوا فئراناً خائفين من برشلونة لاعبوا الـ 90 دقيقة مدافعين وعلى أرضية ميدانهم , في الوقع لا أخفي عليكم أني كنت مذهولاً من هول ما رأيت ووضعت في نفسي قناعة تتمثل في أن أحدنا شاهد لقاء آخر فـ من المستحيل أن يكون هذا الذي يتحدثون عنه بـ هذه الكيفية هو ذات اللقاء الذي شاهدته أنا , .
وعموماً هل عندما يتبع مورينهو أسلوباً يقيه هجمات برشلونة ويشل به حركتهم ويجعلهم يضطرون إلى إستعمال أسلوب هم لا يرغبون به وهو الإستحواذ العقيم على الكرة يكون جباناً خائفاً ؟ ! فعلاً لم يسألوا أنفسهم من الذي وصل إلى المرمى أكثر ولم يسألوا أنفسهم من هو صاحب الفعالية الأكبر , ولكن على ما يبدو في نظرهم أن من يستحوذ على الكرة أكثر هو الأفضل بغض النظر عن كون هذا الإستحواذ تشكل من خلال تناقل الكرة بين الحارس والمدافعين أو بين لاعبي الوسط بلا طائل , وفي الواقع إلى هذه اللحظة ما زلت أتأمل في طريقة تفكير من كان يقول بـ أن برشلونة كآن الأفضل في ذلك اللقاء بـ الذات . .
.
.
لقد فعلها !! :
الريال بطلاً لـ كأس ملك إسبانيا بعد سنين من الغياب !
أقل من أربعة أيام كان هذا ما فصلنا عن إثارة أخرى وبـ طعم آخر مغاير تماماً عن سابقه فـ المعركة الثانية كانت على نهائي كأس ملك إسبانيا , وقد يكون هذا الكلاسيكو هو الأهم من بين الأربعة التي إحتوتها السلسلة فـ هو كان الوحيد الذي يحسم لقب بطولة بـ شكل رسمي والخاسر فيه سـ يتذوق طعم مرارة أن يرى غريمه يتوج بـ الكأس الغالية أمام ناظريه فرحاً مسروراً , .
النهائي الذي وصل إليه الريال من طريق شاق ومرهق وصعب لـ الغاية إمتلأ بـ الإختبارات المعقدة والتي إجتازها فريق مورينهو بـ تميز لم نعهد له مثيل ويكفي أن نذكر أن الريال تفوق على أتيليتكو مدريد نادي العاصمة الثاني ذهاباً وإياباُ بـ نتيجة وأداء مبهرين ومن ثم كرر ذات السيناريو مع أبناء الأندلس وهذا الأداء الراقي كان متوقعاً لـ أن الفريق أخذ بطولة كأس الملك على محمل الجد هذا الموسم ليس كما يحدث كل عام , وأما منافس الريال برشلونة فـ هو على العكس تماماً عايش أياماً هادئة لم يذق فيها طعماً سوى طعم الراحة فـ بداية طريقه كانت مع سبتة ونهايته كانت مع ألميريا بـ الأحرى كان طريقاً مفروشاً بـ الورود , ولكن طريقة الوصول لا تعني شيئاً فـ 90 المستايا هي من سـ تحدد الفائز ولا شيء غير ذلك . .
الفريقين كانا في أتم الجاهزية وفي أهبه الإستعداد لـ اللقاء المرتقب وكلهما يحذوهما الأمل بـ فوز يسعد جماهريهم ويجعلهم يتمايلون فرحاً , وإنطلق الصدام الذي كان مورينهو قد أعد له جيداً وهو صاحب الخبرة الكبيرة في قيادة اللقاءات النهائية , فـ سجل التفوق في الشوط الأول كاملاً طولاً عرضاً لـ النادي الملكي , بـ أسلوب هجومي راقي ودفاعي فولاذي تمكن الريال من خلاله من الوصول إلى مرمى بينتو في أكثر من مناسبة ولعل أخطر تلك الفرص كانت كرة بيبي التي إرتطمت بـ العارضة الأفقية ورفضت أن تعانق الشباك وأما على الجانب الدفاعي فـ قد تم شل حركة برشلونة تماماً فـ لا تشافي يمرر ولا إنييستا يستقل ولا ميسي يراوغ ولا فيا يظهر , ولكن مورينهو أغفل أمراً كان في غاية الأهمية وهو هل يقدر لاعبوه على هذا الأسلوب المرهق لياقياً لـ 90 دقيقة , لم تتأخر الإجابة فـ سرعان ما حملنا لنا الشوط الثاني الإجابة الوافية والكافية برشلونة يرد على سيطرة الريال في الأول ويمتلك الملعب الكاملاً مع إختفاء كامل لـ لاعبي الملكي , وإستمر اللقاء سجالاً ووصل إلى الإضافي إلى أن جائت لحظة الحسم التي أنهى من خلالها رونالدو كل آمآل أبناء كتلوني في الفرحة بـ نهائي كأس الملك . .
تلك الليلة كانت ليلة تتويج مورينهو على عرش مدريد ملكاً , فـ العمل الذي قام به قريب بل يشابه السحر فـ أن تنتشل فريقاً غارقاً في غياهب الضياع يعاني ألم التخبط وغياب الهدوء والإنسجام منذ زمن تعيده مستواه المعهود ليس ذلك فـ حسب