نصير الأسدى ورسالة مفتوحه الى الملك عبد الله
ترددت كثيراً بعد أن شرعت فى كتابة هذا المقال ، والسبب الرئيسى فى هذا التردد أنها المرة الاولى التى أخاطب فيها العاهل الأردنى الملك عبد الله بن الحسين الذى لا أكن له كل حب وتقدير فحسب بل أعتبره صمام أمان فى المنطقة لحكمته وبراعته فى تقدير الأشياء حق قدرها وبساطته التى جعلته ملاذ للضعفاء وأصحاب المظالم وضحايا الفساد أينما كان .
رسالتى إلى جلالة الملك عبد الله لم تأت من فراغ ولكنها انعكاس لسلسلة من المقالات كتبتها من قبل عن مشكلة رجل الأعمال نصير الأسدى الذى تقول أوراقه الرسمية انه عراقى الجنسية لكنه فى حقيقة الأمر وعلى أرض الواقع عربى الهوى وعاشق للأردن الشقيق معتبرها وطنه الثانى ..
هذا الرجل شارك لعدة سنوات بشكل فاعل فى سوق الأوراق المالية الأردنية وتحولت استثماراته الى كيان مالى يشهد له به الجميع فى الأردن وصارت مساهماته الكبيرة فى بورصة عمان مركز ثقل للبورصة والدرع الواقى لها من الهبوط والتدنى والانهيار فى أعقاب الأزمة المالية العالمية التى عصفت باقتصاديات دور عديدة فى مختلف أنحاء العالم.
أكتب الآن وأنا من الوضع واقفاً فانا أخاطب ملك شاب سليل عائلة عريقة وله فى قلوبنا مساحات كبيرة من الحب والتقدير ، فجلالة الملك عبد الله بن الحسين لم أكن أجرؤ على الكتابة إليه إلا بعد تأكدى بأنه رجل من طراز فريد وملك يعطى للكلمة اهتماماً خاصاً ويولى أهل الكتابة والفكر بالرعاية التى يستحقونها طالما كانت نواياهم مخلصة وتستهدف الصالح العام .
أكتب الآن من أجل الصالح العام فمشكلة نصير الأسدى وإن كانت مشكلة شخصية إلا أنها فى حقيقة الأمر تجسيد لواقع مرير لمشكلة عامة تخص الاقتصاد الأردنى ، فالمؤامرة التى تعرض لها نصير الأسدى ومحاولة إبعاده عن السوق الأردنى ـ بفعل فاعل ـ قد ألقت بظلالها على حركة سوق الأوراق المالية وتحولت الى مؤشر خطير يهدد اقتصاد المملكة وكل هذا نتيجة طمع البعض وجشع مجموعة من المتآمرين على اقتصاد الاردن والذين لا هم لهم سوى تجميد أنشطة نصير الأسدى والسطو على ممتلكاته واستثماراته الملية العملاقة المنتشرة على أرض المملكة.
لقد تأثرت كثيراً وأنا أتحدث مع عدد من رجال الأعمال فى الأردن وأخص بالذكر صغار المستثمرين الذين قالوا لى عن نصير ما لم اكن اعرفه عنه برغم صداقتى له فقد قال لى أحد المستثمرين الصغار أنه كان يمد له ولغيره يد العون للخروج من أية ضائقة مالية كانت تلم بأى مستثمر و متعامل مع بورصة عمانوالحق يقال ـ والكلام على لسان احد المستثمرين الاردنيين ـ أنه كان يقوم بذلك دون ان يطلب منه أحد ايمانا منه بدوره الإنسانى تجاه الآخرين .
وعلى الرغم من ان نصير لم ينتظر كلمة شكر من أحد لإيمانه الشديد بان الله لا يضيع اجر من احسن عملاً لكن المفاجأة بل والطامة الكبرى أن نصير الأسدى بعد كل هذا السجل المشرف والتاريخ المليئ بالإنجازات الكبرى فى الاستثمار داخل سوق الاوراق المالية بالأردن قوبل بالتآمر والجحود من بعض ضعاف النفوس الذين يعملون لحساب رجال اعمال آخرين كل همهم الاستحواذ على السوق الأردنى .. فقد توالت الطعنات على نصير من كل صوب وحدب فتارة تظهر الخيانة من الإدارة السابقة لأحد البنوك الكبرى وتارة اخرى من اشخاص كان من المفترض أنهم أمناء عليه وعلى امواله وأسراره الخاصة بعمله فى السوق الأردنى فكانت الطعنات الغادرة صعبة وقاسية لأنها جاءت من حيث يأمن الرجل ومن حيث لا يحتسب .
أننى وأنا أتوجه بهذه الرسالة الى جلالة الملك عبد الله بن الحسين فإننى أضع بين يديه مشكلة رجل الاعمال نصير الأسدى باعتبارها مشكلة مستثمر عربى الذنب الوحيد الذى اقترفه ان كان هناك ذنب بالفعل فهو انه وضع كل استثماراته فى بلد اعتبره بلده الثانى دون ان يضع فى حسبانه أية اعتبارات مالية وأية توازنات فى السوق .
يا جلالة الملك اعتقد ان اجهزة الدولة فى الاردن الشقيق تعى جيدا قدر الشرفاء من رجال الاعمال الين كان لهم الفضل فى نمو حركة سوق المال والحفاظ على استقرار البورصة الاردنية فلماذا تتجاهل تلك الأجهزة مشكلته ولا تعيره اهتماماً ؟ اعتقد ان هناك اياد خفية تلعب فى الظلام وتتعمد تشويه الشرفاء من رجال الاعمال .. فهل يمكن ان تبادر تلك الأجهزة المعنية بالشأن الاقتصادى بوضع ملف مشكلة هذا المستثمر امام جلالتكم أملاَ فى مكرمة ملكية وان تنظروا اليه بعين الاعتبار فهو يستحق كل الخير لأنه رجل والرجال قليل هذا الزمان فضلاً عن ان سجله الناصع يؤهله لان يحظى برعاية جلالتكم ودعمكم وحمايتكم له من غدر الغادرين ومؤامرات المتآمرين .
لقد حصل نصير الأسدى منذ حوالى 3 شهور على لقب رجل الاعمال الأكثر تأثيراً فى البورصة الاردنية من خلال استطلاع للرأى اجرته مؤسسة فيوتشر للإعلام الدولى وهى مؤسسة دولية تتخذ من القاهرة مقراً لها وهى من المؤسسات المشهود لها بالنزاهة والحيادية التامة
فى استطلاعات الرأى وجاء فى حيثيات الفوز أن نصير الأسدى قام بالكثير من الانشطة الاستثمارية فى سوق الاوراق المالية بالأردن على مدى 5 سنوات مضت .
هل أكون مبالغاً إن قلت ان تدخل الملك عبد الله فى حل مشكلة نصير الأسدى سيكون بمثابة كلمة السر فى لم شمل اسرة مشتته ما بين العراق حيث يقيم بها نصير الأن والأردن حيث يقيم والده ووالدته اللذان يتمنى زيارتهما ورؤيتهما .. أعتقد ان قلب الملك عبد الله وصدره يتسع لاستيعاب مشكلة انسانية مثل مشكلة نصير الأسدى المهموم باقتصاد بلده الثانى الأردن وبأهله الذين لم يأمن عليهم سوى بلده الثانى الأردن فجعل اقامتهم الدائمة بها وأصبح يتنفس عشقاً بها.
وقبل ان اختم رسالتى الى جلالة الملك عبد الله ابن الحسين العاهل الاردنى أكرر ان مشكلة الأسدى إن لم تجد حلاً قد تتسبب فى فقدان الثقة فى السوق الاردنى ويتحول هذا السوق الى طارد للمستثمرين الشرفاء.
اننى على ثقة ان هذه الرسالة ستجد صدى طيباً فى قلب الملك عبد الله وسيكون هناك تصرف تدخل فورى من اجل انقاذ هذا المستثمر الذى يواجه الآن حرباً غير متكافئة من اجل ابعاده عن السوق الأردنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن جريده نت