نحن ركاب القطار يسير إلى الأمام أبدًا.
نحن قاعدون في أماكننا. اعتادت حواسنا وأجسادنا الثبات حتى عددناه ليس حقيقة وحسب وإنما بديهة. الثبات وَهْمنا الثابت. نجهل أننا – في حقيقة الأمر – نسير، ونسير بسرعة.
لدينا وهم آخر: أن عالمنا في داخل القطار هو كل العالم، ونجهل أننا جزء منه لا غير، جزء عابر بسرعة شديدة، جزء لا يكاد يُذكر بالقياس إلى العالم اللامتناهي خارج القطار. معرفتنا مقتصرة على عالم القطار الداخلي، ومع ذلك ندافع بأنها هي المعرفة ولا معرفة غيرها.
في البدء كنا ننظر عبر النوافذ إلى الموجودات وهي تمر. ولا يخطر على بالنا أن الموجودات ثابثة وأننا نحن الذين نمر، أن الموجودات باقية ونحن نختفي. وعلى اعتقادنا بالثبات صرنا نربي أحاسيس، ونؤسس أفكارًا، ونبني آمالاً. أحاسيسنا وأفكارنا وآمالنا صارت تعزز – بدورها – اعتقادنا بالثبات، وتتعاون فيما بينها لتحويله إلى يقين. ومنذ ذاك لم تعد لأحد الجرأة على النظر عبر النافذة.
أثناء سيرالقطار ، نتغير. التغير هو مضمون العلاقة بين الموجودات والزمن. أنتَ يا مَن نزلتَ من القطار، لستَ نفسك الذي صعدتَ إليها.
أثناء الطريق يقيم الركاب علاقات مع بعضهم.
منهم من يتلاشى في السعادة حد أن ينسى مرور الوقت/ سير القطار.
منهم من ينغمر في التعاسة حد أن ينسى مرور الوقت/ سيرالقطار .
منهم من يبقى نائمًا طوال الرحلة.
منهم من يصل دون أن يدري. يصل؟ – نقول عن الذي يغادر القطار أنه وصل (وذلك زيادةً في تضليل أنفسنا) ولا نقول أن رحلته انتهت.
أثناء الرحلة يتناقشون: ما هوهذا القطار؟ كيف انطلق أول مرة؟ إلى أين يمضي؟ أي محرك يسيِّره، إن كان له محرك أصلاً؟ وكيف؟ ولماذا؟
ذات مرة انبرى أحد الركاب ليسأل الآخرين بوقاحة: هل أنتم جادون في نقاشاتكم أم أنها ثرثرة الطريق؟
التفت إليه الركاب مستنكرين، فواصل قائلاً: أعني أنكم تقضون الرحلة كلها مندغمين في تساؤلاتكم. تقضون الرحلة حائرين ومتفكرين، فهل إن مضمون تساؤلاتكم هو المقصود لذاته من نقاشاتكم؟ هل خطر لكم – مثلاً – أن المقصود من جدالاتكم كلها هو قضاء الوقت بأمر يأخذ اهتمامكم وينسيكم أن الرحلة – كما تعلمون – مملة؟
في آخر المقاعد من المركبة، تقبع ثلة من الركاب تشكو من حالة نادرة: ما تزال حتى الآن مقتنعة بأن القطار واقف وأن الموجودات حولنا هي التي تمشي إلى الوراء.
نحن قاعدون في أماكننا. اعتادت حواسنا وأجسادنا الثبات حتى عددناه ليس حقيقة وحسب وإنما بديهة. الثبات وَهْمنا الثابت. نجهل أننا – في حقيقة الأمر – نسير، ونسير بسرعة.
لدينا وهم آخر: أن عالمنا في داخل القطار هو كل العالم، ونجهل أننا جزء منه لا غير، جزء عابر بسرعة شديدة، جزء لا يكاد يُذكر بالقياس إلى العالم اللامتناهي خارج القطار. معرفتنا مقتصرة على عالم القطار الداخلي، ومع ذلك ندافع بأنها هي المعرفة ولا معرفة غيرها.
في البدء كنا ننظر عبر النوافذ إلى الموجودات وهي تمر. ولا يخطر على بالنا أن الموجودات ثابثة وأننا نحن الذين نمر، أن الموجودات باقية ونحن نختفي. وعلى اعتقادنا بالثبات صرنا نربي أحاسيس، ونؤسس أفكارًا، ونبني آمالاً. أحاسيسنا وأفكارنا وآمالنا صارت تعزز – بدورها – اعتقادنا بالثبات، وتتعاون فيما بينها لتحويله إلى يقين. ومنذ ذاك لم تعد لأحد الجرأة على النظر عبر النافذة.
أثناء سيرالقطار ، نتغير. التغير هو مضمون العلاقة بين الموجودات والزمن. أنتَ يا مَن نزلتَ من القطار، لستَ نفسك الذي صعدتَ إليها.
أثناء الطريق يقيم الركاب علاقات مع بعضهم.
منهم من يتلاشى في السعادة حد أن ينسى مرور الوقت/ سير القطار.
منهم من ينغمر في التعاسة حد أن ينسى مرور الوقت/ سيرالقطار .
منهم من يبقى نائمًا طوال الرحلة.
منهم من يصل دون أن يدري. يصل؟ – نقول عن الذي يغادر القطار أنه وصل (وذلك زيادةً في تضليل أنفسنا) ولا نقول أن رحلته انتهت.
أثناء الرحلة يتناقشون: ما هوهذا القطار؟ كيف انطلق أول مرة؟ إلى أين يمضي؟ أي محرك يسيِّره، إن كان له محرك أصلاً؟ وكيف؟ ولماذا؟
ذات مرة انبرى أحد الركاب ليسأل الآخرين بوقاحة: هل أنتم جادون في نقاشاتكم أم أنها ثرثرة الطريق؟
التفت إليه الركاب مستنكرين، فواصل قائلاً: أعني أنكم تقضون الرحلة كلها مندغمين في تساؤلاتكم. تقضون الرحلة حائرين ومتفكرين، فهل إن مضمون تساؤلاتكم هو المقصود لذاته من نقاشاتكم؟ هل خطر لكم – مثلاً – أن المقصود من جدالاتكم كلها هو قضاء الوقت بأمر يأخذ اهتمامكم وينسيكم أن الرحلة – كما تعلمون – مملة؟
في آخر المقاعد من المركبة، تقبع ثلة من الركاب تشكو من حالة نادرة: ما تزال حتى الآن مقتنعة بأن القطار واقف وأن الموجودات حولنا هي التي تمشي إلى الوراء.
