ايها الفلسطيني في القدس والناصرة، وفي بيت لحم وحيفا، وفي رام الله وغزة، ايها المحاصر حتى لا يجد حبة دواء لمرضه او رغيف خبز لجوعه او عبوة حليب لطفله او كتفا يسند اليها سنوات ابيه او جده الكثيرة والطويلة والمتعبة.
ايها الفلسطيني الذي يموت بالجملة، ويصطاده الاعداء كما يصطاد الصيادون العصافير، والذي يقاتل في حرب لن تنتهي الى هزيمته، ولو وقف كل هذا العالم اللاانساني واللااخلاقي وراء اعدائه الصهاينة.
ايها الفلسطيني الذي عراني ولكن خجلا لم ينتابني، ومرّ بأظافره المعاتبة على جبهتي وتورد خدي ولكن قطرة ماء لم تنزل منها وقطرة دم لم تسل، ايها الفلسطيني الذي يشدّ على جرحي كلما جرحني عدو، ويركض ليعانقني كلما اصابني جرح ويخرج ليعلن وقوفه معي كلما احس ان خطرا يحاصرني واخطارا تحاصر اوطاننا.
تعاتب احيانا ولكنه عتاب المحب، وتوشك على ان تلحق عتابك باعتذار، وتذكرنا باننا واياك اخوان وابناء امة وعلى ظهر ذات السفينة التي ان وصلت الى الشاطىء الاخر وصلت بنا جميعا وان غرقت قبل ان تقترب من الشاطىء الاخر غرقت بنا جميعا يتساوى في جوف سمك القرش من قتله عدو ومن قتله جحود ابن عم.
كلام كثير يمكن ان يقال ويجب ان يقال، ولكن من يجرؤ على القول؟ من يبدو مستعدا ان يدفع ثمنا غاليا مقابل صرخة منه: ايها العرب الاماجد هذا الفلسطيني الذي تراقبون موته هو من عائلتنا ومن اضلاع صدورنا ومن عظام رقابنا ومن نبضات قلوبنا فلماذا لا تقولون شيئا او تفعلون شيئا او تذرفون دمعة من اجله رغم انه لا يحتاج اليها لانه يخجل من ضعفكم!
الكاتب خالد محادين