يقصد بالأدب في عصر صدر الإسلام، هو النتاج الثقافي والأدبي من لغة وأدب وشعر ونثر خلال الفترة من بعثة النبي محمد إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين، والذي ينتهي بمقتل علي بن أبي طالب () عام 40 هـ
هو كلام الله ومعجزة النبي محمد، تحدى الله به بلاغة الإنس والجن ، وهو حجة الله على الناس كافة وعلى العرب خاصة؛ لأنه نزل بلغة العرب . فيه تبيان لكل شئ. والقرآن كنز الحكمة والعلم والمعرفة ، ما فرط الله فيه من شئ ، ولا تزال الأيام تكشف من عجائبه كل يوم جديد
يعد الشعر في عصر صدر الإسلام امتدادا لسابقه في العصر الجاهلي لأن شعراء هذا العصر هم أنفسهم شعراء العصر الجاهلي ولهذا فقد كانوا يسمون بالمخضرمين إلا أن هذا لا يمنع أن يكون قد حدث شيء من التغيير في أسلوب الشعر ومعانيه أما أسلوب الشعر في هذا العصر فقد اختلف بشكل يسير عن أسلوب الشعر الجاهلي وذلك من خلال تأثره بأسلوب القران وأسلوب الحديث وتأثره بعاطفة المسلم الرقيقة فالورع والتقوى ومخافة الله أوجدت أسلوبا يبتعد عن الجفاء والغلظة والخشونة التي هي ابرز سمات الشعر الجاهلي ومن هنا فقد أصبح الشاعر الإسلامي يختار الألفاظ اللينة والتراكيب السهلة الواضحة التي تؤدي المعنى بشكل دقيق أما أوزان الشعر وأخيلته ونظام القصيدة فقد بقيت على ما كانت عليه في العصر الجاهلي لأن مثل هذا التغيير يتطلب وقتا ليس بالقصير وأما معاني الشعر فقد اختلفت بشكل كبير عن معاني الشعر الجاهلي الذي لم يكن يقف عند حد معين أو فكر محدد ومن ثم أصبح الشاعر في هذا العصر يختار من المعاني ما يخدم الإسلام ويدعوا إليه مستقياً معظم هذه المعاني من القران والحديث ولكن من غير المقبول أن يقال إن معاني الشعر الإسلامي قد انفصلت انفصالاً تاماً عن معاني الشعر
الجاهلي لأن الأدب الجاهلي -كما ذكر سابقا- هو المصدر الثالث من المصادر التي يستقي منها الأدب الإسلامي أفكاره وأساليبه ولهذا فان المعاني التي أهملها الشعر هي المعاني التي نفاها الإسلام فلم تعد صالحة للبقاء كالشعر الذي يدعوا للعصبية وكالغزل الفاحش والهجاء المقذع والمدح الكاذب ووصف الخمر أما المعاني التي لم ينفها الإسلام فقد بـقيـت متداولة لدى الشعراء مع تغير القيم التي يعتمدون عليها في تلك المعاني فإذا كانت قيم المدح في الجاهلية هي الشجاعة والكرم والجود فإنها في الإسلام تعني التمسك بالدين والتحلي بحسن الخلق والورع والزهد وإذا كانت قيم الفخر في الجاهلية هي الأحساب والقبيلة فإنها في الإسلام تعني الانتساب للإسلام وإتباع الرسول وهكذا في بقية الأغراض إلا أن هذا لايمنع أن يجمع الشاعر بين القيم القديمة والقيم الجديدة التي جاء بها الإسلام .
انة فعلا هو واقعنا
كتبنا بالدم الغالي بيانا *** *** نخبر من نحب بما دهانا
و ننقل صورة عنا إليكم *** ترون بها الحرائق و الدخانا
ترون مدامع الأطفال دما *** يجمدها الجليد على لحانا
ترون نساءنا متلفعات *** بحسرتهن ينشدن الحنانا
ترون شيوخنا عجزت خطاهم *** فما هربوا و لا وجدوا الأمانا
ترون بيوتنا صارت قبورا *** و تحت ركامها دفنوا رؤانا
أحبتنا أعادينا قساة *** فلا تتعجبوا مما ترانى
هم إختطفوا هدوء الليل منا *** و من أجواءنا سرقوا شذانا
نلوذ بمن أرانا الحق حقا *** و من بظلال رحمته إحتوانا
فما و الله لا نخشى عدوا *** يظل برغم قسوته جبانا
زرعنا للبطولة ؟؟؟؟؟ فينا *** فطارت نحونا تحمي حمانا
و زودنا الجليد بها و سرنا *** نغرد تحت أرجلنا خطانا
بطولتنا غذوناها يقينا *** و أسرجنا لجولتها الحصانا