أو أتشفى به عبر كشف عيوبه. هو في النهاية مجتمعي الذي أنتمي إليه.. هؤلاء أهلي..
وأهل بيتي.. والذين أتمنى أن يتخلصوا من عيوبهم.. ويكونوا من أفضل وأجمل الشعوب.
كذلك الأمر بالنسبة للبلد بأجهزتها ومؤسساتها!..
نحن لسنا خصوم هذا البلد.. نحن عشاقه الذين تزعجنا بعض مشاهد القبح فيه.
نحن كلنا لدينا أحد أقاربنا شهيد أو مجاهد من أجل هذا الوطن
*****
تعالوا لنتحدث بصوت عال، ونقول عنه – وله – ما يجب أن يُقال :
ـ عندما تذهب إلى إدارة ما، ولا تستطيع أن تنجز معاملتك إلا بشيئين : معرفة أحد الموظفين
أو رشوة موظف آخر... فتأكد أن هنالك خللاً ما.
ـ عندما ترى " فلاناً " له خمس وظائف.. وفي المقابل " علان " يتأبط شهادته الجامعية منذ خمس سنوات دون وظيفة... فتأكد أن هنالك خللاً ما.
ـ عندما ترى أن ( فلان) تحوّل فجأة إلى أحد أثرياء البلد وصـُوره تملأ الصحف...
فتأكد أن هنالك خللاً ما.
ـ عندما ترى المبنى الحكومي والذي لا يتجاوز بناؤه مئة مليون ، وتكتشف أن تكلفته بالعقد تجاوزت الخمس ملايير ... فتأكد أن هنالك خللاً ما.
ـ عندما لا تدرس إلا بواسطة، ولا تعمل إلا بواسطة، ولا تدخل المستشفى إلا بواسطة، ولا تموت إلا بواسطة!... فتأكد أن هنالك خللاً ما.
ـ عندما تشعر أن الأكسجين يكاد أن يختفي من الفضاء، وأنك مخنوق، ومتذمر، وغاضب...
فتأكد أن هنالك خللاًاً ما.
ـ عندما ترى أن علاقاتنا مع بعضنا تملؤها الريبة، وحواراتنا متشنجة، فتأكد أن هناك
وسائل تعليمية وإعلامية، ومدارس، وإعلام، ومؤسسات مختلفة.. هي التي شكلتنا بهذا الشكل المشوّه... عندما ترى أننا لا نبحث عما يجمعنا.. بل عن اختلافاتنا القبلية والمناطقية والمذهبية، ونشحنها بكل ما هو سيء... فتأكد أن هنالك خللاًاً ما.
ـ عندما ترى ألف شيء يوجعك.. ولا تستطيع أن تقوله..
وإن قلته، لا يستطيع " الرقيب " أن ينشره... فتأكد أن هنالك خللاًاً ما.
******
الخللاً عندما يكبر دون أن نعالجه، والأخطاء عندما تتراكم : ستشكل في النهاية " إنساناً "
مُشوّهاً / متذمراً / محبطاً / غاضب من كل الأشياء حوله.. وقبل أن نحاسب هذا " الإنسان "..
علينا أن نُحاسب كل الأشياء التي شكلته بهذا الشكل!
******
ليس عيبا أن نجابه من نحب، ونقول له : هذه عيوبك.
العيب أن نخفيها عنه، ونكذب عليه، ونقول :
أنت الأروع والأجمل والأعدل.. وهو ليس كذلك!
__________________