حان الرحيل واقتربت الساعة ... كان الصمت مخيفا ...
الدموع تترقرق في العيون ... والآهات تنبعث من الاعماق ...
والقلب تتلاحق نبضاته ... سريعة ... خائفة ... وحزينة ...
كانت الكلمات تحاول الانطلاق .. لكنها لا تلبث وأن تتعثر في نهاية الطريق ...
فتعود خائبة من حيث أتت ...
تفشل الكلمة الاولى وتسد الطريق على اخوتها ... فيكون الفشل من نصيب الجميع ... كان الصمت في الكلام ... لكن العيون كانت غارقة في حوار طويل مليئ بالعتاب والشوق والمحبة .. بالرفض والمقاومة والانكار... توقف كل شيئ...عند سماع رنين الساعة ...!!
تلامست عندئذ الايدي ...لتكمل ما بدأته العيون حتى آخر لحظة ...بدأ العد التنازلي ليعلن النهاية
نهاية البداية .. كما تنتهي بداية كل شيئ .. كانت النهاية مفترق الطريق الذي كانت لحظة الوداع فيه ... وفي غمضة عين ... انتهى كل شيئ كأنه لم يكن ... تواري الجسد وغابت الروح ....
لم يتبقى الا الذكرى الطيبة والجميلة ... وبقية من أشياء باقية تدل على الوجود الذي كان ... وانطوت صفحة أخرى من كتاب الحياة ... واختفى نجم آخر في السماء كما كل الشموع التي آلت الى الزوال ... وكما كل الزهور التي آلت الى الذبول ...
لكن في تلك اللحظة ... طرق الباب... وجاء صوت عال ... ليعلن حضورة وبفرض وجودة رغم أنف الجميع ... انها لحظة الفراق .. سنمضي جميعا على نفس الطريق زمن طال أو قصر ...
لنصل بعده الى مفترق الطريق ذاتة ... وتكون عندها ساعة الرحيل ... ولكن ..!!؟
ربــــمـــا دون كــلـــمــة وداع هــذه الــمـــرة!!