كنت صغيرا ..
وكان معلمي وقتها .. يقول .. لي
يابني .. الحياة مدرسه
لم أكن أدرك حينها معنى كلامه ..
وها أنا .. الآن .. أبتسم وأنا ..أتذكر .. هذه .. الجملة..
ليست الحياة مدرسه يامعلمي ..
لقد اكتشفت أن الحياة .. مدينة .. لا تعرف الهدوء ..
مدينة .. تضم إلى جانب المدرسة .. ملعبا ..وبيوتا ميتة يسمونها..أحياء ..
وشوارعا متقاطعة .. مليئة بالمطبات ..
وليت أنها .. مطبات صناعية .. ولكنها مطبات بشرية ..
الحياة مدينة بها .. أسواق .. فيها الغالي والرخيص
الحياة .. مدينة وفيها حدائق ... لا ندخلها .. إلا مرة واحدة في العام ..
يامعلمي
لو كانت الحياة مدرسه .. لما رأيتنا .. نقع في نفس الأخطاء .. مرة بعد أخرى
نحب .. من لا يستحق .. الحب .. فيسحق .. أحلامنا
نقدم الوفاء .. لمن لا يقدر قيمته .. فيبيعه في الحراج ..
نهدي .. الزهور .. لمن يخفي الشوك ..
وبعد أن نبكي ..
وبعد أن نتألم ..
وبعد أن نشرب المرارة هروبا من العطش ..
نرجع يامعلمي ..
ونحب من لا يستحق الحب ..
ونقدم الوفاء .. ونهدي الزهور ..
يامعلمي
في المدرسة لا نـنتـقل من مرحلة إلى مرحلة إلا إذا نجحنا..
ولكن بالحياة ..
نرسب .. وتنقلنا إلى مرحلة أخرى .. وفصل جديد ..
لا نعلم ..
من قال للحياة أن مشاعرنا من فولاذ..
يامعلمي ..
كنت سأسامحك ..
على كل مامضى
لكني .. عجزت أن أسامحك
على شيء ٍ واحد ..
حين علمتنا كيف نعيش مع من هم حولنا ..
ولماذا لم تعلمنا ..
كيف نعيش مع من هم داخلنا ..
هل كنت بلا قلب ..تعيش .. يامعلمي
.
.
.
.
.
.