قد تجد نفسك يوما ما ( عاطلا بالصدفة ) أو تستيقظ لتجد يدك قد أمسكت بقلم داخل مكتب المدير العام ويطلب منك أن توقع على استقالتك المغلفة بباقة من الأسف والاعتذار ولكن ( ما باليد حيلة )، فأنت تعرف الأزمة الاقتصادية التى أثرت على العالم كله منذ فترة فما بالك بمؤسساتنا التى تمر بحالة اقتصادية حرجة، فتصبح بين يوم وليلة (على باب الكريم )..فهذا حال كثير من شبابنا الآن الذى يعيش فوق سجادة سحرية، تارة تحوم لتدق أبواب الأمل وتارة أخرى تنذر بجرس الإحباط.
ولكى لا تصاب بالإحباط فى تلك الفترة بين جلوسك من العمل والبحث عن عمل آخر، وحياة لا تعرف ملامحها بعد، تتبّع الخطوات التالية مع كريم الشاذلى كاتب وباحث فى مجال العلوم الإنسانية، لكى تحتفظ بقدراتك ومهاراتك وأملك دائما فى العمل.
فمن جانبه أكد الشاذلى أن لكل عصر تحدياته، وفى عصرنا هذا صارت التحديات كالفخاخ، لا تكاد تنجو من واحدة حتى تجد الآخر على بعد مليمترات منك، فما بين تحدى إيجاد وظيفة، وتحدى الاستغناء عنك تجد نفسك وقد عبثت بأحلامك وأمانيك رياح عاتية قاسية، وأمام أحداث الحياة الطارئة تظهر صلابة المرء وقدرته على تحمل فجائية الحدث، كما تظهر كذلك مرونته وقدرته العالية على التعامل العملى معها، ووضع البدائل التى تمكنه من العودة من جديد وبسرعة إلى ملعب الحياة، فإذا ما وجدت نفسك يا صاحبى قد حملت أوراقك وفوقها ( استمارة 6) فلا تحزن وتتأفف وحاول أن :
تراجع حساباتك: الأذكياء من يقطفون الحكمة مما مر بهم وضع درجة تقيم بها نفسك بصدق فى عملك الماضى وانظر هل حققت هدفك أو جزءا منه فى تلك الفترة السابقة .
لا تفقد الثقة: لا فى نفسك ولا فى الآخرين ولا تنعت نفسك بالفاشل، ولا تتهمها بقلة الحيلة والإفلاس أيضا إياك أن تتهم الآخرين بأنهم أفاعى، ولا أصحاب الشركات بأنهم مصاصو دماء، فهذه النظرة السوداوية، حتى وإن كان لديك ما يبررها، ستنقلب عليك، وستأكل من مستوى طموحاتك وأحلامك وأمانيك.
- أرصد عيوبك من جهة ومميزاتك فى العمل من جهة أخرى وأدرسها جيدا.
-ضع خطا رئيسيا نحو الميزة الأساسية التى جعلتك مستمر فى العمل لفترة ما فى تلك المؤسسة ونميها.
-- ابدأ من آخر إنجاز قمت به فى عملك الماضى ليعطيك الحماس والشعور بالاستمرارية فى عملك الآخر.
- كن رقما صعبا: لو انتبهت ستجد أن من يتم الاستغناء عنهم هم الأشخاص الذين يمكن الاستغناء عنهم، بمعنى أدق هناك أشخاص صنعوا لأنفسهم مكانا بارزا بعرقهم وجهدهم وإبداعهم، فأصبحت كراسيهم شديدة الالتصاق بهم، فيصعب أن يغادروها أو تغادرهم، والاستغناء يكون عن أولئك الذين لا يؤثر تسريحهم فى سير العمل، أعلم أنك ستخبرنى أن فلان صهر المدير العام هو أفشل أهل الأرض، أنا هنا أحدثك عن القاعدة لا الشذوذ.
ويضيف الشاذلى أن عنصر المفاجأة والشعور بالصدمة قد يفقدك الثقة بنفسك وبالحياة التى تعيشها فتدخل فى دائرة الإحباط وقد تمتد إلى اكتئاب، فكن حذرا وهاجم عدوك قبل أن يهاجمك ويسيطر عليك.
- تقبل منحة القدر: انظر للجانب المشرق لما حدث، أصبح لديك بعض الوقت الخالى من الالتزامات، ألا ترى معى أن هذه أنسب الأوقات لحضور "دورة التسويق، أو اللغة، أو إدارة فرق العمل، أو غيرها من الدورات التى كانت ظروف عملك السابق تمنعك من حضورها، ما دام ما حدث قد حدث فلماذا لا نقطف بعض الثمار الناضجة، ونستغل الحدث أفضل استغلال.
* اجعلها فترة إجازة لك تفعل بها كل ما تحبه وقد منعك ضيق الوقت أثناء عملك من إتمامه والاستمتاع به.
*إذا بدأ الإحباط يتسلل إليك فأسرع لفعل أى عمل خير ولو كان بسيطا كى يعيد لك توازنك ويجعلك تشعر أن الدنيا مازالت بخير.
* اعلم جيدا ربما تكون نقطة النهاية هيا نقطة بداية جديدة لحياة جديدة لا يعرف الخير فيها غير الله سبحانه وتعالى، فقد يكون نهاية العمل الماضى وبداية البحث عن عمل آخر هى نقطة انطلاق حقيقية لك فى الحياة وتحقيق طموحاتك لذلك يجب عليك :
-فتش جيدا فى صندوق مواهبك : أخرج مهاراتك من مخبئها، وضع مواهبك تحت المنظار، فهذا مما ستحتاجه فى المرحلة القادمة، فربما لن تجد عملا مثل عملك السابق، فهل لديك خيار آخر، نحن فى زمن تلعب فيه المهارات والقدرات الشخصية دورا كبيرا، يفوق دور الشهادة الدراسية فى كثير من الأحيان، قد يكون عملك الأول فى مجال المحاسبة مثلا، لكنك تجيد التعامل مع برنامج "الفوتوشوب" أو لديك بعض الخبرة فى تصميم مواقع الانترنت، ربما تكون هذه اللحظة هى المخاض لميلاد موهبة لديك، تصحبك فى سلم النجاح وترافقك إلى نهاية حياتك، فهيا اطرق جميع الأبواب، كن مرنا وجرب أن تفعل شيئا مختلفا.
* فرق جيدا فى تلك الفترة بين احتياجاتك الأساسية وبين رغباتك فى الحياة التى قد تكون غير أساسية فى ذلك الوقت حتى تضع قدميك أولا على بداية الطريق الصحيح مرة أخرى .
-آن أوان الادخار : هذه فرصة جيدة، ـ مع قسوتها، لتدرك أن صرف ما فى الجيب، والاعتماد على بطاقات الائتمان ليس بالشيء الجيد، الادخار أحد أهم الأشياء التى تقيك تدابير القدر، بل هى أول وأهم الطرق نحو استقلالك المالى فى المستقبل وبناء مشروعك الخاص .
* اجمع مصادرك بهدوء وانتقى منها من يمكنه مساعدتك فى البحث عن عمل أخر أفضل لك ولا تنسى دائما ان تكون مرنا أثناء البحث .
*وأخيرا كن راضيا : دائما الله يختار لنا الأفضل، لكن مداركنا محدودة فلا ترى إلا ما تحت القدمين، ثق بأن الله لن يضيعك، هو عند حسن ظنك به، فكن حسن الظن بالله، واثقا من قدرتك على تخطى هذه الكبوة، متسلحا بعزيمتك وهمتك، ولكى تطمئن نفسك الجزعة دعنى أخبرك بأن " الكولونيل ساندرز " مؤسس سلسة مطاعم كنتاكى بنى مؤسسته بعدما أقعد عن العمل، وأن " جى كيى رولينج " كتبت سلسلتها الشهيرة هارى بوتر على المقاهى فى الأوقات التى كانت تستريح فيها بعد عناء البحث عن العمل، أى وهى عاطلة، وغيرهم الكثير والكثير.
[/SIZE]
[SIZE=5]منقوووووول عن مقالات للكاتب المبدع :كريم الشاذلي
