وطني..بيتي القديم
أحمد حسن الزعبي5/24/2011
[/SIZE][SIZE=4]
وطني ...بيتي القديم
* عندما تتكاثر الكلمة، فتصبح سماءً وأرضاً، وزيتوناً، وقمحاً .. وخصلة شعرٍ، وقصيدة ُ شعرٍ، وعينا أمي، وخارطة همّي .. تتكاثر فيّ كريّات الوطن البيضاء، فأصير وطناً لوطني..
* أنا عشبة بريّة ..مشى على صدرها الزمن ..واشتعلت قرب موتها وغابت...أنا ككل الذين حطّبوا سيقانهم ليدفأوا...فماتوا حزناً على سيقانهم..أنا صهيل حصان أعاده الصدى ..أنا ظل العائدين لأوطانهم .. أهدني قبراً يا وطني .. أصنعُ من ترابه وطناً.. أو اتركني أموت مرّة أخرى عشبة بريّة من غير كفن..
* أنا المكتوب دوماً على أرضك، أنا الكلّ وأنت كلُّ، وأنا بعض بعضك .. رسائلي، وحبو طفولتي، منازلي، وكل بطولتي .. هي نبض من نبضك ... وطني يا عَرق أبي وجبينه، يا روحه الممزوجة بطينه، دعني أمشّطك بالشِّعر قليلاً ..علّه ينال الطهرَ من طهرك..
* اكتبني في سجلّ المرسلين رسولاً..وعدّني في وقت الحصاد فراشةً ومحصولاً.. فأنا سهلك الظميء أبداً.. فأشبعني هطولا..وأنا المغرّبُ عن صدر أمي فأرجع لي الطفولة، أنا ظلّك الغريب .. العائد مع سفن الملح والبنِّ والرجولة..
* أرأيتم اسماًً يمطر ! ويزور نوافذ العاشقين .. ويفلق من حروفه رغيفاً للجائعين، أرأيتم قمراً يغطّي الأمهات الناعسات، ويصبح دليلاً للفراشات، أرأيتم سماءً على شكل علم، أو علماً على شكل سماء ..أنه وطني..
* بيتي القديم، وضوء السراج..وحكايا الليل، وألعابي المخبأة خلف الصندوق .. وخصلة شعري المدسوسة في الوسادة، وأظافري المقصوصة للمرة الأولى، وكرّاسة الطفولة، كلها تزورني ..كلما عبرت سماءك غيمةً أو هزّ الريح شبّاك أمي ..
* هذا السنونو المهاجر مثلي .. عاهدني ذات يوم أن يظلّ واقفاً على حلمي وعلى شجرة التفاح، لكنّه.. وقبل أن يقرأ رسالتي الأولى .. حمل جناحيه بجناحيه وراح...هذا السنونو الذي أعطيته مفاتيح غرفتي، ومفاتيح غربتي.. لوّن عينيه برماد الغيم وغاب ..أيها السماء المملوءة سفراً، كفانا عناءً.. كفانا إغترابا ..
[/SIZE][SIZE=4]
وطني ...بيتي القديم
* عندما تتكاثر الكلمة، فتصبح سماءً وأرضاً، وزيتوناً، وقمحاً .. وخصلة شعرٍ، وقصيدة ُ شعرٍ، وعينا أمي، وخارطة همّي .. تتكاثر فيّ كريّات الوطن البيضاء، فأصير وطناً لوطني..
* أنا عشبة بريّة ..مشى على صدرها الزمن ..واشتعلت قرب موتها وغابت...أنا ككل الذين حطّبوا سيقانهم ليدفأوا...فماتوا حزناً على سيقانهم..أنا صهيل حصان أعاده الصدى ..أنا ظل العائدين لأوطانهم .. أهدني قبراً يا وطني .. أصنعُ من ترابه وطناً.. أو اتركني أموت مرّة أخرى عشبة بريّة من غير كفن..
* أنا المكتوب دوماً على أرضك، أنا الكلّ وأنت كلُّ، وأنا بعض بعضك .. رسائلي، وحبو طفولتي، منازلي، وكل بطولتي .. هي نبض من نبضك ... وطني يا عَرق أبي وجبينه، يا روحه الممزوجة بطينه، دعني أمشّطك بالشِّعر قليلاً ..علّه ينال الطهرَ من طهرك..
* اكتبني في سجلّ المرسلين رسولاً..وعدّني في وقت الحصاد فراشةً ومحصولاً.. فأنا سهلك الظميء أبداً.. فأشبعني هطولا..وأنا المغرّبُ عن صدر أمي فأرجع لي الطفولة، أنا ظلّك الغريب .. العائد مع سفن الملح والبنِّ والرجولة..
* أرأيتم اسماًً يمطر ! ويزور نوافذ العاشقين .. ويفلق من حروفه رغيفاً للجائعين، أرأيتم قمراً يغطّي الأمهات الناعسات، ويصبح دليلاً للفراشات، أرأيتم سماءً على شكل علم، أو علماً على شكل سماء ..أنه وطني..
* بيتي القديم، وضوء السراج..وحكايا الليل، وألعابي المخبأة خلف الصندوق .. وخصلة شعري المدسوسة في الوسادة، وأظافري المقصوصة للمرة الأولى، وكرّاسة الطفولة، كلها تزورني ..كلما عبرت سماءك غيمةً أو هزّ الريح شبّاك أمي ..
* هذا السنونو المهاجر مثلي .. عاهدني ذات يوم أن يظلّ واقفاً على حلمي وعلى شجرة التفاح، لكنّه.. وقبل أن يقرأ رسالتي الأولى .. حمل جناحيه بجناحيه وراح...هذا السنونو الذي أعطيته مفاتيح غرفتي، ومفاتيح غربتي.. لوّن عينيه برماد الغيم وغاب ..أيها السماء المملوءة سفراً، كفانا عناءً.. كفانا إغترابا ..