السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل فترة وجيرة .. في إحدى المنتديات شهدت جدالا حادا بين عضوين .. الأول كان يقول إن الأنسان يجب عليه البحث عن الكمال من خلال معرفة جوانب النقص في ذاته .. الثاني يرى أن الكمال لله وحده ونحن البشر لا يجب علينا أن ” نمد أعيننا إلى ما متع به غيرنا ” ..
كلا الرأيين يحتملان الصواب والخطأ .. لكن ما أريد الحديث عنه هو .. ماهو الكمال ؟
حسنا .. الأمر ليس بتلك الصعوبة ..، الكمال شيء كبير جدا .. في كل شيء هناك كمال ونقص .. ومن يكون كاملا في جانب ويكون ناقصا في جوانب أخرى ..، لكن هناك نوع من الكمال لا ضرورة للبحث عنه .. كمن يبحث عن الكمال الشكلي عن طريق العمليات التجميلية وما إلى ذلك ..، هذا الشخص لم يرض بخلقته التي خلقه الله عليها .. وهذا النوع من البحث … حسنا لن أفتي فلست بمخولة لذلك .. لكني أرى أنه ” شيء غير جيد ” .. وعلى هذا السياق نقول الكلام ذاته عمن يبحث عن الكمال المادي أو أي نوع من الكمال الدنيوي ..
الكمال الأخلاقي ..؛ هذا ما يجب أن نبحث عنه ونجد في طلبه .. خصوصا حين نعلم جوانب نقصنا الأخلاقية .. وهذا النوع من الكمال هو ماقيل فيه /
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على الكمال
البيت واضح جدا .. الشاعر يتحسر على من يقدر الكمال الأخلاقي ويحتفظ بنقصه ..!
الكمال الديني .. لا أريد أن أسميه كمالا .. ولكن .. سأسميه الرغبة في العبادة .. ونستطيع حصره في قاعدة ” عندما تفكر في الدنيا انضظر إلى منهم أقل حالا عنك ، وحين تفكر في العبادات انظر لمن هم أعلى مراتبا منك “
الكمال أخيرا … من يعتقد أنه وصل إلى الكمال في أي جانب ، فهو ناقص .. لأن الغرور بالطبع ينفي الكمال ..!