«وا عشمي»..
كثيرا ما تتم السطوة على حقوق الآخرين وحرياتهم ، تحت مفاهيم التخجيل الاجتماعي وبوسائل تبريد الخاطر المشتقة من :«غلبناك معنا» ونحن طبعا أساتذة في علم التخجيل الحديث ..ومخترعو أهم معادلات:«عشت».
أكثر هذه المفاهيم شيوعا لدينا: «العشم». الذي أعجز الى الآن عن تعريفه تعريفا علميا دقيقا، ولا أعرف متى يتم استخدامه دونما يكون تعديا على نخوة الآخرين ومروءتهم..
وبواقع التجربة وجدت مفارقة مضحكة في منظومة العشم لا تخضع لأي من اجتهادات التفسير.. وهي إذا ما طالب «المعشوم به» بوقف الرعي الجائر داخل حقوقه..فإنه سيقابل بمعاتبة شديدة من قبل «العشمان»..الذي سيؤكد له أنه ما كان يرغب بتكليفه بالطلب لولا «العشم» الكبير المنوط به..كما أنه قد يحمله منة تاريخية تتبع المعاتبة كأن يقول لصاحبه «ما «هقيتك» هيك.. أنا بقدر أطلب من فلان، بس عشمان فيك وأنت الأخ العزيز..إخص»..
المواصلات بطبيعة الحال بيئة خصبة «للعشم»..كثيرا ما يعشمن بي طالبات الجامعة.. فيقمن مشكورات بنقر زجاج السرفيس علي ،ويشرن بأصابعهن الى ضرورة رجوعي للكرسي الخلفي. حتى لو تحشرجت احداهن بحيائها فإن نظراتها ستظل تدق نافذتي بعبارة: «معلش تقعد ورا»..
العشم قد يأتي منفردا وقد يأتي مزدوجا أثناء (الحلة ).. بل صدف و«عشم» بي بالجملة.. ذات مساء طلبت مني بعض الصبايا انتظار السرفيس التالي كونهن مجموعة ويرغبن بالركوب بسرفيس واحد...إذن هناك عشم «بطبقة» وعشم «بطبقتين»، وهناك عشم رجالي وستاتي.. سادة و«كروهات»...
أول أمس جلست أم و«كمشة» أولاد خلفي تماما ، قام الولد الله يخليه- بتسيير سيارته الصغيرة على كتفي وعلى ظهري طيلة المشوار من الرمثا الى إربد ، بينما اكتفت الأم ..بتنبيه ولدها بعبارة وحيدة وغير جادة : «ولك عيب يمه ، ظهر الزلمة»..لم يكتف الصبي بذلك بل صار يصدر «عنينا» للسيارة وهو يسيرها من خط الكتف الشمالي الى الكتف الجنوبي وبالعكس ..ثم دخل أخوه على الخط ليتسابقا على ظهري..بينما اكتفت الأم بالتنبيه غير الجاد: «ولكو عيب ظهر الزلمة»...وحمدت الله أن السباق قد تم بشكل أفقي وليس عموديا..وإلا لانتهى الرالي أسفل ظهري..كل ذلك تم من باب العشم أيضا.
في الحارة العشم مختلف ..أم محمد قد «تعشم» بي أحيانا ، وتطلب مني ان أطارد أحد الأولاد .. لأنه غافل حفيدها ب«شوته» أثناء الرجوع من المدرسة، وتحفزني أنا الرجل الطويل العريض للركض وراء الصبي واللحاق به ..والاقتصاص منه (بشوته) مماثلة..فالسن بالسن والعين بالعين و«الشوته بالشوته».طبعا هي لا تتردد في اطلاق العبارات الحماسية على مسامعي مثل عبارة: الحقه يا زلمة مالك رخو!!..لاحظوا أن هذا التحفيز المحبب (مالك رخو) يتم من باب العشم.
الآن بعد خبرة 15 سنة «عشم وجهد بلا» أستطيع أن أفصح عن قولي المأثور: يكفيك شر الأردني لا عشم فيك
مما راق لي من مقالات المبدع احمد الزعبي
كثيرا ما تتم السطوة على حقوق الآخرين وحرياتهم ، تحت مفاهيم التخجيل الاجتماعي وبوسائل تبريد الخاطر المشتقة من :«غلبناك معنا» ونحن طبعا أساتذة في علم التخجيل الحديث ..ومخترعو أهم معادلات:«عشت».
أكثر هذه المفاهيم شيوعا لدينا: «العشم». الذي أعجز الى الآن عن تعريفه تعريفا علميا دقيقا، ولا أعرف متى يتم استخدامه دونما يكون تعديا على نخوة الآخرين ومروءتهم..
وبواقع التجربة وجدت مفارقة مضحكة في منظومة العشم لا تخضع لأي من اجتهادات التفسير.. وهي إذا ما طالب «المعشوم به» بوقف الرعي الجائر داخل حقوقه..فإنه سيقابل بمعاتبة شديدة من قبل «العشمان»..الذي سيؤكد له أنه ما كان يرغب بتكليفه بالطلب لولا «العشم» الكبير المنوط به..كما أنه قد يحمله منة تاريخية تتبع المعاتبة كأن يقول لصاحبه «ما «هقيتك» هيك.. أنا بقدر أطلب من فلان، بس عشمان فيك وأنت الأخ العزيز..إخص»..
المواصلات بطبيعة الحال بيئة خصبة «للعشم»..كثيرا ما يعشمن بي طالبات الجامعة.. فيقمن مشكورات بنقر زجاج السرفيس علي ،ويشرن بأصابعهن الى ضرورة رجوعي للكرسي الخلفي. حتى لو تحشرجت احداهن بحيائها فإن نظراتها ستظل تدق نافذتي بعبارة: «معلش تقعد ورا»..
العشم قد يأتي منفردا وقد يأتي مزدوجا أثناء (الحلة ).. بل صدف و«عشم» بي بالجملة.. ذات مساء طلبت مني بعض الصبايا انتظار السرفيس التالي كونهن مجموعة ويرغبن بالركوب بسرفيس واحد...إذن هناك عشم «بطبقة» وعشم «بطبقتين»، وهناك عشم رجالي وستاتي.. سادة و«كروهات»...
أول أمس جلست أم و«كمشة» أولاد خلفي تماما ، قام الولد الله يخليه- بتسيير سيارته الصغيرة على كتفي وعلى ظهري طيلة المشوار من الرمثا الى إربد ، بينما اكتفت الأم ..بتنبيه ولدها بعبارة وحيدة وغير جادة : «ولك عيب يمه ، ظهر الزلمة»..لم يكتف الصبي بذلك بل صار يصدر «عنينا» للسيارة وهو يسيرها من خط الكتف الشمالي الى الكتف الجنوبي وبالعكس ..ثم دخل أخوه على الخط ليتسابقا على ظهري..بينما اكتفت الأم بالتنبيه غير الجاد: «ولكو عيب ظهر الزلمة»...وحمدت الله أن السباق قد تم بشكل أفقي وليس عموديا..وإلا لانتهى الرالي أسفل ظهري..كل ذلك تم من باب العشم أيضا.
في الحارة العشم مختلف ..أم محمد قد «تعشم» بي أحيانا ، وتطلب مني ان أطارد أحد الأولاد .. لأنه غافل حفيدها ب«شوته» أثناء الرجوع من المدرسة، وتحفزني أنا الرجل الطويل العريض للركض وراء الصبي واللحاق به ..والاقتصاص منه (بشوته) مماثلة..فالسن بالسن والعين بالعين و«الشوته بالشوته».طبعا هي لا تتردد في اطلاق العبارات الحماسية على مسامعي مثل عبارة: الحقه يا زلمة مالك رخو!!..لاحظوا أن هذا التحفيز المحبب (مالك رخو) يتم من باب العشم.
الآن بعد خبرة 15 سنة «عشم وجهد بلا» أستطيع أن أفصح عن قولي المأثور: يكفيك شر الأردني لا عشم فيك
مما راق لي من مقالات المبدع احمد الزعبي