همسات
تمر عليها صور من ذكريات أحست بها وكأنها آتية من أعماق الذاكرة وتحاول أن تحدد ملامحها وسط رؤيا ضبابية ... تبذل جهداً أكبر في التذكر وشيء فشيء تظهر الصورة لها أكثر وضوحاً ... تصغي فتسمع صدى لأول همسة همس لها في أذنها وكان ذلك عندما أعلن لها حبه وترى في يده تلك الوردة الحمراء يقدمها لها ويهمس :
- أنت من أعطى الجمال للورد ... قالت له :
- وحبك لي هو الذي يعطي للوردة عبيرها .
ثم تتذكره في عيد زواجهما الأول عندما أهداها عقداً من الألماس وتتلمسه بيدها حول رقبتها وما زلت كلماته في أذنها عندما همس لها :
- لقد أعطيت للألماس جمالاً وبريقاً...قالت له :
- أنت عندي أغلى من كل كنوز الأرض .
وها هو في عيد زواجهما الثاني يهديها حوضاً من النباتات وبذور لتزرعها في الحديقة وهمس لها :
- لقد أزهر حبك في قلبي مثلما أزهرت هذه النبتة ، وأحب أن أزرع بذوري لتعطيني طفلاً جميلاً مثلك..قالت له :
- حبك لي هو الماء الذي يعطي لهذه الأزهار الحياة وطفلنا سيكون أجمـل طفل لأنك أباه .
ثم تعود إليها الذكريات وقد أحست معها بغصة في حلقها ، وما زالت كلمات الطبيب لها صدى في نفسها عندما أعلن أمامها وأمام زوجها الذي كان برفقتها بأنها لا تنجب.
طأطأت رأسها وكأنها قد اقترفت ذنباً هي ليست سبباً فيه، وحانت منها التفاته إلى زوجها لتجد أن البريق الذي كان في عينيه قد انطفأ ، وينظر إليها في ذهول وكأنها غريبة عنه ويراها لأول مرة ...وتمنت أمام تلك النظرة لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتها..
ها هي في عيد زواجهما الثالث وحيدة مع ذكرياتها ، تنظر إلى الباب عله يدخل عليها وفي يده هدية العيد ويهمس لها كما تعودت ، ولكنه لم يحضر ولم يهمس لها بشيء ولم تره .
وعلمت فيما بعد بأنه قد تزوج من امرأة أخرى ... تعود الصور في ذهنها إلى الاختفاء تدريجياً وتشعر بألم حاد يمزق أحشاءها .
في اليوم التالي دخلوا عليها في غرفتها فوجدوها ملقاة على السرير، وقد لبست عقد الألماس حول عنقها وسريرها مغطى بالورود وبذور الأزهار ،حيث كانت ميتة وفي يدها زجاجة السم وفي اليد الأخرى ورقة كتبت فيها ....
( لم يشفع الحب ولا الورد ولا البذور لامرأة عاقر... ) .
تمر عليها صور من ذكريات أحست بها وكأنها آتية من أعماق الذاكرة وتحاول أن تحدد ملامحها وسط رؤيا ضبابية ... تبذل جهداً أكبر في التذكر وشيء فشيء تظهر الصورة لها أكثر وضوحاً ... تصغي فتسمع صدى لأول همسة همس لها في أذنها وكان ذلك عندما أعلن لها حبه وترى في يده تلك الوردة الحمراء يقدمها لها ويهمس :
- أنت من أعطى الجمال للورد ... قالت له :
- وحبك لي هو الذي يعطي للوردة عبيرها .
ثم تتذكره في عيد زواجهما الأول عندما أهداها عقداً من الألماس وتتلمسه بيدها حول رقبتها وما زلت كلماته في أذنها عندما همس لها :
- لقد أعطيت للألماس جمالاً وبريقاً...قالت له :
- أنت عندي أغلى من كل كنوز الأرض .
وها هو في عيد زواجهما الثاني يهديها حوضاً من النباتات وبذور لتزرعها في الحديقة وهمس لها :
- لقد أزهر حبك في قلبي مثلما أزهرت هذه النبتة ، وأحب أن أزرع بذوري لتعطيني طفلاً جميلاً مثلك..قالت له :
- حبك لي هو الماء الذي يعطي لهذه الأزهار الحياة وطفلنا سيكون أجمـل طفل لأنك أباه .
ثم تعود إليها الذكريات وقد أحست معها بغصة في حلقها ، وما زالت كلمات الطبيب لها صدى في نفسها عندما أعلن أمامها وأمام زوجها الذي كان برفقتها بأنها لا تنجب.
طأطأت رأسها وكأنها قد اقترفت ذنباً هي ليست سبباً فيه، وحانت منها التفاته إلى زوجها لتجد أن البريق الذي كان في عينيه قد انطفأ ، وينظر إليها في ذهول وكأنها غريبة عنه ويراها لأول مرة ...وتمنت أمام تلك النظرة لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتها..
ها هي في عيد زواجهما الثالث وحيدة مع ذكرياتها ، تنظر إلى الباب عله يدخل عليها وفي يده هدية العيد ويهمس لها كما تعودت ، ولكنه لم يحضر ولم يهمس لها بشيء ولم تره .
وعلمت فيما بعد بأنه قد تزوج من امرأة أخرى ... تعود الصور في ذهنها إلى الاختفاء تدريجياً وتشعر بألم حاد يمزق أحشاءها .
في اليوم التالي دخلوا عليها في غرفتها فوجدوها ملقاة على السرير، وقد لبست عقد الألماس حول عنقها وسريرها مغطى بالورود وبذور الأزهار ،حيث كانت ميتة وفي يدها زجاجة السم وفي اليد الأخرى ورقة كتبت فيها ....
( لم يشفع الحب ولا الورد ولا البذور لامرأة عاقر... ) .