كفكف دموعك...
كفكف دموعك...كَفْكِفْ دموعَكَ ليس ينفَعُكَ البكاءُ ولا
العويل
وانهضْ ولا تشكُ الزمانَ فما شكا إلاَّ
الكسول
واسلكُ بهمَّتِكَ السَّبيلَ ولا تقلْ كيف
السَّبيلُ
ما ضَلَّ ذو أملٍ سَعى يوماً وحكمتهُ
الدَّليلُ
كلاَّ ولا خاب امرؤٌ يوماً ومقصْدهُ
نبيلُ
أْفنَيْتَ يا مسكيُن عُمرَكَ بالتَّاوُّهِ و
الحزَنْ
وقعدتَ مكتوفَ اليديْن تقولُ حاربني
الزَّمنْ
ما لمْ تقمْ بالعبئِ أنتَ فَمَنْ يقوم به
إذن
كم قلتَ أمراض البلاد وأنتَ من
أمراضها
والشؤم علتها فهل فتشت عن
أعراضها
يا مَنْ حملْتَ الفأْسَ تهدِمها على
أنْقاضِها
أُقعدْ فما أنتَ الذي يَسْعى إلى
إنهاضها
وانظرْ بعينيْك الذئاب تعُبُّ في
أحواضها
وطنٌ يُباعُ ويُشترى وتصيحُ فليحيَ
الوطنْ
لو كنتَ تبغي خيْرَهُ لبذلتَ من دمِك
الثمنْ
ولقمتَ تضْمِدُ جرحهُ لو كنتَ من أهلِ
الفطنْ
أضحى التشاؤُمُ في حديثك بالغريزَةِ
والسَّليقهْ
مِثل الغرابِ نَعى الدّياَر وأسْمَعَ الدّنيا
نعيقَهْ
تِلكَ الحقيقةُ والمريضُ القلبِ تجرُحهُ
الحقيقةْ
أملٌ يلوحُ بريقهُ فَاستَهْدِ يا هذا
بَريقَهْ
ما ضاقَ عيشك لو سعيت له ولوْ لمْ تشْكُ
ضِيقَهْ
لكِنْ تَوَهَّمْتَ السَّقام فأسقمَ الوهْمُ
البدنْ
وظننْتَ أنَّكَ قَدْ وَهَنت فَدَبَّ في العظم
الوهنْ