ضوء من
" الأيام"..
"...وكذلك قضي على الفتى أن يستقبل طَلَبه العلم في الأزهر، والجامعة المصرية،والجامعة الفرنسية بكلمة عن آفته تلك، توذي نفسه، وتفرض عليه ليلةً ساهرة،ثم يعرض عنها بعد ذلك لأنه لم يكن بدّاً ممّا ليس منه بُدّ وما أكثر ماذكر بيت أبي العلاء.
وهل.يأبق الإنسان من مُلك ربّه فيخرجَ من أرضٍ له وسماء؟!.
وما أسرع ماكان الفتى ينسى هذه الكلمات المؤذية بعد أن يشتري هذا النسيان بليلةٍ ينفقها مُسّهداً محزوناً! ثم يُقبل بعد ذلك على مالم يكن بدٌّ من الإقبال عليه من العلم في الأزهر، وفي الجامعة المصرية وفي جامعات فرنسا "..(1).
***
لا نعرف إذا كان هناك اثنان يختلفان حول الأهمية الاستثنائية للدكتور طه حسين في الفكر العربي الحديث سواء كان المرءُ معه أم ضدّه . طه حسين الرجل الذي ولد عام 1889، وتوفي في تشرين الأول (اكتوبر)من عام 1973عن أربعة وثمانين عاماً.
تجلى نضجُ الفتى طه حسين منذ الطفولة قبل أن يفقد بصره في حوالي السنة الرابعة من عمره.. تجلّى هذا النضج أكثر عندما دخل الأزهر عام 1902م،إذ ضاق عقل الفتى بطرق الأزهر في التلقين آنذاك فراح يسأل ويلح في السؤال،وتحول السؤال إلى تمرّد، وجعله يخرج من الأزهر لأنه طالب بإصلاحه والعودة به إلى ايامه الزاهرة.
ترك الأزهر ليلتحق بالجامعة المصرية التي افتتحت لتوها عام 1908م، وتقّبلته طالباً منتسباً.. صار يسمع في الجامعة غير ماتعود أن يسمع في الأزهر، علوماً عصريّة،وتفتحّت مواهبه..
وبعد فترة شعر أن الجامعة الوليدة ضاقت عن تطلعه وطموحه وابتعد به الخيال إلى (باريس)في بعثةٍ عن طريق الجامعة وماأكثر العقبات التي وُضعت في وجهه، ولكنه صمد لكل التحديات واستطاع أن يكون أول طالب يتخرج من الجامعة بحصوله علىشهادة علمية -دكتوراه- حضّرها وقدّمها دون إشراف من أستاذ عام 1914، تحت عنوان " تجديد ذكرى أبي العلاء".
تحقق حلمه ليسافر إلى باريس مع أخيه واشتدت عليه الصعوبات، واختلف مع أخيه وافترقا،ولكنه أحسَّ بأنه حقَّق شيئاً عظيماً بوصوله إلى فرنسا، لتبدأ هناك المرحلة الأهم من حياة الفتى الذي وجد في باريس العلم والثقافة والتفتح، والتقى إضافة إلى ذلك الزميلة والمدرسةالفرنسية( سوزان)عام1917،الفتاة التي كان لهامن عمق الفكر وسعة الثقافة وما أهلّهالإدراك المهمة التي شعرت أن الرجل يضعها أمامه في المستقبل مهمة إيقاظ العقول - كما ظهرت بعدئذٍ في معظم كتاباته.
طه حسين لم يكن قد أنهى مرحلة اليفاعة حين شرع يكتب في الصحف ضد الرجعيين، واساليب التلقين البالية في التعليم وكان أول ما هدف إلى تحطيمه هو التقاليد،وليس صُدفة أن نجد ( السياج) رمز التقاليد في الصفحات الأولى من كتابه الشهير [الأيام] (1) الذي كان مع كتابه الآخرعن الشعر (الجاهلي) تعبيراً عن مرحلة التحدّي التي عاشها طه حسين منذ أول الشباب . لقد تبّدى القلق والتحدي عنده عندماارتحل من الصعيد إلى الأزهر ثم تركه ليلتحق بالجامعة المصريةدارساً آنذاك ،ثم يتركها كي يعود إليها، بعد رحلته إلىباريس محاضراً فعميداً فرئيساً بعد أن قضى ثلاثين عاماً من حياته تلميذاً طالباً للعلم ليقضي بعدها ثلاثة وثلاثين عاماً بين أستاذ في الجامعة أو عميد لكليَّة الآداب، أو وزير معارف أو رئيس تحرير لصحيفة مشهورة وبعدها عاش حوالي عشرين عاماً فيمايشبه العزلة ليكتب بقية [الأيام].
وهل.يأبق الإنسان من مُلك ربّه فيخرجَ من أرضٍ له وسماء؟!.
وما أسرع ماكان الفتى ينسى هذه الكلمات المؤذية بعد أن يشتري هذا النسيان بليلةٍ ينفقها مُسّهداً محزوناً! ثم يُقبل بعد ذلك على مالم يكن بدٌّ من الإقبال عليه من العلم في الأزهر، وفي الجامعة المصرية وفي جامعات فرنسا "..(1).
***
لا نعرف إذا كان هناك اثنان يختلفان حول الأهمية الاستثنائية للدكتور طه حسين في الفكر العربي الحديث سواء كان المرءُ معه أم ضدّه . طه حسين الرجل الذي ولد عام 1889، وتوفي في تشرين الأول (اكتوبر)من عام 1973عن أربعة وثمانين عاماً.
تجلى نضجُ الفتى طه حسين منذ الطفولة قبل أن يفقد بصره في حوالي السنة الرابعة من عمره.. تجلّى هذا النضج أكثر عندما دخل الأزهر عام 1902م،إذ ضاق عقل الفتى بطرق الأزهر في التلقين آنذاك فراح يسأل ويلح في السؤال،وتحول السؤال إلى تمرّد، وجعله يخرج من الأزهر لأنه طالب بإصلاحه والعودة به إلى ايامه الزاهرة.
ترك الأزهر ليلتحق بالجامعة المصرية التي افتتحت لتوها عام 1908م، وتقّبلته طالباً منتسباً.. صار يسمع في الجامعة غير ماتعود أن يسمع في الأزهر، علوماً عصريّة،وتفتحّت مواهبه..
وبعد فترة شعر أن الجامعة الوليدة ضاقت عن تطلعه وطموحه وابتعد به الخيال إلى (باريس)في بعثةٍ عن طريق الجامعة وماأكثر العقبات التي وُضعت في وجهه، ولكنه صمد لكل التحديات واستطاع أن يكون أول طالب يتخرج من الجامعة بحصوله علىشهادة علمية -دكتوراه- حضّرها وقدّمها دون إشراف من أستاذ عام 1914، تحت عنوان " تجديد ذكرى أبي العلاء".
تحقق حلمه ليسافر إلى باريس مع أخيه واشتدت عليه الصعوبات، واختلف مع أخيه وافترقا،ولكنه أحسَّ بأنه حقَّق شيئاً عظيماً بوصوله إلى فرنسا، لتبدأ هناك المرحلة الأهم من حياة الفتى الذي وجد في باريس العلم والثقافة والتفتح، والتقى إضافة إلى ذلك الزميلة والمدرسةالفرنسية( سوزان)عام1917،الفتاة التي كان لهامن عمق الفكر وسعة الثقافة وما أهلّهالإدراك المهمة التي شعرت أن الرجل يضعها أمامه في المستقبل مهمة إيقاظ العقول - كما ظهرت بعدئذٍ في معظم كتاباته.
طه حسين لم يكن قد أنهى مرحلة اليفاعة حين شرع يكتب في الصحف ضد الرجعيين، واساليب التلقين البالية في التعليم وكان أول ما هدف إلى تحطيمه هو التقاليد،وليس صُدفة أن نجد ( السياج) رمز التقاليد في الصفحات الأولى من كتابه الشهير [الأيام] (1) الذي كان مع كتابه الآخرعن الشعر (الجاهلي) تعبيراً عن مرحلة التحدّي التي عاشها طه حسين منذ أول الشباب . لقد تبّدى القلق والتحدي عنده عندماارتحل من الصعيد إلى الأزهر ثم تركه ليلتحق بالجامعة المصريةدارساً آنذاك ،ثم يتركها كي يعود إليها، بعد رحلته إلىباريس محاضراً فعميداً فرئيساً بعد أن قضى ثلاثين عاماً من حياته تلميذاً طالباً للعلم ليقضي بعدها ثلاثة وثلاثين عاماً بين أستاذ في الجامعة أو عميد لكليَّة الآداب، أو وزير معارف أو رئيس تحرير لصحيفة مشهورة وبعدها عاش حوالي عشرين عاماً فيمايشبه العزلة ليكتب بقية [الأيام].
إن طه حسين رجل المجابهة والتحدي مستمر في الذاكرة ،لأن العقبات حتى ولو كانت كفّ البصر، لم تقف أمام إرادته في صنع نفسه ليُصبح مثلاً رائعاً للظامئ الذي لايرتوي من المعرفة المقرونة بالعمل.
وإذا جئناإلى طه حسين لنرى ما نريد أن نراه فأننا بذلك نظلمه وإذا جئنا إليه وفي أنفسنامواقف مسبقة جاهزة نبحث عنها فإننانتجنى عليه لأنه عمل وناضل في زمن غير زمننا الحاضر .
وإذا جئناإلى طه حسين لنرى ما نريد أن نراه فأننا بذلك نظلمه وإذا جئنا إليه وفي أنفسنامواقف مسبقة جاهزة نبحث عنها فإننانتجنى عليه لأنه عمل وناضل في زمن غير زمننا الحاضر .