ليست سوى مسودّاتٌ .. سمراء بلون المكان والتراب .. من زمنٍ
مضى بعضه فوق بعضي وداس أحلاما كانت تسكن صدري المقفول ..
مضى بعضه فوق بعضي وداس أحلاما كانت تسكن صدري المقفول ..
ولا زال بعضه الآخر يتربّص بعضي الآخر بمزيدٍ من الأسى .
أصدقُ ما في أوراقها أنّها هي من تدعوني للبوح وأنّها وحدها
تهتزّ من تحت أناملي لتنحتَ السطور فيها،وأنّها تنتزع الحروف
من شفتي وصمتي ..
تهتزّ من تحت أناملي لتنحتَ السطور فيها،وأنّها تنتزع الحروف
من شفتي وصمتي ..
فأنا لا أفعل شيئا ولم أخطّط لشيء، ولم أتصوّر يومًا أن أخطّ مثل
هذا الشكل من الكلمات ...
كلماتٌ مستقطعة من لحظاتٍ ممزّقة كانت تجمعنا
كلمات حزينة جدا.. أجمل ما فيها أنّها ليست من الواقع في شيء ،
هي من تلك الأحلام ، شبيهةٌ أيضا بكلّ السعادة التي شعرنا بها
هنا في الأحلام وهي ربّما من آخر الخرافات التي لا نزال نؤمن بها ..
هي مساحةٌ من الورق الثقيل أمارسُ فيها غضبي بأدب. غضبٌ
أقرب للحزن منه إلى الثورة، وهو أقرب للصّمتِ من قربه إلى الصراخ .
أقرب للحزن منه إلى الثورة، وهو أقرب للصّمتِ من قربه إلى الصراخ .
هو نحيبٌ خانق.. قديمٌ وجديد احتبس بحنجرتي من أيّامِ الطفولة
فدعوت نفسي اليوم تزفره عبر المكان.
من دُرجِ "هُنا " :
فقط عند النّهايات نفكرّ كيف كانت البداية ، عجيب هذا الزمن، وعجيبٌ محضُ لفظٍ لا يعبّر عن كلّ شفقتي على نفسي ،لـكأنّنا فتحنا أعيننا لنجد أنفسنا هُنا بل وكأنّنا ولدنا هنا ، وهنا قطّعت حبالُ ولادتنا ،والتصقنا بالمكان التصاق الطّفل بصدر أمّه ، وفي لحظة غريبة جدا أكتشف حقيقة غريبة جدا ، ألمحُ ذلك الرواق الرمادي الذي غفلتُ عنه ، وقبلكم جميعا أراه .
فأشعر أنّ محاولاتي كلّها باءت بالندم .
-2-
لحظاتٌ صفراء شاحبة لوجهٍ يرتديه الاصفرار تفقعه صُفرةٌ أخرى ،ترسمه ملامح الموت شبه تقاسيم لوجه لا يسرّ الناظرين .
فمن يحاول إخراجي من هذا الشعور ليقنعني بوجود لونٍ آخر لا يتعلّق بالأصفر ورقمًا آخر لا يُساوي صفرا.
في همس التفكير الفارغ أظلمت كلّ المرئيات من حولي
-3-
هل تذكر كيف كنّا نقتسم السطر ؟
كيف كنتَ تكتبُ نصف السطر وأكتب أنا نصفه الأوّل ،
هل تذكر أنّي دائما كنت أفضّل أن أمنح في أوّل سطر على أن أتلقّى في نصفه الآخر .
أنت الذي كُنت الآخر في كلّ البدايات، وأنا كنتُ فقط لقطة النهاية.
يا للحياة حين تعطي ،و يا للحياة حين تأخذ .