لا تغضبي
لا تحزني
لا تدمعي
لا تلعني يوم اللقاء
هل كنتِ تعتقدي بان بكاءكِ
قد زاد شبراً من مياه النيل؟
أم كنتِ تعتقدي بأن هدوئكِ
قد أسكتَ الثوار والأحجار؟؟
لن أنكر المأساة حين رأيتكِ
للمرةِ الأولى ، كأجمل وردةٍ
من بين الآف الورود التائهة
لكنني أدركت أنك وردة
مسمومة ، ومن الورود القاتلة
قد كنتِ تبتسمين حين ترينني
هي ضحكةٌ صفراء
هي رعشةٌ في الليل من ذاك الشتاء
حاولتِ أن تبقي ملاكاً ساطعاً
في ليلةٍ سوداء تذخر بالرعود
ها أنتِ سجّانة لكل نجومنا
والقمر قد أمسى مكبل بالقيود
فالنار .. ساطعةٌ وحارقةٌ
وأنتِ .. ساطعةٌ وحارقةٌ
***
هل تذكرين الرقص
في الليل الحزين
أم تنكرين؟
والحزن بعد زِفافنا
والحزن قبل فراقنا
قد كانت الأيام تمضي كالسنين
هل تذكرين ؟
قد قلتِ : أنّ الحبّ ليس لنا
فرفضتِ كلّ مشاعري
ورفضتِ كلّ جوارحي
هل تعرفين
ماذا فعلت بقلبي العاشق؟
أخرجته من بين أضلاعي
كفنته ودفنتهُ
والآن ميت من سنين
***
والآن تأتي صاغرة
وتذكريني بعشقنا المجنون
وتريدي حبل مودتي المقطوع
من بضع السنين
لكنني لن أخذلك
ما دام طبعي كارهاً للغدر
فلتبحثي عن حبنا بين القبور
فلقد غدا من بين أموات البشر
هل تطلبي ميتاً ليحيا من جديد
من قال هذا صدقي فلقد كفر
فالحب ليس هوايةً
أو من ألاعيبِ القدر
فالأرض تشتاق الشجر
والأرض تشتاق الحجر
وأنا أراض قاحلة
أشتاق قطرات المطر
فلتذهبي يا قاتلة
ولتبحثي عن عاشقٍ غيري
كي تقتليه
لا تنسي أن لا تقتليه
فالقتل من طبع النساء العابثة
كالموج في لبّ البحر
***
أما أنا
ما عدت أشتاق النساء
فلقد كتبت قصيدةً
أسميتها غدر النساء
وكتبت في الإهداء:
إلى العشاق
....
....
....
....
....
لا يستطيع المرء أن يحيا
لساعة بلا هواء
مثل النساء
لا تستطيع العيش في فرحٍ
ولو لحظة
بدون الغدر
فلتعرفوا ، الغدر من طبع النساء
مما راق لي....