مقالب نيسان
الاعلان عن موسم استثنائي من اشجار السباغيتي، بسبب الشتاء المعتدل واختفاء الحشرات ، وضع جوارب نسائية من النايلون امام التلفاز تجعل صوره ملونة ، اعداد سندويتشات خاصة بمن يستخدمون اليد اليسرى في تناول الطعام ، توفر جزر يبدأ بالتصفير حين ينضج «كذبات نيسانية» تناقلتها بعض وسائل الاعلام ،خلال سنوات مضت صدقها الناس، ثم ما لبثوا ان ضحكوا عليها، أو ربما على انفسهم، التي انطلت عليها مثل هذه الاكاذيب الساذجة. مواقع الانترنت هي الأخرى افسحت مجالا لكذبة نيسان ، و كانت البدايات من « جوجل» عام 2000، ومن اشهرها اطلاق بريد الكتروني بحجم 2 جيجابايت ،وفي عام 2004 الترويج لمشروع يوفر وظائف على القمر، فيما تم الاعلان عن تقديم خدمة الانترنت عبر دورات المياه عام 2007.
من الصعب تحديد تاريخ مؤكد لبدايات هذه الكذبة، لكن من المرجح أنها تعود للتقويم الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 في فرنسا، حيث تحول عيد رأس السنة من الاسبوع الاخير في اذار وحتى بداية نيسان، إلى الاول من كانون الثاني ، ومن بقي يحتفل به في التواريخ السابقة ، أطلق عليهم ‹›ضحايا ابريل» أو» السمكة «، ثم تطورت الفكرة وانتقلت الى بريطانيا، في القرن السابع عشر الميلادي .
وفيما تعتبر «كذبة نيسان « موروث اجتماعي وثقافي ، يحمل بعض البهجة ويزيد من رقعة المرح في حياة اصبحت عبئا ثقيلا على البشر ، هناك من يقول بأنه لم يعد لمثل هذه الكذبة، حضور وألق كما كان في الماضي ، برغم حرص البعض على التذكير بها ، اذ من الصعب ان يمر اليوم الاول من نيسان بلا «مزحة «او»كذبة «هي الاشهر بين الناس .
كثيرون انطلت عليهم «كذبة نيسان» بسهولة ، ويحكي « نزار» بانه تعرض للكثير من كذبات نيسان ، ومنها ما كان اقرب لمقلب، حين اتصل به احد اصدقائه يخبره، بأنه موظف من أحد البنوك ،وانه يزف اليه خبر ربحه الجائزة الاولى ، ويضيف بأنه على الفور ذهب الى البنك المذكور، ليكتشف بأن الأمر كان «مزاحا» وان البنك ليس له صلة بالموضوع على الإطلاق.
ويقول «لؤي» بأن المقلب الذي تعرض له في العام الماضي، لايمكن ان ينساه طيلة حياته، حين اتصل به احد زملائه في العمل ، يخبره عن ترشحه لبعثة الى دولة اوروبية ، ولما كان هذا الامر مطروحا بالفعل في المؤسسة التي يعمل بها ، صدق على الفور ، ليفاجأ بأن ما حدث كان مقلبا قاسيا، وان من وقع عليه الاختيار كان زميلاآخر.
اما « سارا « فتقول بأنها لاتزال تتذكر كذبة قديمة منذ كانت طالبة حين اخبرتها زميلة لها بأن مديرة المدرسة طلبتها لامر هام ، فوالدها ووالدتها في الادارة ، وتضيف بأن قلبها اصبح يخفق بعنف، وركضت باتجاه الادارة لتتعثر قدمها وهي تهبط درجات السلم بسرعة، وتسقط على وجهها وتصاب بخدوش والام شديدة عانت منها اياما، لتكتشف بان ما حدث كان كذبة نيسان، لكن الامر لم ينته عند ذلك، فقد تسبب بقطيعة بين الزميلتين.
للصغار مقالبهم وكذبهم في نيسان وان كانت لا تتجاوز وجود امتحان او رحلة او عقاب ،كما تقول « داما 13عاما»، التي اصبحت لا تصدق كل ما يقال لها في اليوم الاول من نيسان ،حتى لو كان حقيقة ، فيما يؤكد « ليث» بأنه اعتاد على كذبات اصدقائه في هذا اليوم ، فقد اصبحت مكشوفة بالنسبة له.
الكذب هو الكذب، وتأثيراته بخاصة اذا حمل معلومة خطيرة لا تستثن حتى «كذبة نيسان «، فارتفاع هرمونات الخوف تتسبب بموت مفاجىء لمرضى القلب والضغط والسكري، فيما يقل تأثير الكذب عند الاطفال ،لانهم في فئات عمرية لا يستطيعون فيها، التمييز بين الجد و الهزل،لكن الخوف أن تتحول كذبة نيسان الى استسهال للكذب في بقية الايام.