البوصلة - آثار انفجار المفاعل النووي الياباني فوكوشيما بسبب هزة أرضية مخاوف سكان في جنوب الاردن من كارثو نووية قد يتعرض لها مناطقهم جراء انفجا مفاعل ديمونا الاسرائيلي الذي بني منذ اكثر من 50 عاما.
ومن المتوقع حسب علماء الزلازل انه في حال تعرض مفاعل ديمونا الإسرائيلي إلى هزة أرضية و ثم انفجار قد يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله.
وحسب التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية لديمونا المنشورة بمجلة "جينز إنتلجنس ريفيو" المتخصصة في المسائل الدفاعية الصادرة في لندن عام 1999 والتي استندت في معلوماتها إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية التجارية الفرنسية والروسية، فإن المفاعل النووي يعاني من أضرار جسيمة بسبب الإشعاع النيتروني. ويحدث هذا الإشعاع أضرارًا بمبنى المفاعل، فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله هشًّا وقابلاً للتصدع.
وتشير صور المفاعل التي التقطت من خلال الاقمار الصناعية ان المداخن تقع شرقي ديمونا اقرب الى الحدود الاردنية.
كما أوضحت الصور ان المدن الأردنية التي تقع في مهب الرياح القادمة من المفاعل وهي الكرك والطفيلة والشوبك ومعان والبتراء هذا بالإضافة الى سكان الصافي ووادي عربة ومنشآت البوتاس في الجزء الجنوبي والذي جف من البحر الميت.
يتوقف تأثير الإشعاعات على درجة الاشعاع وطاقته وفترة التعرض ونوع وعدد الخلايا المصابة حيث يتم تدمير الخلايا المصابة او موتها. كما تتأثر الخلايا الوراثية وتؤدي الى تشوهات خلقية تستمر لعدة اجيال. اما الامراض التي تنتج عن الاشعاعات فكثيرة منها : الغثيان, تساقط الشعر, العجز,السرطان,العقم, امراض العيون, تقرحات جلدية, تأثر جهاز المناعة لمقاومة الامراض والموت.
وأنشئ المفاعل في عام 1963 بمعونة فرنسا ودعم الولايات المتحدة الأمريكية وينقسم الى مبانٍ تسع تنتج البلتونيوم والليثيوم والبريليوم واليورانيوم المشع والترينيوم.
وقال المستشار الدولي في شؤون البيئة، ومستشار سابق في الأمم المتحدة الدكتور سفيان التل خلال محاضرة سابقة بعنوان "خطر الإشعاعات النووية واثرها على البيئة" ان "مفاعل ديمونا الذي يقع غربي الأردن يشكل خطورة على بلدنا، أي أن أي تسرب منه يمكن أن تحمله الرياح إلى الأردن والشعب ،بالتأكيد لن يكون تسرب عطور أو روائح وردية، اذ ان ما سيتسرب منه هي جرعات قاتلة تخترق أحشاء البشر وتعطل الكثير من أجهزتهم وقد تقضي على أجيال كما جرى في العراق".
واشار إلى مجموعة من الوثائق التي تؤكد أخطار ديمونا ، كالتقرير الذي بثته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ 1/7/2003 حيث أكد التقرير وفاة 10 عمال بالسرطان ، وان الحرائق تقع داخل المفاعل بشكل يومي ، وان
غيوما صفراء سامة تنبعث من داخل المفاعل ويستنشقها العمال. وان المياه الثقيلة المشبعة بالإشعاعات والنفايات النووية قد تسربت إلى جرف جغرافي طبيعي متصل بامتداده مع المفاعل.
ولا يخفي علماء إسرائيليون ايضا خشيتهم من حدوث تسرب نووي من ديمونة اذ حدثت هزة أرضية في "إسرائيل" مشابهة للتي حدثت في اليابان ، ويعرب مدير "المعهد الجيوفيزيائي" أوري فريدلندر في "إسرائيل " في حديث لصحيفة يدعوت احرنوت عن خشيته من حدوث تسريب في مفاعل "ديمونا" النووي .
وقال محاضر الهزات الأرضية في جامعة "بن جريون" رون آفني أن المفاعل النووي بني بالقرب من الصدع السوري الافريقي في الخمسينات حيث لم يكن حجم المعرفة عن الجيولوجيا والهزات الأرضية كبيرا آنذاك" .
وأضاف "أنه في فترة الخمسينات كان معروفا وبشكل عام بأن هذا التصدع هو مصدر الهزات الأرضية التي تحدث هنا كل مائة عام تقريبا ، مع العلم بان الهزة الأخيرة حدثت عام 1927".
الحكومة الاردنية قالت في تصريحات للهيئة تنظيم العمل الإشعاعي أن محطات الرصد الاشعاعي البيئي الثلاث في الأردن التي تشغلها الهيئة في كل من قفقفا (جرش) والقادسية (الطفيلة) ومنطقة الكرامة (الرويشد) لم يسبق لها أن رصدت أي ارتفاع يذكر في مستويات الاشعاع النووي, وأن جميع المعدلات والقراءات للاجهزة في تلك المحطات تدلل على معطيات طبيعية وضمن النسب العالمية.
و تشرع إسرائيل في بناء مفاعل نووي جديد على أن يتم تشغيله عام 2020 وبتكلفة تصل الى مئات ملايين الدولارات .
كما كشف وسائل اعلام عن مخططات إسرائيلية لبناء مفاعل نووي آخر على شاطيء البحر المتوسط بالقرب من شمال قطاع غزة، عدا عن مفاعل وادي زوريك النووي بالقرب من يافا.
و يشار إلى أنه وفي عام 2004 وزعّت الحكومة الإسرائيلية كبسولات يود - التي تقلص أضرار الإشعاعات النووية على الغدة الدرقية - على سكان المنطقة. وأعتقد البعض أن الأمر تم جراء تسرب أشعة من الفرن الذري، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أكدت أن الأمر إجراء وقائي تحسبا لتسرب قد يحصل في المستقبل، وليس بسبب تسرب سبق وأن حصل.
بدأ بناء الفرن الذري عام 1958 بمساعدة فرنسية. في البداية تم الادعاء أن المكان مصنع أنسجة ومن ثمة أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه فرن ذري لأهداف سلمية.
وتشير تقديرات غالبية الخبراء الأمنيين أن هدف الفرن هو صناعة القنابل الذرية ولم تنف أو تؤكد إسرائيل هذا الأمر بل أبقت الأمر مبهمًا.
في عام 1986 قامت صحيفة "الصاندي تايمز" اللندنية بنشر تقرير يدعي امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بناءً على شهادة عامل سابق في الفرن الذري يدعى مردخاي فعنونو.
وكان فعنونو، قد حذر الأردن عام 2004 من إشعاعات المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونة، الذي لا يبعد سوى 15 كيلومترًا عن محافظات جنوب الأردن، وأكد حينها أن الأردن معرض لخطر كارثة بسبب تآكل مباني المفاعل وتقادمها