إذا لم تقرا رواية عائد الى حيفا لغسان كنفاني فلا تكمل قرائة ما ساكتبه الان
اما اذا صممت على القراءة فانك بالتالي تشبه شخصية القصة الرئيسة سعيد س. الذي صمم على السير في طريق المجهول
القصة باختصار ان سعيد وزوجته هربا من حيفا عقب حرب الثمانية واربعين تاركين ورائهم طفلهم الرضيع ولم يسمح لهما بالعودة حتى لزيارة ابنهما
بعد عشرين عاما حانت لهما الفرصة للعودة لرؤية ما حصل بالبيت والولد
قبل ان اكمل…القصة قصيرة ابو سبعين صفحة
اذا اردت قرائتها انقر هنا
المهم عاد سعيد الى حيفا ودخل بيته ووجد ان امراة اسرائيلية سكنته ووزوجها الذي رحل بعد ذلك و قاما بتبني ابن سعيد بعد ان منحته اياهم اسرائيل هدية بعد الحرب
انتظر سعيد وزوجته في المنزل مع الاسرائيلية حتى منتصف الليل ولدهشته وجد ابنه مرتديا البزة العسكرية للجيش الاسرائيلي واسمه اصبح دوف بدلا من خلدون
اعلن له ابنه دوف انه تربى على ايدي ابوين اسرائيلين وانه يعتبر نفسه اسرائيليا
وبعد نقاش غاضب اختتم سعيد كلامه موجها حديثه لابنه الاسرائيلي
” متى تكفون عن اعتبار ضعف الآخرين وأخطائهم مجيرة لحساب ميزاتكم ؟ لقد اهترأت هذه الأقوال العتيقة، هذه المعادلات الحسابية المترعة بالأخاديع… مرة تقولون أن أخطاءنا تبرر أخطاءكم، ومرة تقولون أن الظلم لا يصحح بظلم آخر… تستخدمون المنطق الأول لتبرير وجودكم هنا، وتستخدمون المنطق الثاني لتتجنبوا العقاب الذي تستحقونه، ويخيل إلي أنكم تتمتعون الى أقصى حد بهذه اللعبه الطريفة،
وها أنت تحاول مرة جديده أن تجعل من ضعفنا حصان الطراد الذي تعتلي الذي تعتلي صهوته… لا، أنا لا أتحدث إليك مفترضا إنك عربي، والآن أنا أكثر من يعرف أن الإنسان هو قضية، وليس لحما ودما يتوارثه جيل وراء جيل مثلما يتبادل البائع والزبون معلبات اللحم المقدد، إنما أتحدث إاليك مفترضا أنك في نهاية الأمر إنسان. يهودي. أو فلتكن ما تشاء. ولكن عليك أن تدرك الأشياء كما ينبغي…
وأنا أعرف أنك ذات يوم ستدرك هذه الأشياء، وتدرك أن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها، كائنا من كان، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه…..
أتعتقد أننا سنظل نخطئ ؟ وإن كففنا ذات يوم عن الخطأ، فما الذي يتبقى لديك ؟
————
انتهيت من قرائة القصة التي كتبت قبل نحو اربعين عاما وانا احس انها كتبت قبل اربعين يوما…و هذا ما يزيد من روعة قصص غسان كنفاني
انها لا تذبل مع مرور الزمن لانها تتناول الانسان، والانسان قضية والقضية يتجدد شبابها كلما شابت ويطول عمرها كلما مرت عليها السنين
سعيد س. تذكر طريق عودته الى حيفا بسهولة رغم انه كانت طريقا جهنميا…
شق طريقه بكتفيه وذراعيه وساقيه وراسه كمن يسبح ضد سيل هادر ينحدر من جبل شديد العلو لكنه لم يتوقف عن السير عارفا ان طريق الالام في انتظاره ذهابا وايابا
سعيد لم يكن شديد العاطفة او الوطنية بل انه كاد يتبرا من ابنه الاخر لانه اراد الانتساب للمقاومة الفلسطينية لكنه عاد الى منزله ووطنه وهو يقكر في معنى الوطن
ما اخشاه هو ان ينسى البعض طريق العودة، او ينسى البحث في معنى الوطن او ينسى ان جسد غسان قد سلخ قطعة قطعة وهو يذكرنا ان طريق العودة مليء بالدموع
ما اخشاه هو انه اذا ما زرنا حيفا يوما سنعيد كلام سعيد س …….”انني اعرفها، حيفا هذه، ولكنها تنكرني
حريقة
لتحميل الروايـهـ .
من هنا