ذنبهم أنهم لا يحملون أرقاما وطنية والمرض "يأكل" أجسادهم قطعة تلو الأخرى
أطفال "ابو شرف" قضية تهز وجدان الإنسانية..
حسام أيمن أبو شرف، إسم لإنسان بلا هوية، إنسان بلا وجه، ملامحه مزقها المرض، قطعة تلو القطعة، وأتى على تقاسيم طفولته، أنا وأنتم والعالم أجمع مطالب بتذكره جيدا، وتحمل المسؤولية تجاهه.
حسام أبو شرف، ليس الوحيد الذي يعاني في هذه الحياة، ففي بيت صغير يقطن إلى جواره شقيقيه محمد وياسر، هما أيضا يحاول المرض تمزيق وجهيهما، والقضاء على حلمهما تجاه المستقبل.
أطفال ثلاثة، تبدأ قصتهم بهروبهم من أشعة الشمس، تلك الأشعة التي يتسابق نحوها الأصحاء، ويقطعون من أجلها الآف الأميال.
أشعة الشمس، عدو هؤلاء الأطفال الذين لا يستطيعون التعرض لها، لأن من شأن ذلك أن يمزق أجسادهم إربا، ويحرمهم من متعة النظر إلى أنفسهم في مرآة يقف الجميع أمامها لتجميل أنفسهم.
مشكلة هؤلاء الأطفال تتمثل في إصابتهم بسرطان جلدي مزمن ويعرض حياتهم لخطر تآكل الجلد والعظم، والوفاة في مراحله المتقدمة، ويؤدي هذا المرض إلى "تفسخ" الجلد، وإنتانه، وعليه فإن الحل الوحيد أمام الأطباء هو بتر الأجزاء المصابة، وهي الحالة التي بلغها الشقيق الأكبر حسام صاحب الأعوام الـ 16، فيما ينتظر الطفلان محمد وياسر نفس المصير في حالة عدم علاجهما سريعا.
المضحك، والمبكي، في نفس الوقت، هو عندما تشاهد أن أبناءك يموتون أمام عيونك من غير حول لك أو قوة، تقف مكتوف الأيدي لأنك لا تحمل رقما وطنيا، يساعدك على تقديم العلاج لأطفالك، ويبقى عنوانك الحزن على مصير مجهول ينتظرك.
وعندها لم تعد المشكلة، هي مشكلة المرض الجسدي، وإنما مصيبة تذكرك دوما بأنك ليست إنسان، تعيش على أرض وترتوي من مائها، وكل قصتك أنك لا تحمل رقما وطنيا.
قضية أطفال أيمن أبو أشرف، قصة تهز وجدان العالم، والإنسانية، تلقتها "الحقيقة الدولية" ونقلت استغاثتهم.
تقول الام أن مرض أبنائها يعتبر من الأمراض الوراثية، حمله أبنائها الثلاث مع الولادة، ولكن أعراضه لم تظهر إلا مع بداية سن السادسة من أعمارهم.
وأضافت " أم حسام" بأن أهم أعراض هذا المرض، ظهور كتل لحمية وأورام في كافة أنحاء الجسم، وبخاصة منطقة الوجه والرأس، وهذا ما دفعها لمنع أولادها من التعرض لأشعة الشمس والضوء، وكذلك عدم انخراطهم في المدارس، كون ذلك يشكل خطورة على حياتهم.
وأوضحت " أم حسام" بأنه في حال ما تعرض أبنائها إلى أشعة الشمس، فإن الجلد يبدأ بالتآكل، وتتشكل كتل لحمية، وأورام، وفي هذه المرحلة يكون المرض بحاجة إلى عمليات استئصال وترميم، وهي عمليات مكلفة للغاية، لا يقدر رب الأسرة على تحملها، وهذا تسبب في تطور حالة ابنها الكبير حسام، وأصبحت حياته مهددة.
كما أن المرض من الأمراض التي يمكن وصفها بالمزمنة، والتي بحاجة إلى رعاية طبية متواصلة، وبأن العائلة لا تملك أرقاماً وطنية، ما يحرمها من حصولها على إعفاء طبي من أي جهة كانت، على الرغم من أنهم لا يحملون أي جنسية أخرى، بحسب ما أفادت به " أم حسام".
وناشد الأطفال الثلاث حسام، ومحمد، وياسر، وأعمارهم على التوالي 16 سنة، و14 سنة، و11 سنة، أهل الخير لمد يد العون والمساعدة، لمتابعة علاجهم.
يشار إلى ان "الحقيقة الدولية" لم تنتظر أي من الجهات لتقديم الغوث والمساعدة إلى حسام، وقامت بإدخاله إلى المستشفى الإسلامي غرفة رقم 273.