عمان - الدستور - ايمن عبدالحفيظ
بدموع لامست المشاعر وبتنهيدة عبرت عن معاناة حقيقية بثتها مجموعة من المعاقين حركيا ، لهمومهم وشكواهم من نظرة المجتمع لإعاقتهم وإمتناع البعض عن مساعدتهم ، وقد تصل في احيان عديدة الى التلفظ بألفاظ تسيء للشخص المعوق كأن ينادى بالمعوق او بكلمات اخرى والتي يقصد بها الاهانة.
فاطمة:
اشخاص لا ذنب لهم في إعاقتهم والتي إبتلاهم الله بها ، بثوا عبر "الدستور" معاناتهم المريرة والمتمثلة في نظرة البعض لهم.. وإحداهن تدعى "فاطمة" كانت تجلس على كرسي متحرك ، الى جانب زملائها وزميلاتها من المعوقين حركيا قالت "تعرضت قبل سنوات الى حادث سير نجم عنه إعاقة في اطرافي ، وكان السبب في الحادث والدي الذي توفاه الله ، وهنا كانت الطامة الكبرى بالنسبة لي بأن المسبب في الحادث هو من عليه ان يعالجني ويسدد اثمان إعادة تأهيلي في المجتمع ، بالاضافة الى انني كلما حاولت مراجعة جهة صحية ما بهدف تلقي المعالجة ، فإنه يتوجب عليّ الحصول على إعفاء من الرسوم والتي كنت اعاني "الامرّين" ، ريثما احصل عليه.
الفتاة.. التي ذرفت الدمع وهي في وضع نفسي صعب قالت "والادهى من ذلك تعرضي الى معاملة سلبية من قبل بعض سائقي سيارات التكسي الذين يرفضون نقلي من والى مكان ما بحجج واهية لا يقبلها احد ومنها ان دائرة السير تحتم على سائقي المركبات إغلاق صندوق المركبة بالكامل اثناء مسيرها ، والكرسي المتحرك للمعاق حركيا لا بد من وضعه في صندوق المركبة ، وعليه يطلب السائق بعد ان يكون قد قبل نقلي منعا للإحراج ممن اوقف المركبة لي او لعدم تعرضه لمخالفة سير جراء رفضه التوقف ، بالترجل من المركبة ومغادرتها وهذه الحادثة تعرضت لها مؤخرا بعد ان فرغت من مراجعة عيادة التأهيل في مدينة الحسين الطبية مؤخرا.
سميرة :
من جانبها شكت "سميرة" من سوء المعاملة السلبية لبعض سائقي سيارة التكسي تجعل المعاق نهبا لتقلبات الطقس سواء كان ممطرا او حارا حيث انها وفي الصيف الماضي تعرضت لذات الموقف من سائق تجرد من الحس الانساني ، وانزلها من مركبته ، وبعد ان طال بها الانتظار تعرضت الى الاصابة بضربة شمس الزمتها الفراش واثرت على وضعها الصحي ، اما في الشتاء فإن الوضع يكون اصعب حيث ان المعاقين يتعرضون الى إصابات بنزلات برد بسبب امتناع البعض عن تقديم الخدمة لهذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة.
وفاء :
وبعد ان عدلت جلستها على كرسيها المتحرك نظرت الى السماء طالبة الرحمة والعدل ، عرضت "وفاء" معاناتها قائلة ، انها عندما تراجع موظف ما لإنهاء معاملتك ، وهنا يتجرد البعض من الحس الانساني بالتلفظ بالفاظ نابية وموذية لسامعها المعاق ، كأن يناديك.. يا معاق او بكلمات تسبب الاذى والالم في نفوس الاشخاص المعاقين.
وبالرغم من صدور قانون بشأن حقوق الاشخاص المعوقين رقم (31) لسنة 2007 ، الذي يهدف للوصول الى تمكين كامل للمعاقين داخل المجتمع ، إلا ان النظرة للمعوق ما زالت تراوح مكانها بأن الشخص الذي امامك "معوق" وبالتالي فإنه قد يعيقك عن اداء عملك او قد يؤخرك عن موعد ما ، وهنا فإن المعوق والذي إبتلاه الله بأمر ليس له يد فيه ، يدفع الثمن ويتحمل المشاق وحده دون سواه.
امين عام المجلس الاعلى لشؤون المعوقين :
امين عام المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين الدكتورة امل النحاس قالت ان قانون حقوق الأشخاص المعوقين عرف في بنوده الشخص المعوق بأنه كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في أي من حواسه أو قدراته الجسمية أو النفسية أو العقلية إلى المدى الذي يحد من امكانية التعلم أو التأهيل أو العمل بحيث لا يستطيع تلبية متطلبات حياته العادية في ظروف أمثاله من غير المعوقين ، بالاضافة الى ان القانون كفل للمعاق الحق بالعمل والتعليم والتدريب المهني وتلقي التسهيلات البيئية ومنحهم إعفاءات ضريبية وجمركية والحياة العامة والسياسية والرياضية والثقافية الترويحية وغيرها ، إلا ان النظرة المجتمعية تشوبها ملاحظات تستدعي الوقوف عندها ، بما ان حق المعوق في الحياة امر كفله القانون وبالتالي فإنه ليس منّة او إستجداء.
التاريخ : 14-03-2011