أضرار الغناء
إن للغناء أضرار ومفاسد كثيرة فهوه يفسد العقل وينقص الحياء ويهدم المروءة ، وهو سبب ذهاب الغيرة و نور الإيمان من القلوب ويقرب من يستمعه من الشيطان ويبعده عن الرحمن، والغناء هو الذي أفسد الأمة وآثار الشهوات في نفوس الناس وهو الطريق الموصل إلى الزنا واللواط، وهو الذي ألهى الأمة عن القرآن وعن الذكر وعن الطاعة وأنبت النفاق في قلوب مستمعيه وحرك البنات الغافلات والبنين الغافلين إلى التفكير الخاطئ وإلى التفكير في الفاحشة والرذيلة وأصبح الواحد منهم في لليله ونهاره غارقا في بحر الأوهام والأماني الكاذبة والأفكار السيئة.
قال ابن القيم _ رحمه الله: الغناء هو جاسوس القلوب وسارق المروءة ، وسوس العقل ،يتغلغل في مكامن القلوب ،ويدب محل التخيل فيثير مافية من الهوى الشهوة السخافة والرقاعة والرعونة والحماقة ،فبينما ترى الرجل وعليه سمة الوقر وبهاء العقل وبهجة الإيمان و وقار الإسلام وحلاوة القران ، فإذا سمع الغناء ومال إليه نقص عقله ، وقل حياؤه، وذهبت مروءته ،وفارقه بهاؤه ، وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه وشكا إلى الله إيمانه ،وثقل عليه قرانه.
وقال رحمه الله في أهل الغناء:
تلي الكتاب فاطرقوا لا خيفة *** لكنه إطراق ساه لأهي
وأتى الغناء فكا لحمير تناهقوا *** والله ما رقصوا من لأجل الله
أدلة تحريم الغناء
إن الغناء محرم بالكتاب والسنة فمن القران قوله تعالى:{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذابك مهين ** (لقمان : 6)،
قال ابن مسعود في تفسير هذه الآيه :والله الذي لا اله إلا هو إنه الغناء وأقسم على ذلك ثلاثة مرات.
ومن السنة ما روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : (والذي نفسي بيده ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان بأرجلها صدره وظهره حتى يسكت ) وعن انس أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من جلس إلى قينه صب في أذنيه الانك يوم القيامة) الانك هو الرصاص المذاب ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن من أمتي أقوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلنا أقوم من جنب علم ( جبل ) ، تروح عليهم بسارحة يأتيهم الفقير لحاجة فيقولن ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ) . رواه البخاري .
فلو كان الغناء والمعازف حلالا لما ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم باستحلالها ولما جعل عقوبتهم كعقوبة من يستحل الخمر والزنا، ولو كانت حلالا لما توعدوا بهذا الوعيد لشديد. فمن استمع الغناء فهو مهدد بهذه العقوبة الفظيعة في الدنيا قبل عذاب الآخرة.
قال ابن القيم: ومن لم يمسخ منهم في حياته مسخ في قبره ....
أراء أئمة الإسلام في الغناء
اتفق أئمة المذاهب الأربعة وسلف الآمة على تحريم الغناء وأنه لا يتعاطاه ويستمعه ألا الفاسق وسفيه من السفهاء .
1**** مذهب الحنيفة : يقررالحنيفة في كتبهم أن سماع الغناء فسق وان التلذذ به كفر،وقد نص الحنيفة أن الغناء حرام في جميع الأديان ، وكيف يبيح الله ما يقوي النفاق ويدعو إلى الرذيلة والفاحشة
2**** مذهب المالكية: سئل مالك عن الغناء فقال : إنما يفعله الفساق ، وسأل رجل الإمام مالك عن الغناء فقال مالك : إذ جئ بلاحق والباطل يوم القيامة ففي أيهما يكون الغناء ، قال السأل : في الباطل ، قال مالك: والباطل في الجنة أو في النار ، قال في النار ، قال : اذهب فقد أفتيت نفسك .
3**** المذهب الشافعي : قال الأمام الشافعي : من استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته.
4**** المذهب الحنبلي : يقول الإمام أحمد أن الغناء لايعجبني ، إنه ينبت النفاق بالقلب ، والغناء باطل والباطل في النار .
فيا من تستمعون الغناء أما تكفيكم هذه الأدلة في تحريم الغناء ؟ لماذا هذا العناد والإصرار على سماعه وهو محرم .
إن الله خلق لكم السمع لتسمعوا فيه ما ينفعكم وتسمعوا فيه ما يرضي ربكم . فلماذا تسمعون فيه ما يضركم ويغضب ربكم من ساقط الكلام ورديء الأشعار، أهذا هو شكر النعمة ، لماذا تحاربون الله بنعمه وتبارزونه بالمعاصي ، لماذا هذا الاستهتار بأوامر الله ؟ أين تعظيم الله ؟ أما تخافون عقوبة الله؟ هل لكم صبر وجلد على النار ؟ هل تذكرتم الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط ودقته والحساب وشدته ؟ ألستم مسلمين ؟ إن المسلم لم يخلق لتوافه الأوامر كاللهوا والعب وسماع الغناء !! إن المسلم خلق ليعبد الله وينشر دين الله، ويجاهد في سبيل لله فلا تجعلوا غاية همكم هو سماع الغناء واللهو واللعب فإن هذا والله لا يليق بكم أبدا.