لا تسألني صديقي عن حزن ودموع لا تسألني
عن موت وظلام لا تسألني صديقي من أنا
ومن أكون لا تسألني صديقي عن حزني ولا دموعي
لا تسألني صديقي فإني صنعت لك تاريخ دولة فيها
جروح ومن خناجر يدك أصبتني بها موتي وحياتي
والألم أصبح الحكم في حياتي لا تسألني صديقي
كيف يكون وداعك يا صديقي فإني حزين لا تسألني
صديقي عن ضياع فأنت صنعت دولتي
وفيها الضياع لا تسألني صديقي فقط أهديتني
خنجراً في جسدي المهزوم لا تسألني صديقي من
أكون فإني ماضٍ بحياتي ومماتي وكل شيء
أصبح جزء من موتي لا تسألني صديقي أين أكون فأنت
يا صديقي في قبري وضعتني وأنا حي أعيش
وأنا ميت لا تسألني صديقي كيف أبكي
ودموعي لا تنزل فقط جف بحري وتراقصت
عيوني وتلألأت دموعي في عيوني وباتت نهر
حتى جفت ولم يعد دمعي معي لا تسألني صديقي
فأنت كنت سجاني في قبري وأنا كنت محبوس
به لا تسألني صديقي فاليوم ذكراك أصبحت بها
وطلبت منها أن ترحني بموت ينهي الألم الذي بات
جزءاً من حياتي فأنت من صنعت بحري وأنت
من طعنت صبري وأنت من دمرت حياتي ولم يعد
شيء موجود كل شيء أوهام كل شيء سراب لا تسألني صديقي
فإني سألت عنك وقالوا لي أنك ميت لا تسألني
صديقي فإني بكيت وأمسكت تراب قبرك
وتحسرت لا تسألني صديقي لما بكيت فقط كان
دمعي يسيل وصمتي يطول وجرحي لا يزول
لا تسألني صديقي كيف بكيت وأين مضيت فإني تائه
في حياتي وأطلب من الموت أن ينهي حياتي
لا تسألني صديقي لم صبرت وكيف انتهيت
لا تسألني صديقي فإني بكيت حتى
جفت عيوني وبكيت حتى بات دمي دمعي
لما هربت لما جرحت لما ذهبت لما لم تعد أين أنت صديقي أين أنت
كيف أبكي وأنا لا أملك دموع كيف أشكي
وإن صمتي بات حياتي فأين أنت لما هربت ولما ذهبت ولما ولما متتت
لا تسألني صديقي عن ضياع فإني في ضياع
لا تسألني صديقي عن أحلام فإن موتي حلم في حياتي
لا تسألني صديقي فأين ذهبت وأين مضيت وكيف
أصبحت وكيف نمت فأنت ذهبت وأنا بكيت وأنت
ارتحت وأنا دخت في حياتي والألم أصبح أجمل أمنياتي
لا تسألني صديقي عن أصحابي فكلهم جرح
وكلهم بلا نداء لا تسألني صديقي عن حب فقط
مات قلبي ومات حبي فأين أنت تحت التراب جليس
لما أنت هناك لما لا أسمع صوتك قل لي
صديقي لما جرحت ولما هربت ولما مت
الألم أصبح
وحزن أمسى
وحياة باتت جرح لا ينتهي فأين انت
لا تسألني صديقي كيف أنام فعيوني باتت
جمر من نار لا تنام ولا أنام لا تسألني صديقي أين أكون
فإني هناك بجانبك بانتظار كلمة منك
لا تسألني صديقي
من انا ومن أكون فإني في ضياع وبكاء أصبح
كل ما في حياتي ولم يعد شيء سوى حلم يراودني في قبر يجمعني
ذكراك صديقي اليوم ذكراك جرح لا ينتهي
وبكاء بصوت يعلو ودموع لم تهجر عيوني
لا تسألني صديقي عن الأيام فلم يعد اليوم من
أمس وغد ما عدتُ أعدها فإنها
لا تأتي فكل أيامي هي حزن وخناجر أصحاب
لا تسألني صديقي عن حياتي فهي مماتي
لا تسألني صديقي عن الألم فهو كل ما في حياتي
بحر الألم ذكرى صديقي
الوحيد
لقد عانقني موتي
فكتبت لك صديقي
بحر الألم