[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة جسد غُذِّي بالحرام "
http://www.thgaftna.com/vb/imgcache/2/6789alsh3er.jpg&t=1" border="0" alt="6789alsh3er" onload="ResizeIt(this,400,600)" />
" إن الله قسّم بينكم أخلاقكم كما قسّم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من يحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، ولا يكسب عبد مالاً حراما فينفق منه فيبارَك له فيه ولا يُتصدق منه فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن "
أيها الأحبة : أكل مال الحرام وتناوله على أي وجه كان يوصل صاحبه إلى غضب الله تعالى ، وهي طريق تسلك صاحبها إلى جهنم والعياذ بالله ، وفي صحيح مسلم حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنّى يُستجاب له . وعن أنس رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أدعو الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال صلى الله عليه وسلم : " يا أنس أطب كسبك تُجبْ دعوتك فان الرجل ليرفع اللقمة الحرام إلى فمه فلا يستجاب له دعوة أربعين يوما "نرى أيها الأحبة أن آكل الحرام - عافانا الله – بعيد عن اله ، بعيد عن طاعته ، بعيد عن جنته ، فالإنسان الذي لا يبالي من أين جاء بالمال عليه أن يقف مع نفسه ويحاورها إلى أن يخلص إلى نتيجة ترضيه وتبعده عما هو عليه " .
أكل الحرام لا يكون بالمال فقط ، إنما له وجوه كثيرة منها : استغلال الرجل وظيفته بأن يأخذ مواداً أو غير ذلك له شخصيا ومنه : الزيادة في البيع والشراء ومنه استيفاء أموالا أو غيرها لقاء خدمات ليست بحاجة لجهد أو عناء ومها الأخطر وهي أكل مال الله تعالى مثل الصدقات والزكاة وأخذ أشياء من بيوت الله تعالى وكأنه ماله الخاص .
عن ابن عمر رضي اله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدنيا حلوة خَضِرة من اكتسب فيها مالا من حلّه وأنفقه في حقه أثابه اله وأورثه جنته ، ومن اكتسب فيها مالا من غير حلّه وأنفقه في غير حقه أدخله الله تعالى دار الهوان ،
ورب متخوّض فيما اشتهت نفسه من الحرام له النار يوم القيامة " .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من لم يُبال من أين اكتسب المال لم يبالِ الله من أي باب أدخله النار "
ويقول أبو هريرة رضي الله عه [لإن يجعل أحدكم في فيه - فمه – ترابا خير من أن يجعل في فيه حراما ]
روي أن ملكا على بيت المقدس ينادي كل يوم وكل ليلة : ( من أكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ) يعني لا يقبل منه فرضا ولا نافلة أي لا يقبل اله عبادته .
وفي نفس السياق يقول أحد العباد : ( إن الشاب إذا تعبُد أي عبد اله وقام بالواجبات قال الشيطان لأعوانها نظروا من أين مطعمه ، فإن كان مطعم سوء قال : دعوه يتعبّد ويجتهد فقد كفاكم نفسه إنَّ اجتهاده مع أكل الحرام لا ينفعه .
وقال وهب بن الورد : لو قمت قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك أحلال أم حلال وقال سفيان الثوري : من أنفق الحرام في الطاعة فهو كمن طهّر الثوب بالبول .
وفي الحديث الشريف : " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه " .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة جسد غُذِّي بالحرام "
وفي مشهد مهيب من مشاهد الآخرة : يؤتى يوم القيامة بأناس معهم من الحسنات كأمثال جبل تهامة حتى إذا جيء منهم جعلها الله هباء منثوراً ، ثم يقذف بهم في النار . فقيل يا رسول الله : كيف ذلك ؟ قال : كانوا يصلون و يصومون و يزكون و يحجون غير أنهم كان إذا عُرض لهم شيء من الحرام أخذوه فأحبط الله أعمالهم .
القمار والمال الحرام
من الآفات التي أصبح مجتمعنا يشكو منها أكل أموال الناس بالباطل، أي أكل أموال الغير ظلماً وعدوانا كالغصب والخيانة والاحتيال والخداع والغش في المعاملات والقمار.
وفي هذه الآيات الكريمة ينهانا الله سبحانه وتعالى عن أكل أموال الناس بالباطل بشتى أنواع الطرق والوسائل.
وقوله تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم أي أن تكون تجارة حرة شريفة بعيدة عن المرواغة والغش والخداع، وقد حذر عليه الصلاة و السلام من أكل الحرام عموماً بقوله: (كل لحم نبت من حرام من حرام فالنار أولى به).
و لقد حرم الله القمار وسماه ميسراً في قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .
وسبب تحريمه أنه أكل أموال الناس بالباطل المنهي عنه في الآية السابقة، لذلك فالميسر أو القمار هو من أكبر الكبائر، حيث ذكر الله عز وجل بالخمر والأنصاب والأزلام، والغاية من تحريمه أن الله تعالى يريد من المسلم أن يكسب معيشته بالطرق المشروعة كالبيع والشراء والفلاحة والصناعة وسائر الحرف والمهن.
والقمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والصدفة والأماني والأحلام الكاذبة، دون الاعتماد على الله عز وجل والتوكل عليه في مباشرة الأعمال الدنيوية المشروعة، هذا ومن جهة أخرى فإن الإسلام يعتبرالمال الحلال له حرمة.
فلا يجوز أكله بالباطل، والرسول يقول: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، إلا عن طريق معاملة شرعية أو عن طيب نفس منه بهبة أو صدقة، أما أخذه منه غصباً عن طريق القمار فهذا هو عين الحرام وأكل المال بالباطل.
وحرم الله القمار أيضاً لأنه يورث العداوة والبغضاء بين الناس، وإن أظهروا بألسنتهم الرضا فإنهم دائماً بين غالب ومغلوب، والمغلوب وإن سكت فإنه يسكت عن حقد وعداوة شديدة و يحقد على من خاب أمله ويعادي من فشلت صفقته، وخسرت تجارته، والخسارة تدفع الخاسر إلى المعاودة لعله يعوض في المرة القادمة ما خسره في المرة السابقة، وكذلك الغالب تدفعه نشوة الربح إلى التكرار، ويدعوه قليل الربح إلى كثيره، ولا يتركه فيؤدي ذلك إلى الإدمان على هذه الآفة وعدم التوبة منها حرصه أن يقلع ويتوب، وصاحب نادي القمار كالمنشار في كل مرة يأكل من الفريقين، وفي أكثر الأوقات كل مال المتقامرين يتجمع له، وبعد برهة ينتقل الرابح من نشوة النصر إلى غم الإفلاس والخسران، وهكذا دائماً أبداً بشكل يشد كلاً من الرابح والخاسر إلى طاولة اللعب ولا يمكنه من الإفلات عنها .
وهذه هي كارثة الميسر على الفرد والمجتمع، زد على ذلك أن المقامر مشغول عن واجبه تجاه ربه وواجبه نحو ذريته وأولاده وبيته، ولا شك أن من دخلت هذه المعاملة المنكرة قلبه فأحبها فقدلا يتورع من أجلها أن يبيع دينه وعرضه ووطنه، فإن علاقته بهذه الكبيرة تغرس في قلبه حب المقامرة بكل شيء وحتى بشرفه وعقيدته وقومه ووطنه في سبيل كسب باطل موهوم.
وصدق الله العظيم حيث يجمع بين الخمر والميسر في آياته وأحكامه فهو سبحانه يعطينا النتيجة المترتبة عن الخمر والميسر ويبين أضرارها على الفرد والمجتمع والأسرة والوطن والأخلاق بقوله تعالى: إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .
وفي إحدى الولايات المشتهرة بالقمار بات يعرف عندهم أماكن كثيرة مرتفعة يلقى المقامرون أنفسهم منها لينتحروا بعد الإفلاس من كل ما يملكونه فبعد أن يلعب المقامر على كل شىء يملكه بما فيها، زوجته وسيارته فإذا خسر طاولة اللعب صعد إلى هذه الأماكن.. لينتحر أي ليقتل نفسه والعياذ بالله.
ذلك أن المقامر قليل الشرف والدين والضمير و الأخلاق.
لا يتحرج عن تقديم زوجته وبناته لكسب المال ليلعب به، ويبيع كل شيء تصل إليه يده ليقامر به حتى فراشه الذي ينام عليه، وهذه مسائل مشاهدة رأي العين في المقامرين تجده يقترض في أول الشهر وقد يسرق من طعام أطفاله كل ذلك من أجل القمار.
لقد اتخذ القمار في البلاد صفات وألواناً متعددة، فهيئت له النوادي، وبنيت له المراكز الخاصة به، وأصبح له رواد من الأغنياء والفقراء، وكل هذا من حملات الفساد التى دخلت على المجتمعات ولم تكن فيهم و قد أطلقوا على القمار أسماء كثيرة فسموها باللوتو واليانصيب، ونشروها بين أبناء المسلمين ليستغلوا بها العقول ويستولوا بها على الضمائر، فدخل القمار البلاد الإسلامية بجميع أنواعه، ولربما هناك بعض أنواع القمار محرمة في بلاد غير المسلمين، لكن في بلاد المسلمين مباحة وأبوابها مفتوحة بكل حرية ومزدحمة بالطماعين المتكاسلين والعاطلين، فاشتغل كثير من الناس بهذه الآفة الخطيرة (القمار) وتعلقت قلوب الرجال والنساء والأطفال بالربح الخيالي الذي ينتظرونه في كل لحظة عن طريق الميسر والقمار، والمستفيد الوحيد من هذا كله هم أعداء المجتمع الذين لاتشفق قلوبهم على تفكيك الأسر وهدم البيوت من وراء القمار، والمسؤولية العظمة والعلاج الناجح يبقى وإنما بيد المجتمع عموماً حكاماً ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، فكم من أولاد في الشوارع من غير تربية ولا تعليم وكان سبب هذا التشريد أبوهم المقامر، وكم من نساء خرجن للبغاء والفساد بسبب القمار، وكم من أرواح أزهقت ونفوس قتلت وخاصة من الشباب بسبب هذا الداء العضال داء القمار والميسر والجالية التى تغربت عن البلاد ينبغي أن تعي تماما أن هذا الداء يحمل من هنا وهناك وينشر بين الناس ألا فاحذروا وأقلعوا عن هذه المعاملة المحرمة، وهذا الفعل الشنيع الذي حرمه ربنا في كتابه ورسولنا في سنته وأجمع المسلمون على تحريمه حيث يؤدي العمل به إلى أكل أموال الناس بالباطل والاعتداء على أموال الناس وغصبها، والواجب على كل مسلم أن يكسب المال من الحلال ليكسبه من الطرق المشروعة النظيفة الخالية من الشبهة والريبة، فالرسول يقول: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).