ضربت فجر امس مزروعات وادي الاردن موجة صقيع جديدة خلال اسبوعين الا انها اقل ضررا واوسع مساحة من ضربة الاسبوع الماضي وذلك بسبب تدني درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوي بحسب محطة ارصاد دير علا الجوية.. حيث بلغت درجة الحرارة في الباقورة - 4 وفي وادي الريان - 2 .
وانحصرت اضرار الامس في المناطق الزورية والوحدات الزراعية المحاذية لكتار نهر الاردن وتراوحت نسب الاضرار ما بين %20 - %60 في محاصيل الكوسا والباذنجان والفاصوليا والفلفل وغيرها من المزروعات حيث احتلت الكوسا المرتبة الاولى في اضرار الصقيع خلال موجاته المتتالية في حين اصابت موجة الامس اشجار الموز شمال الوادي.
واشارت مصادر محطة دير علا الجوية الى ان هذه الموجة الباردة والقادمة من سيبيريا ستستمر حتى صباح الاربعاء المقبل.. مما يؤكد استمرارية الخطورة على مزروعات الوادي المختلفة.. مما يضطر المزارعين لان يكونوا في حالة تأهب قصوى خلال هذه الفترة لتدفئة مزارعهم وريها لحمايتها من خطر الصقيع.
وناشد المزارعون سلطة وادي الاردن اسالة المياه للوحدات الزراعية لريها ليلا لمنع حدوث التجمد في المزروعات.. الا ان مصادر السلطة المسؤولة اكدت عدم توفر مياه كافية للاسالة بسبب تراجع المخزون المائي الاستراتيجي الى الخط الاحمر اثر انحباس الامطار خلال الموسم الحالي وبحسب ما افاد امين عام سلطة وادي الاردن المهندس موسى الجمعاني.
وشوهد المزارعون امس ينقلون الاطارات المستعملة والزيوت العادمة ويقومون بوضعها في مزارعهم تمهيدا لاشعالها ليلا كما فعلوا ليلة امس الاول في مواجهة موجة الصقيع.
وفي الاغوار الشمالية تعرضت المزروعات لضربة صقيع قاسية صباح أمس أدت إلى تفاقم الإصابة بين المزروعات وإحداث أضرار إضافية لتلك التي حدثت أواخر الشهر الماضي .
ويتوقع أن تزداد الإصابة اليوم وغداً نظراً لاستمرار حالة تشكل الصقيع في المنطقة حسب توقعات دائرة الأرصاد الجوية إلى نهاية الأسبوع.
وقامت المهندسة نجاح مصالحة مدير زراعة وادي الأردن أمس بجولة شملت مختلف مناطق الأغوار الشمالية المتضررة.
وقالت لـ"الدستور" أن المديرية شكلت لجانا مشتركة ما بين الزراعة والمالية وسلطة وادي الأردن واتحاد المزارعين لحصر الأضرار التي حصلت الشهر الماضي وسوف تستمر بعملها خلال هذه الأيام لحصر أية أضرار جديدة علماً بان احتمالية توسع الأضرار قائمة وبشكل كبير.
وبينت بان اللجان ستعمل على قياس نسبة الأضرار والمساحات المتضررة ومن ثم يتم رفعها إلى الوزارة لاتخاذ ما تراه مناسباً .
وبين المهندس الزراعي سمير الشوحة مدير عام مزارع بساتين الصالحية بان المنطقة لم تتعرض لمثل هذه الموجة منذ ثلاثين عاماً ، مؤكدا ان الإصابة قاتلة لجميع المزروعات في المناطق الزورية ومحدثة لاضرار فادحة باقي المناطق.
وقال" بان جميع طرق الوقاية لم تفلح في الحد من الأضرار لقوة الضربة والتي أثرت على المزروعات الشتوية مبيناً بان أصناف الكوسا والفلفل والبطاطا والباذنجان وأشجار الجوافة تضررت بشكل تام إلى درجة الجفاف .
وطالب المزارع عاهد الشوبكي سلطة وادي الأردن بإسالة المياه خلال أيام موجة الصقيع للتخفيف من نسبة الأضرار.
وقال المزارع ناصر البسندي بان الأضرار اكبر من المتوقع وان الإصابة تعدت إلى الزراعات المحمية أما بالنسبة للمزروعات المكشوفة فالإصابة مئة بالمئة.
من جانبه أكد المهندس فاروق كنعان مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى بان السلطة تعمل على إسالة المياه للمزارعين طيلة أيام موجة الصقيع.
ولفت كنعان إلى ضرورة تعامل المزارعين مع أيام الصقيع وبأقصى درجات المسؤولية ويبدون كل تعاون فيما بينهم وبين السلطة مبيناً بان السلطة تعمل على إسالة المياه خلال الدورة المائية العادية في ساعات النهار كل حسب دوره وفي أيام الصقيع تعمل السلطة على زيادة معدل الإسالة .
وتمنى على المزارعين التعاون وتوفير مياه النهار في البرك ومن ثم إسالتها للمزروعات خلال ساعات الليل للحد من أضرار الصقيع لافتاً إلى عدم قدرة سلطة وادي الأردن إسالة المياه إلى جميع المزارعين في وادي الأردن من شماله إلى جنوبه في ليلة واحدة وإنما تتطلب الأمور التعاون وعدم إسالة المياه دون حاجة .