في يَومٍٍ من أيامي البارِدة ،،، وَقفتُ وَ بِيَدي قَدَح مِنَ
الشاي الساخن ،، أسْتَعيرُ مِنْهُ الدفءَ لأطرافِ أصابعي
المُتجَمدة ومَع هطول المَطر ،، الذي تَرسُم قَطراته تلك الخُطوط
المُتَعرجة على النوافذ فَلا أفهمَ ماتَعنيه مَساراتها سُوى
أنها شَيئاً ،، فَشَيئاً تـَحـجُب عَني مَنظر حديقتَي الجميلة ، وأحاولُ
عَبثاً مَسْح النافذة مِن الداخل كَمحاولةٍ يائِسة لاسْتعادة جَمال
فقدتُه قَبْلَ الآن ،،
حاولتُ أن أجمعَ قوة الْبَصَر لِتَنفَذَ مِنْ خِلالِ الزجاجِ الذي عَبَثَ بنقاءِهِ
المَطَر ،، وتَدخلتْ ذاكرتي فََنَجَحتُ في جَلبِ صورَتُكِ لِتكونينَ أمامي
وجهاً ،، غادَرَتهُ المَلامِح ،، وأعودُ مِنْ جَديد في مُحاولتي لتَنقِيَتُكِ ،،،
أقصِدُ صورَتُكِ ،،،، مِنْ غِشاوة حالَتْ بَيْني وبَيْن أجْمَلِ وَجهٍ عَرَفَهُ
الماء ،، فَقَد كنتِ دائماً تُواجِهينَ المَطَر لِتُعانِقَ قطراتُهُ عَيْنَيْكِ ويَنْزِلَ
على خَدّيكِ وكأنهُ أول البُكاءْ ،،،،،،،، فأرثيكِ ياجميلتي في قلْبي
وأواسيكِ بِخُبثٍ ،، أو لَعَلّهُ بعضُ ما اسْتَبْقَيْتُهُ لَكِ مِنْ دَهاءْ
وَها أنا الْيَومَ في حيرَتي ،، أُطيلُ النَظَر ،، وَلا مَلامِحَ مِنكِ ،، لألقي
بالْتُهمَةِ على المطَر ،، فهوَ ولَيْسَ غَيْرَهُ منْ غَيّبَ عَنّي تَفاصيلَ
جَمالُكِ ،، وَما عُدتُ أمَيّزكِ مِنْ بَيْنِ وجوهُ الْبَشَر
فَهل حَقّاً كانَ جَمالُكِ بَريئاً فَلا تَعْلوه غِشاوة
الْعَصرِ المَنكوب ،، أمْ كانَتْ عَيْني لا تُجيدُ البَصَرْ
سَأعترِفُ لَكِ بِحقيقَة ،، فَلَيْسَ لكل المَواسِم أكذوبةَ الشتاءْ
لَم يَكُن هنالكَ ،،، بَردٌ ،،، ولا قدحُ ،،، شاي ،، ولا ،، مَطَر
لَم يَكُنْ سوى وَجهُكِ ،،،، وَعَيْنايْ
فانْظري أيُّهما ،،، غَـدَر