ملكة الأردن تتفاعل مع معجبيها عبر فايسبوك ولا تتجاهل تساؤلاتهم !
[/FONT]
[FONT=Tahoma]هل ترغب في أن تتوجه بسؤال مباشر وصريح إلى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وتتلقى رداً مباشراً منه على سؤالك؟ هل فكَّرت في أن تصغي إلى الملكة رانيا العبد الله وهي تخبر بحماسة عن مجريات آخر رحلة قامت بها إلى واشنطن؟ هل تريد أن تلقي تحية المساء على الشيخة موزة، عقيلة أمير قطر؟ هل ترغب في أن تسجِّل موقفاً متحفظاً على السياسة الوسطيَّة التي يعتمدها رئيس الجمهورية اللبنانيَّة العماد ميشال سليمان، وتضمن أنَّه سيقرأ بنفسه ما كتبت قبل أن يخلد إلى النوم؟.
هذه بعض فضائل اندفاع السياسيِّين العرب إلى التواجد عبر الفضاء الإلكترونيّ، متخذين من الشبكات الاجتماعية على غرار فايسبوك وتويتر منابر تتيح لهم التواصل مع شعوبهم من دون الحاجة إلى وسيط. وفي العامين الماضيين، تنامت هذه الظاهرة، وتكاثر روَّادها من الساسة العرب، حتى بات لعدد كبير منهم حسابات على هذه المواقع، يتواصلون من خلالها مع جماهيرهم. وإذا كان ثمَّة من فائدة للشبكات الاجتماعية في العالم العربيّ، فهي أنَّها أنزلت السياسيِّين من أبراجهم العاجية، وجعلتهم أكثر تماساً مع شعوبهم. لكن يبقى السؤال قائماً: هل يدير السياسيون حساباتهم على فايسبوك وتويتر بأنفسهم، أم أنّهم يعهدون بها إلى مستشاريهم؟
تعتبر الملكة رانيا مواقع التواصل الاجتماعي العالمية من أكبر محركات التغيير الإجتماعي حول العالم، وهو الأمر الذي تورده بإستمرار في مداخلاتها ورسائلها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وأظهرت دراسة حديثة أن الملكة رانيا تحتل المرتبة الثالثة عالميا في إظهار قوة التواصل مع معجبيها ومحبيها على صفحاتها على موقعي فايسبوك وتويتر، علما بأن الملكة دائمة الظهور على صفحتها، وتتفاعل بسرعة كبيرة مع الرسائل والتعليقات التي تتضمنها صفحتها التي يزورها أكثر من مليوني شخص حول العالم.
خلال العامين الأخيرين تجولت الملكة بكثافة على الشبكة العنكبوتية، التي يستخدمها في الأردن نحو 25% من سكانه، وظهرت للمرة الأولى على مواقع التشبيك الاجتماعي صيف العام 2008، وكانت خطوة لا سابق لها بين سيدات الشرق الأوسط الأول.
وأنشأت ضمن نشاطات مكتبها الخاص موقعا رسميا تفاعليا لها، بدأت تتفاعل مع زواره، ومريديه، بل وتطوعت مرارا للرد بنفسها على أي أسئلة تتعلق بالمواضيع التي يطرحها الزوار، وسط إنطباعات بأن جلالة الملكة تشرف شخصيا على دعم جميع المبادرات التي تستهدف تطوير ثقافة الإتصال والتكنولوجيا في الأردن، فيما لوحظ نشاطها الكثيف أيضا في تصفح مواقع إخبارية أردنية، وكتابة تعليقات على بعض الأحداث في الأردن.
وتجنبت جلالة الملكة الردود الرسمية أو المقتضبة في إطلالاتها الإلكترونية، بل أنها خاضت نقاشات طويلة مع زوار على صفحاتها الإجتماعية، وتطرقت الى جميع الموضوعات من السياسة والاقتصاد والرعاية الاجتماعية، ولم تتردد في الحديث عن علاقتها الشخصية بجلالة الملك، وأسرتها ومن ضمنهم ولي العهد الأمير حسين بن طلال، واصفة للزوار طبيعة رحلات الإستجمام التي يقضونها في الإجازات الخاصة، بعيدا عن المسؤوليات الرسمية التي تطبع سمات العمل والجولات ذات الطابع الرسمي، ومفضلة الحديث عن الأماكن السياحية العالمية التي سافرت إليها، وتركت فيها أثرا لا يمحى.
وقبل شهرين لوحظ أن صفحة الملكة رانيا على موقع التفاعل الإجتماعي تويتر قد تخطى عدد روادها المليوني فرد حول العالم.
ويبدو أن الملكة لا توكل مهمة الإتصال والتواصل والتفاعل مع الزوار الى أي من العاملين في مكتبها، إذ تشرف عليها شخصيا، وتكتب رسائلها بإستمرار، إذ يسهل في الأردن وخارجه أن تجد من يقول لك أنه سأل الملكة عن حياتها، أو رأيها في عملية السلام، أو أوضاع الفقر حول العالم، وكذلك مبادراتها الإنسانية، والأهم أن هؤلاء يؤكدوا بأنهم تلقوا إجابات ومداخلة تحمل توقيع الملكة رانيا.
وفاجأت الملكة الشهر الماضي، رواد صفحتها على تويتر، بعد ساعات من إعلان نبأ تعرضها لأزمة صحية عادية، بأن أطلت عليهم، للرد على مئات آلاف الرسائل التي وصلتها حول العالم للإستفسار عن صحتها، بأن شكرتهم، وحددت لهم موعد عودتها الى عمان، شارحة بأنها قرأت جميع الرسائل التي وردت لصفحتها، وأنها كانت كفيلة بأن تساعدها على تجاوز العارض الصحي، قبل أن تومئ بأن قلبها سيخفق بقوة أكبر خلال الأيام المقبلة، لأنها مصممة على الإستمرار في تقديم العون والخدمة إليهم.
وخلافا لصفحتها على تويتر تبدو صفحة الملكة على موقع فايسبوك بأنها من تصميم ومتابعة فريق محب للملكة الأردنية، إذ لا تظهر الصفحة أي تفاعل شخصي منها، بل تورد هذه الصفحة بإستمرار نشاطات وتحركات الملكة، وصورها الملتقطة لها في المناسبات الأردنية والعالمية، مع وجود تعليقات لأكثر من أربعة ملايين معجب، تثني على ثقافة وأناقة الملكة، وتواصلها الدائم مع المبادرات الإنسانية العالمية.
حراك سياسي إلكتروني
أردنيا لا يبدو أن الملكة وحدها من باتت تعتمد مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل الداخلي والخارجي، فقد بادر رئيس الوزراء سمير الرفاعي المولع بالتكنولوجيا الى إنشاء صفحة له على موقع تويتر، وبات دائم التدوين عليها بشأن نشاطاته وقراراته السياسية التي يتخدها، كما أنه يخوض بصفة مستمرة في نقاشات ومداخلات مع مواطنين عاديين، يناقشونه بشأن سياسات حكومته، وآثارها السياسية والإجتماعية والإقتصادية، إذ يدون الرفاعي غالبا على صفحته ملخصا لأبرز اللقاءات والنشاطات الحكومية التي يقودها.
وقبل نحو شهرين، زعمت صحافية أردنية أنها تعرضت للتهديد شخصيا من الرفاعي بالإحالة الى محكمة أمن الدولة رداً على مقال ناقد للحكومة، فلم يتردد رئيس الوزراء في التعليق أن هذا الأمر معتبراً أنه "محض تلفيق"، بعد أن سأله مواطن أردني على صفحته مباشرة حول مزاعم الصحافية الأردنية، شارحا بأنه عاتبها على تجاهلها لإنجازات حكومته، لكنه لم يهددها أبدا.
كما ظهر أغلب وزراء الحكومة الأردنية على موقع تويتر وهم يتفاعلون مع رواد صفحاتهم، وسط تندر شديد من بعض الجهات المعارضة للرفاعي، ولسياساته، إذ وصفت أطراف أردنية على سبيل التهكم الحكومة الحالية بأنها "حكومة تويتر"، بسبب كثافة ظهور وزرائها على مواقع التشبيك الاجتماعي.
وكان وزير الخارجية ناصر جودة قد تنبه الى إستغلال وسائل الإعلام لخطأ لغوي وقع به في أحد تدويناته، قبل أن يقوم بالتوضيح عبر تويتر، ولم يستخدم وسائل الإعلام للرد على تكبير الخطأ الذي وقع به، فجودة قال في أحد تدويناته أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقيم "عشاء" ، يحضره الوفد المرافق، إذ كتبت بعض وسائل الإعلام بأن الأردن بلد إسلامي، وملكه مسلم فكيف سيتعشى جودة في شهر رمضان المبارك، ولن يراعي الوفد الأردني، أو الدولة المضيفة التقاليد الإسلامية بشأن موعد الإفطار.
ولم يترك جودة الأمر يمر دون تدوين توضيحي، إذ ظهر على صفحته ليؤكد بأنه استخدم اللفظ الذي إستخدمه البيان الأميركي الصادر عن البيت الأبيض، وأن الأردن لا يستطيع تغيير مصطلحات وصيغة البيانات الرسمية الأميركية، وأن الوفد الأردني بالطبع سيلتزم بموعد الإفطار، بما يتوافق مع توقيت العاصمة الأميركية واشنطن، وأن تدوينه السابق لا يعني أنه لا يصوم.
صفحات وهمية
لم يخل تفاعل الساسة الأردنيين مع مواقع التواصل الاجتماعي من رغبة البعض في تمرير وسائل النصب والإحتيال الى داخل حلقات المواقع الإجتماعية، ففي شهر نيسان (أبريل) الماضي ظهرت فجأة صفحة على فايسبوك لسياسي أردني معروف بقربه الشديد من العاهل الأردني، وظهرت صورته، وبعض تدويناته.
وبعد ساعات قليلة من ظهور الصفحة كانت قد وصلتها آلاف طلبات الصداقة من مختلف اتجاهات الشعب الأردني، قبل أن يبدأ منشئ الصفحة مساع للإيقاع بالضحايا على المستويين المادي والأخلاقي، بعد أن تلقى آلاف الطلبات الخاصة بالدعم المالي، والتوظيف، والمساهمة في مشاريع.
وما كان من أصدقاء السياسيّ الأردني إلا أن يتصلوا ليسألوه عما إذا كان هو فعلاً صاحب الصفحة ، إلا أن السياسي الأردني فوجئ بالأمر، فلم يكن يعرف شيئا عن الصفحة، وبادر بالإتصال بإدارة الموقع الإجتماعي وطلب منهم بوسائل قانونية أن تتم حذف تلك الصفحة لأنها تسيء إليه، وأنها من الممكن أن توقعه بمشاكل وورطات قانونية، وهو الأمر الذي تفهمته إدارة فايسبوك وقامت بحذف الصفحة فورا.