قصيدة وجدانية للدكتور .. عبد الرحمن العشماوي
قلب الموله .. عزف فوق أوتار الحب !
مدخل .....!
سمع القلب يوما طرقا على بابه ... فهب فزعا فقد عاهد نبضه منذ زمن أن لا يستقبل أحدا بين جنباته فقد كفاه ما لاقى من الوجد ... وبهدوء حذر فتح الباب فوجد تذكرة مجانية معلقة فوق جداره تدعوه لتأمل حروف شعرية مطرزة بأنين الوله ... وحيرة السؤال ... وهمس البوح !
من أجل ذلك .... أهدي قراءتي المتواضعة لمن دعاني لتذوق هذه الرائعة العشماوية ... !!
مالي وللقلب المعذَّبْ ** يقتاتُ من ألمي ويشرَبْ
بداية حائرة ... ترسم لنا طريق متعرج من الألم المبرح الذي يمتد أمام الشاعر ليرسم على جانبيه سؤال كبير تتدحرج صخوره بكل قسوة حتى إذا لم تجد له جوابا .. هرعت إلى جدران القلب تدك صموده فتقتلع أعمدة صبره وتصبره .. ويظل السؤال عائما في نفس الشاعر .. كيف أفتح أبواب قلبي للحب ليهوى بمعاوله فوق جدرانه الناعمة و يقتات من تلافيفه الشفافة ما يمنحه إكسير الحياة .. ويمنحني لوعة الحنين وقسوة الوجد ... ومرافقة النجم في ليله البهيم !
ما كان أغناني عن ذلك ؟
مازال يخفق حين يلقى ** طَيْفاً، وللهمساتِ يطربْ
ويهيم حين يرى ظِبَاءً ** في ساحة الأشواقِ تلعبْ
وكأن الشاعر .. أحس بالحنان الجارف نحو قلبه ....... أو شعر بأنه قسى عليه بسؤاله هذا ... فاقترب منه ماسحا على جدرانه بعطف بالغ ... مناجيا إياه ..نعم أيها القلب ... منذ عرفتك وأنت رقيق النبض ... شجي العاطفة ... مخملي الإحساس .... يهزك الطيف الهامس .. يرحل بك نحو عالم الصفاء ... يطربك لحنه .. حتى أنك تهيم مع ظباء الشوق وتقفز معها في ساحتها غير مكترث بوقع الشوق المؤلم على دربك .. !
.. مالي وللقلب المُعَنَّى **مازال في الآهاتِ يرغَبْ
وكأن شريط الذكريات المؤلم عاد يدور من جديد .. وهنا تنتفض روح الشاعر.. تعاتب القلب ...
الذي لا يقدر عواقب العناء الذي تنتظره إن هو استمر في سلك دروب الحب الوعرة ... التي تنبت آهات الألم على جنباتها .... ويعود السؤال مرتجفا بغضب ... أي عناء ستجره عرباتك العنيدة إلى محطة انتظاري أيها القلب المعنى ... أتهزك ألحان الأنين حين تضطرم نارها بين جدرانك .. عجبا لأمرك ما اشد عناءك وما أروع احتفائك به رغم ذلك !
مازال أبعدَ عن سُلوِّي ** وإلى لهيب الشوق أَقربْ
نَبَضاتُه هزَّتْ جَناني ** فأنا بها دوماً أُعذَّبْ
يتحسس الشاعر جنون الحب في صدره ... وكأنه يطالب نبض قلبه بالهدوء قبل أن تشتعل حرائق الشوق ويتعالى لهيبها ... كف أيها القلب عن العدو بسرعة .... فما زلت بعيدا عن حلمك ...الذي تعدو إليه .. فلا تعذبني معك في حكاية حلم ترتحل به السنون وما رسى فوق مينائه بعد !!
يرضى إذا أَعْلَنْتُ شوقي ** وإذا كتمتُ الشَّوقَ يَغَضَبْ
مازلتُ مِن خَفَقانِ قلبي ** ومِن اشتعال الشَّوق أَعجبْ
ما أغربك أيها القلب ... هكذا قال الشاعر وهو يستند على جدران قلبه .. مغمضا عينيه .. راحلا نحو المدى البعيد ... أتدري إني أراك كالطفل الصغير فحين أهرع إليك .... تركض نحوي يسابقك نبضك الصادق معلنا .. رضاك بثورة الشوق التي ألقاك بها .... وان رأيتني يوما قد اتشحت برداء التصبر والصمت ... رايتك تغضب .. وتتذمر كطفل عنيد يضرب الأرض بقدميه تعبيرا عن غضبه ..!!
ياليت لي من نار شوقي ** ولهيبها في الصَّدْر مَهْرَبْ
تنهيدة طويلة .... أو قل إن شئت زفرة حارة ... يطلقها الشاعر ... في لحظة تمني ممزوجة بالألم .. ليتني اهرب من نار الشوق التي تشتعل في الصدر .. لكن ... أنى المهرب .... وحيث ارتحلت ... ترتحل معي أيها القلب ... ألا من فكاك منك ؟!
إنْ كان في الدنيا غريبٌ ** من أمرِها، فالحُبُّ أَغْرَبْ
نارٌ يعاني من لَظاها ** مَنْ ذاق لوعتَه وجرَّبْ
تَعَبٌ يُريح، فكلُّ قلبٍ ** يهوى، إذا ما ارتاحَ يتعَبْ
كأن الشاعر يأنس بحديث النفس ... ويجد فيه شيئا من السلوى التي تشرع أمام ناظريه أبواب التأمل اللامحدود ... لفلسفة الحب الغريبة ... !
يتكئ الشاعر على ... جذع سدرة معمرة ... وعلى قسمات وجهه ترتسم علامات التعجب ... يفكر ... ما تعريفنا للغرابة ؟ فحين تمر بنا حادثة غريبة في هذه الدنيا ... تندهش لها نفوسنا ... وتتطاير فوق رؤوسنا ألف علامة استغراب وتحلق فوقه ألف ألف علامة تعجب ... وتتعقد حبال تفكيرنا وهي تبحث عن تفسير لغرابة ما حدث .... لكن أتعلم أيها القلب ما أغرب من هذا كله ؟
انه الحب ... نعم .. فعند عتبته تنقلب الموازين .. وتمتزج الرؤى.. وتشتعل الأزهار الندية ..هو بركان يقذف حممه داخل أروقة عقل العاشق ... يذيب جليد اللوعة .. يحيلها نارا تحرق كل أشجار الصمت داخله .. ورغم كل هذا الألم ... فالعاشق يتعب حين يرتاح ... يتعب حين يسكن خافقه ... يتعب حين لا يتلوى قلبه من اللوعة والوجد والحنين !
مالي وللقلب المُعَذَّبْ ** أوجزْتُ في قولي وأَسْهَبْ
حداء حائر ... تتعالى ترانيمه من روح الشاعر بين الفينة والأخرى ... وكأنه يسوق مشاعره أمامه .. فوق ربوة خضراء .. حتى إذا ما شردت إحداها .. وأعلنت تمردها .. رفع صوته بالحداء .... ليعيدها حيث سكناها .. بل كأنه يرسل رسالة عزاء إلى روحه ... التي تصارع معه قلبا عنيدا يرفض الانصياع لنداءها ... ذلك القلب الذي يصنع من أحاسيسه حمما متدفقة ...من اللهب الذي يحرق كل لجام يريد الشاعر أن يلجمه إياه بلجام التجاهل والإيجاز ..!!
عاتبتُه فازورَّ حتى ** عاتبْتُ نفسي، كيف أَعْتِبْ
وسمعتُ من نَبَضاتِ قلبي** ما لا يُرَدُّ، ولا يُكَذَّبْ
يبتسم الشاعر ... وشفتيه تتمتم .. ما أعجبك أيها القلب .. فحين عاتبتك ركنت للهدوء وأنت تنظر إلى بخنوع واستسلام وبين جانبيك ترتسم نظرة جعلتني ارجع إلى ذاتي أعاتبها كيف عاتبتك .. ما كل هذه القدرة العجيبة التي تملكها لتطوع قلب صاحبك ..؟؟
قالت، وفي قلبي احتفاءٌ ** بحديثها العَذْبِ المحبَّبْ:
قَلْبٌ المُوَلَّهِ والمُعَنَّى ** قَلْبٌ بلوعتِه تشرَّبْ
إنْ كنت ترحم مَنْ يعاني ** فالنُّصح والتوجيهُ أَصْوَبْ
طيف جميل يقترب من حدود قلب الشاعر .. وكرنفالات الاحتفال في صدره تتراقص حبورا بمقدمه الخيالي ... اقترب أيها الطيف .. قل ما تشاء فما عادت رياح التصبر قادرة على إخفاء حرائق الشوق في داخلي .. اقتربت منه .. همست له كهمس الضياء حين يتسلل من عتمة الليل
القلب يا سيدي حين يرتشف من رحيق الحب والوله .. ويسكن في واحات الخيال .. ويرتحل نحو قوافل الحداء التي تسكب ترانيم العشق بين تلا فيفه سكبا .... فانه يا سيدي لم يعد ملكك فلا تلمه ... ولكن ... أسبغ عليه الكثير من تراتيل رحمتك ... هدهد ارتجافه .. ضمه إليك بحنان كصغير مدلل .. يحتاج للنصح والتوجيه !!
إنْ كان دَرْبُ الحبِّ صَعْباً ** فرجوعُ مَنْ سلكوه أَصْعَبْ
أرأيت شمساً في ضُحاها ** بأصابع الكفَّين تُحْجَبْ ؟؟
وبكل كبرياء الحب في داخلها وارتباك العشق في صدرها أخذت تحاول إيجاد حكمة ضالة .. تداري بها انهيار سدود الشوق في أعماقها وتدميرها لكل بساتين لهفة اللقاء التي انحنت سنابلها من طول انتظارها له .. وبقلب مثقل بعشق السنين ... معتق بصافي الود الخالص .. مدت إليه قرطاس اصفر قديم ... خط فوق سطوره الباهتة ... ( احذروا العشق .. فان صعوبة مسلكه تحول بينكم وبين العودة للديار من جديد .. لأن شمس القلب الموله لا تحجب ضياءها أصابع العاشق المرتعشة ...
وإن هو حاول .. وإن هو حاول !! )
قلب الموله .. عزف فوق أوتار الحب !
مدخل .....!
سمع القلب يوما طرقا على بابه ... فهب فزعا فقد عاهد نبضه منذ زمن أن لا يستقبل أحدا بين جنباته فقد كفاه ما لاقى من الوجد ... وبهدوء حذر فتح الباب فوجد تذكرة مجانية معلقة فوق جداره تدعوه لتأمل حروف شعرية مطرزة بأنين الوله ... وحيرة السؤال ... وهمس البوح !
من أجل ذلك .... أهدي قراءتي المتواضعة لمن دعاني لتذوق هذه الرائعة العشماوية ... !!
مالي وللقلب المعذَّبْ ** يقتاتُ من ألمي ويشرَبْ
بداية حائرة ... ترسم لنا طريق متعرج من الألم المبرح الذي يمتد أمام الشاعر ليرسم على جانبيه سؤال كبير تتدحرج صخوره بكل قسوة حتى إذا لم تجد له جوابا .. هرعت إلى جدران القلب تدك صموده فتقتلع أعمدة صبره وتصبره .. ويظل السؤال عائما في نفس الشاعر .. كيف أفتح أبواب قلبي للحب ليهوى بمعاوله فوق جدرانه الناعمة و يقتات من تلافيفه الشفافة ما يمنحه إكسير الحياة .. ويمنحني لوعة الحنين وقسوة الوجد ... ومرافقة النجم في ليله البهيم !
ما كان أغناني عن ذلك ؟
مازال يخفق حين يلقى ** طَيْفاً، وللهمساتِ يطربْ
ويهيم حين يرى ظِبَاءً ** في ساحة الأشواقِ تلعبْ
وكأن الشاعر .. أحس بالحنان الجارف نحو قلبه ....... أو شعر بأنه قسى عليه بسؤاله هذا ... فاقترب منه ماسحا على جدرانه بعطف بالغ ... مناجيا إياه ..نعم أيها القلب ... منذ عرفتك وأنت رقيق النبض ... شجي العاطفة ... مخملي الإحساس .... يهزك الطيف الهامس .. يرحل بك نحو عالم الصفاء ... يطربك لحنه .. حتى أنك تهيم مع ظباء الشوق وتقفز معها في ساحتها غير مكترث بوقع الشوق المؤلم على دربك .. !
.. مالي وللقلب المُعَنَّى **مازال في الآهاتِ يرغَبْ
وكأن شريط الذكريات المؤلم عاد يدور من جديد .. وهنا تنتفض روح الشاعر.. تعاتب القلب ...
الذي لا يقدر عواقب العناء الذي تنتظره إن هو استمر في سلك دروب الحب الوعرة ... التي تنبت آهات الألم على جنباتها .... ويعود السؤال مرتجفا بغضب ... أي عناء ستجره عرباتك العنيدة إلى محطة انتظاري أيها القلب المعنى ... أتهزك ألحان الأنين حين تضطرم نارها بين جدرانك .. عجبا لأمرك ما اشد عناءك وما أروع احتفائك به رغم ذلك !
مازال أبعدَ عن سُلوِّي ** وإلى لهيب الشوق أَقربْ
نَبَضاتُه هزَّتْ جَناني ** فأنا بها دوماً أُعذَّبْ
يتحسس الشاعر جنون الحب في صدره ... وكأنه يطالب نبض قلبه بالهدوء قبل أن تشتعل حرائق الشوق ويتعالى لهيبها ... كف أيها القلب عن العدو بسرعة .... فما زلت بعيدا عن حلمك ...الذي تعدو إليه .. فلا تعذبني معك في حكاية حلم ترتحل به السنون وما رسى فوق مينائه بعد !!
يرضى إذا أَعْلَنْتُ شوقي ** وإذا كتمتُ الشَّوقَ يَغَضَبْ
مازلتُ مِن خَفَقانِ قلبي ** ومِن اشتعال الشَّوق أَعجبْ
ما أغربك أيها القلب ... هكذا قال الشاعر وهو يستند على جدران قلبه .. مغمضا عينيه .. راحلا نحو المدى البعيد ... أتدري إني أراك كالطفل الصغير فحين أهرع إليك .... تركض نحوي يسابقك نبضك الصادق معلنا .. رضاك بثورة الشوق التي ألقاك بها .... وان رأيتني يوما قد اتشحت برداء التصبر والصمت ... رايتك تغضب .. وتتذمر كطفل عنيد يضرب الأرض بقدميه تعبيرا عن غضبه ..!!
ياليت لي من نار شوقي ** ولهيبها في الصَّدْر مَهْرَبْ
تنهيدة طويلة .... أو قل إن شئت زفرة حارة ... يطلقها الشاعر ... في لحظة تمني ممزوجة بالألم .. ليتني اهرب من نار الشوق التي تشتعل في الصدر .. لكن ... أنى المهرب .... وحيث ارتحلت ... ترتحل معي أيها القلب ... ألا من فكاك منك ؟!
إنْ كان في الدنيا غريبٌ ** من أمرِها، فالحُبُّ أَغْرَبْ
نارٌ يعاني من لَظاها ** مَنْ ذاق لوعتَه وجرَّبْ
تَعَبٌ يُريح، فكلُّ قلبٍ ** يهوى، إذا ما ارتاحَ يتعَبْ
كأن الشاعر يأنس بحديث النفس ... ويجد فيه شيئا من السلوى التي تشرع أمام ناظريه أبواب التأمل اللامحدود ... لفلسفة الحب الغريبة ... !
يتكئ الشاعر على ... جذع سدرة معمرة ... وعلى قسمات وجهه ترتسم علامات التعجب ... يفكر ... ما تعريفنا للغرابة ؟ فحين تمر بنا حادثة غريبة في هذه الدنيا ... تندهش لها نفوسنا ... وتتطاير فوق رؤوسنا ألف علامة استغراب وتحلق فوقه ألف ألف علامة تعجب ... وتتعقد حبال تفكيرنا وهي تبحث عن تفسير لغرابة ما حدث .... لكن أتعلم أيها القلب ما أغرب من هذا كله ؟
انه الحب ... نعم .. فعند عتبته تنقلب الموازين .. وتمتزج الرؤى.. وتشتعل الأزهار الندية ..هو بركان يقذف حممه داخل أروقة عقل العاشق ... يذيب جليد اللوعة .. يحيلها نارا تحرق كل أشجار الصمت داخله .. ورغم كل هذا الألم ... فالعاشق يتعب حين يرتاح ... يتعب حين يسكن خافقه ... يتعب حين لا يتلوى قلبه من اللوعة والوجد والحنين !
مالي وللقلب المُعَذَّبْ ** أوجزْتُ في قولي وأَسْهَبْ
حداء حائر ... تتعالى ترانيمه من روح الشاعر بين الفينة والأخرى ... وكأنه يسوق مشاعره أمامه .. فوق ربوة خضراء .. حتى إذا ما شردت إحداها .. وأعلنت تمردها .. رفع صوته بالحداء .... ليعيدها حيث سكناها .. بل كأنه يرسل رسالة عزاء إلى روحه ... التي تصارع معه قلبا عنيدا يرفض الانصياع لنداءها ... ذلك القلب الذي يصنع من أحاسيسه حمما متدفقة ...من اللهب الذي يحرق كل لجام يريد الشاعر أن يلجمه إياه بلجام التجاهل والإيجاز ..!!
عاتبتُه فازورَّ حتى ** عاتبْتُ نفسي، كيف أَعْتِبْ
وسمعتُ من نَبَضاتِ قلبي** ما لا يُرَدُّ، ولا يُكَذَّبْ
يبتسم الشاعر ... وشفتيه تتمتم .. ما أعجبك أيها القلب .. فحين عاتبتك ركنت للهدوء وأنت تنظر إلى بخنوع واستسلام وبين جانبيك ترتسم نظرة جعلتني ارجع إلى ذاتي أعاتبها كيف عاتبتك .. ما كل هذه القدرة العجيبة التي تملكها لتطوع قلب صاحبك ..؟؟
قالت، وفي قلبي احتفاءٌ ** بحديثها العَذْبِ المحبَّبْ:
قَلْبٌ المُوَلَّهِ والمُعَنَّى ** قَلْبٌ بلوعتِه تشرَّبْ
إنْ كنت ترحم مَنْ يعاني ** فالنُّصح والتوجيهُ أَصْوَبْ
طيف جميل يقترب من حدود قلب الشاعر .. وكرنفالات الاحتفال في صدره تتراقص حبورا بمقدمه الخيالي ... اقترب أيها الطيف .. قل ما تشاء فما عادت رياح التصبر قادرة على إخفاء حرائق الشوق في داخلي .. اقتربت منه .. همست له كهمس الضياء حين يتسلل من عتمة الليل
القلب يا سيدي حين يرتشف من رحيق الحب والوله .. ويسكن في واحات الخيال .. ويرتحل نحو قوافل الحداء التي تسكب ترانيم العشق بين تلا فيفه سكبا .... فانه يا سيدي لم يعد ملكك فلا تلمه ... ولكن ... أسبغ عليه الكثير من تراتيل رحمتك ... هدهد ارتجافه .. ضمه إليك بحنان كصغير مدلل .. يحتاج للنصح والتوجيه !!
إنْ كان دَرْبُ الحبِّ صَعْباً ** فرجوعُ مَنْ سلكوه أَصْعَبْ
أرأيت شمساً في ضُحاها ** بأصابع الكفَّين تُحْجَبْ ؟؟
وبكل كبرياء الحب في داخلها وارتباك العشق في صدرها أخذت تحاول إيجاد حكمة ضالة .. تداري بها انهيار سدود الشوق في أعماقها وتدميرها لكل بساتين لهفة اللقاء التي انحنت سنابلها من طول انتظارها له .. وبقلب مثقل بعشق السنين ... معتق بصافي الود الخالص .. مدت إليه قرطاس اصفر قديم ... خط فوق سطوره الباهتة ... ( احذروا العشق .. فان صعوبة مسلكه تحول بينكم وبين العودة للديار من جديد .. لأن شمس القلب الموله لا تحجب ضياءها أصابع العاشق المرتعشة ...
وإن هو حاول .. وإن هو حاول !! )
