كانت تجلس بقربي في الباص
كنت مسندة رأسي على المقعد
فجأة ..
شعرت بلمسة يديها على يدي ..
ثم قالت : لو سمحتي اختي ..
انا جديدة بالسكن ..
ممكن توصليني لمبناي ..
لأني كفيفة وماحفظت الطريق ..
كلمات كالصاعقة وقعت على رأسي ..
أجبتها فورا ..
أكيد عزيزتي ..
ثم عم السكوت ..
وكانت في داخلي مئات الأسئلة ..
لكني لم اتجرأ ان أسألها ..
وصلنا ..
ومسكت بيديها ..
ونزلنا معا ..
ثم تركتها دقائق لآخذ بطاقتي من المشرفة ..
ومشت هي بخطوات بطيئة ..
ولم ترى فتاة امامها فاصطدمت بها ..
وكانت الأخرى عصبية ..
قالت دون ان تنظر اليها :
عمى .. ماتشوفين !!
فما كان من تلك الكفيفة ..
الا أن قالت : آسفة اختي ..
انا فعلا عمياء ..
يعلم الله ..
لم أشعر بذلك الشعور المؤلم الذي شعرت به
في ذلك اليوم ..
أوصلتها الى مبناها ..
ملقية نظرة تأسف ولوم على تلك الفتاة السيئة الخلق ..
وعدت الى غرفتي باكية ..
وقلبي مليء بالأسئلة التي لم اجد لها جوابا..
أخي الكريم .. أختي الغالية ..
فلنجرب جميعا ان نغمض اعيينا دقائق معدودة ..
5
4
3
2
1
هي ثوان مرت سريعا ..
لم نر فيها سوى ظلام دامس ..
يالها من وحشة قاتلة ..
وياله من شعور مؤلم ..
أنك تسمع عن جمال صنع الخالق ..
ولا تراه ..
كثيرا ماأجلس مع نفسي ..
أفكر ..
وأفكر ..
ماذا لو كنت..
قد فقد منك الباري نعمة البصر ..
ثم في يوم من الأيام اعاده لك ..
هل ستنظرين الى المنكرات ؟!
هل ستجعلينها تغضب الباري ؟!
كلا والله ..
ولكن لم نحن جميعا ..
لانفكر بقيمة نعمة البصر ..
ولم لا نشكر البارئ عليها حق شكره ؟!
الا بعد فقدان النعمة !!
أسئلة تترد في ذهني كثيرا ..
ربما لديكم علم عنها ..
ماهو تخيل الكفيف للأشياء ..
وكيف هي احلامه ؟!
وياترى .. ماذا يتمنى ان يراه أول شيء ان رد بصره اليه ؟!
أعلم انها اسئلة ربما لن يجيب عليها سوى من كان كفيفا ..
يا ربى لك الحمد على كل نعمك التى انعمت بها علينا ونحن لا نشعر بها
لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك: