الخاطرة بقلم محمد يونس ( ابو احمد )
اللوحة بريشة الفنان زياد العموش ( zamo )
لم أكن أتوقع ذلك , و لكن كنتُ راغباً في ذلك , تفاجئت و إنصدمت , و تمنيت منذ زمن أن يحدث ذلك , صدفة خير من ألف ميعاد , فبعد عام و أكثر إستمتعت بلقاء الثانية , رغم أنها ثانية ..!
عندما قال لي أحدهم إنظر إلى يمينك , نظرت و ناظرت و غلب الصمت على المكان , فرغم الإزدحام لم أرى إلا أنتِ أمامي , القلب لم يهدأ من تلك النظرة , ثانية أفقدت وعيي لساعات , عدّتُ خلالها لشريط الذكريات , فتذكرت كل الذي كان , رغم أنني لم أنسى ما كان , و لن أنسى ذلك الزمان ..
ثانية شعرت بها بالسعادة , شعرت أن قلبي ما زال ينبض بإسمك , رغم اللهفة و الشوق بقيت صامتا فلم أرغب إلا بعيناكِ , ثانية طمئنت قلبي , و تأكدت بأن حُبي ما زال يكبُّر , كنت قلقا فأهدتني الثانية الطمأنينة و الخوف من المجهول ..!
ثانية غمرتني بالسعادة و حلّقتُّ عاليا لأعانق السماء , ما زالت أمامي و ما زالت تناظرني , فلم تنتهي الثانية بعد و كأن الزمن توقف للحظات و كل ما حولي تجمّد و بقيت معها أتنفس , زادت دقات القلب و زاد الشوق ؟!
سنوات الحزن تلاشت , فرغم الواقع إلا أنّ نظراتك أوهمتني بأن الحزن غاب عني .. ما زالت تقترب مني و ما زالت عيناي تناظر عيناكِ , لتعيش ثانية الفرح و ما زلتُ أدعوا أن يبقى الزمن متوقف ؛ فلم يعد يهمني شي سوى أن أعيش معكِ لأكثر مدة من الثواني ..!
ما زالت تقترب مني و مع كل خطوة تزداد ضربات القلب , خوفا من إنتهاء الثانية ؛ بدأت عيناي تسأل عنكِ و عن السبب ؟! لماذا حدث ذلك رغم اللذي كان و ما السبب , قلب أحبّكِ بصدق و لم يختار سواكِ , قلب بات يؤلمه البعد و الفراق , قلب بات يتيم منذ عام و أكثر , قلب ما زال ينتظر اللقاء !!
إنها أمامي فلم تعد بعيدة عني , فشعرت بشيء يضغط على قلبي فبدأت أكثر سعادة و قلقا , سعادة بقربكِ مني رغم أنها صُدفة و قلق بإنتهاء الثانية فلا أعلم متى ستتكرر هذه الصُدَّف , و إن تكررت هل سأتحكم بعقلي دون غياب وعيي , لا يهم العقل بل الأهم صُدفة من جديد , و حوار عيناي مع عينيكِ .
بدأت تبتعد .. فأشعلت سيجارة و بدأت أتلذذ بحرقها , و مع كل خطوة إبتعاد بدأ الحزن يخيم على قلبي من جديد و غادرت روحي من جسدي تلاحق روحي الذي إبتعدت , و بدأ الشوق يحرّق قلبي من جديد , فبحثت عن الشتاء و عن حبات المطر " لما تشتي " حتى لا يلاحظ أحدهم حبات الدمع على وجه إحترق من حرارة البكاء ..
عدت الى مكاني أنتظر و في زاويتي التعيسة أحتضّر ؛ فمتى اللقاء يا أغلى الأحباء ؟!
من جديد خيّم الغيم الأسود على نافذة القلب , فرغم ما حدث و سيحدث ما زال الحزن مستمر , معلنا لا نهاية للنهاية , فالقلب لا يعي ما يقول و العقل يقول بأنني أمر الآن بلحظة الجنون , رافضا فكرة المعقول في إنتهاء الثانية ..
إشتقت يا عزيزتي لتلك الكلمات السامّة , إشتقت و إشتقت .. فكلماتي يا سيدتي ليست حروف عابرة تنتحر على صفحات صفراء بل هي عبارة عن مدى الشوق الذي لازم العقل و القلب منذ تلك الثانية , فما زال هناك الأمل في اللا أمل .
عاد الشتاء ؛ فمتى اللقاء ؟!
الأربعـاء 2 - 1 - 2008
بقلمي محمد يونس ( ابو احمد )
[/SIZE]
[SIZE=4]
[/SIZE]
[SIZE=4]