تزامن إجراء الانتخابات النيابية، مع ذكرى تفجيرات عمان، التي استهدفت في التاسع من تشرين الثاني عام 2006 أبرياء مدنيين من خلال تفجيرات في ثلاثة فنادق، يحمل رسالة الى جميع من يريدون استهداف الاردن مفادها، بأن الاردن بتلاحم الجميع حول رسالته ووحدته الوطنية وقيادته سيبقى»قلعة عصية- صامدة» في وجه كل من يحاول ان يستهدف أمنه واستقراره ووحدته.
اختيار يوم التاسع من تشرين الثاني ليكون موعدا لإجراء الانتخابات النيابية، يعكس دلالات واضحة، وتأكيدات بأن الاردن يسير الى الأمام في نهجه الديمقراطي وثباته على البناء والتطور وتراكم الإنجاز، لا ينظر الى الخلف، إلا في حدود الاستفادة من الماضي لاستشراف المستقبل الأفضل للأردن، الذي يقف صامدا في وجه جميع التحديات الداخلية والخارجية، بهمة أبنائه وثقتهم بقدرته على الإنجاز.
ويؤكد الأردنيون بأنهم سيبقون موحدين من اجل وطن حر عزيز قوي نذر نفسه لخدمة أمته والدفاع عن قضاياها وخدمة الإنسانية في شتى أصقاع المعمورة، انطلاقا من ثوابته، وإيمانا برسالته.
وهذا التزامن، يظهر الفرق بين أعداء الإنسانية والحياة، الذين حفزتهم أحقادهم وعجزهم على قتل الاخرين واعمال التدمير، وبين الذين أحبوا الحياة واجتمعوا على خلق الإنسانية،ولم تحبطهم «المؤامرات الإرهابية»، بل شمروا عن سواعدهم ووجدوا في الريشة والقلم والمسطرة والمسطرين والمنجل والمطرقة والكلمة الصادقة أدوات في مسيرة البناء منطلقين بذلك من موقع الانتماء للوطن والإنسان.
وبالعودة إلى الذاكرة، فإن الأردنيين في ذات اليوم، الذي وقعت فيه التفجيرات، ردوا على هؤلاء الآثمين، من خلال ردة الفعل الفطرية لديهم، والتي عكست مشهدا حقيقيا من مشاهد التحامهم حول وطنهم ووحدته وثوابته ونظامه السياسي، والتي تجلت في عمليات الإخلاء للمصابين والتعاطي مع الحدث، باعتبار انه مس كل واحد منهم.
كما أن السرعة القياسية لاكتشاف منفذي العملية، والتي تعكس كفاءة أجهزته الأمنية ويقظتها، تؤكد بأن الاردن سيبقى على الدوم واحة امن واستقرار، رغم البؤر الساخنة التي تشهدها المنطقة.
ويقرأ الأردنيون في ذلك التزامن بأنه «حافز» للجميع لترسيخ الوحدة الوطنية والانفتاح نحو الديمقراطية والإيمان بالاعتدال والوسطية، وتأكيد ثقتهم على مواصلة التجربة المتميزة في العملية السياسية، وتعظيم الإنجاز.
ويقول رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان، رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران:إن تزامن يوم الانتخابات مع ذكرى تفجيرات عمان، بمثابة حافز على ترسيخ الوحدة الوطنية وان الاردن مستمر بسياسته، وان الأمن والاستقرار سيبقيان سائدان على ربوعه.
ويرى أن تزامن إجراء الانتخابات مع الذكرى الأليمة للتفجيرات، يحمل تذكيرا للجميع بأن الاردن «سيبقى «قلعة صامدة» أمام اية اعتداءات او استهدافات لأمن واستقرار الاردن، الذي يتصف بالديمقراطية، مشيرا الى أن الانتخابات أكبر دليل على ذلك، حيث انه لا يوجد «مهمشون» وان جميع التيارات والأحزاب متاح لها المشاركة فيها.
ويؤكد أهمية يوم الاقتراع، بأنه «استحقاق دستوري»، وان ترشح (850) أردنيا للتنافس على (120) مقعدا نيابيا، يدل على حرص الأردنيين في الاستمرار في مسيرة الديمقراطية، وعلى سياسته في الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، وتعكس مدى التلاحم في النسيج الاجتماعي وحول النظام السياسي والحرص على الأمن والاستقرار، باعتبارهما من ابرز الميزات التي يتمتع بها الاردن.
ويضيف بدران:إن يوم الانتخابات، الذي يعكس النهج الديمقراطي في الاردن، يؤكد على اطمئنان الاردن لسياسته الداخلية والخارجية والانفتاح على الحياة الحزبية، وانه لا معيقات أمام أي مواطن او حزب.
إلا أن بدران يرى بأن التحدي امام الأردنيين، هو انتخاب مجلس نواب يمثل طموحهم وعلى مستوى التحديات، محذرا من أن «المقاطعة» لن تخدم المصلحة العامة، وانه «إذا كنا نريد إحداث التغيير والإصلاح، فعلينا ان نبادر لاختيار الشخص المناسب، وان لا نتقاعس عن الإدلاء بأصواتنا، باعتبار أن ذلك استحقاق دستوري».
ويرى ان من نتائج التفجيرات الاليمة التي راح ضحيتها أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، أنها بعثت برسائل مباشرة لمنفذيها ومخططيها، بأن ما تسعون اليه لن تنالوه، وأن الاردن سيبقى واحدة امن واستقرار، وانه مستمر في مسيرته الديمقراطية، وان وحدته ونسيجه الوطني متلاحم حول وطنه وقيادته.
ويعتبر أن سرعة اكتشاف العمل الإرهابي، الذي قدم من الخارج، ومن يقف وراءه يؤكد على كفاءة الأجهزة الأمنية، وان امن واستقرار الوطن مصان بهمة ابنائه. الى جانب ان ردة الفعل، والتي عكست مدى التلاحم بين ابنائه الملتفين حول نظامه وقيادته وثوابته ووحدتهم الوطنية، كانت من ابرز المشاهد الحقيقية، والتي جسدتها عمليات الإخلاء التي حرص الجميع على المشاركة فيها، وعمليات معالجة المصابين سواء في القطاعين العام والخاص.
من جهته يرى الوزير والنائب الأسبق، أستاذ الشريعة الدكتور بسام العموش أن الرسالة مع هذا التزامن واضحة بأن «الاردن لن يلتفت الى حادثة التفجيرات، إلا لأخذ العبرة، وأن الأردنيين ملتفون حول وطنهم في مواجهة الإرهاب عبر الوسائل الديمقراطية وتلاحمهم والعمل بإيجابية لمصلحة الوطن، الذي أحيك ضده العديد من المؤامرات، لكنه صامد».
ويقول:إن ما حدث في التاسع من تشرين الثاني من العام 2006، كانت حادثة عابرة تجاوزناها، رغم أن مواجهة جيوش غازية أسهل من مواجهة شخص يفجر نفسه من أجل قتل الآخرين.
ويتابع أن جميع الأردنيين تألموا لما حدث، إلا أنهم تجاوزوا هذه الحادثة، مستمرين في مسيرة الديمقراطية والتنمية.
ويؤكد أهمية اختيار الناخبين في التاسع من تشرين الثاني المقبل، مرشحين أقوياء يمثلونهم في البرلمان، ليكون البرلمان قويا في مواجهة قوى الأطماع الإرهابية وغير الإرهابية.
ولا يتفق العموش مع فكرة «المقاطعة» «، حيث يرى أن المقاطع، هو شارك بطريقة «سلبية» في عملية الاقتراع، إذ انه اتاح لأخر أن يفوز، رغم انه ليس الأفضل، معتبرا أن المقاطعة اقتراع سلبي، مشيرا الى الجلوس في البيت وتوجيه الانتقاد دون المشاركة لن يؤدي الى نتائج ايجابية.
وبين أن المشاركة الايجابية من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع، واختيار الأفضل « يؤدي الى انتخاب برلمان قوي، وسيؤدي ذلك الى وجود حكومة قوية وصحافة جيدة، مجلس نيابي قادر على ممارسة دوره التشريعي والرقابي، ومدافع عن المواطنين وحقوقهم، والموازنة بين مصلحة المواطنين والدولة.
من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المصالحة ان المغزى الذي يمكن ان نستخلصه من هذا التزامن بين الحدث الانتخابي البرلماني وبين ذكرى تفجيرات عمان ان تحمل رسالة بأن الاردن عصي على الآثمين الذين يريدون تهديد استقراره وأمنه.
ويعتبر أن يوم الانتخابات في التاسع من تشرين الثاني المقبل هو بمثابة تأكيد على «استمرار الاردن بنهجه في العملية الديمقراطية وثباته على البناء والتطور وتراكم الإنجاز في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويضيف «إننا نستخلص من هذا التزامن بين هذين الحدثين لنؤكد ثقة الأردنيين والنظام الأردني بمواصلة مسيرته المتميزة في العملية السياسية وتجديد المواطنين ثقتهم، ليس بالحياة فقط، إنما في نوعية التجربة، وعظم الإنجاز، الذي حاول أن يستهدفه الإرهاب، ليقوض الإنسان الأردني بتجربته».
ويتابع» ولهذا فأن الأردنيين، يؤمل ان يحولوا يوم التاسع من تشرين الثاني المقبل الى عرس وطني، من خلال الإقبال على صناديق الاقتراع والمشاركة في الانتخابات واختيار الأفضل بين المترشحين لها».
ويؤكد ان « حاجتنا الى البرلمان القوي أساسية، وتتزايد أهميتها في ظل التحديات التي تواجه الوطن سواء أمنية كانت او اقتصادية او سياسية، وانعكاس البؤر الساخنة في المنطقة عليه».
ويقول « ان هذا اليوم هو يوم كبير وغير عادي، واستثنائي، وأن هذه الاستثنائية لن تكون حقيقية على ارض الواقع، إلا بأن تكون العملية الانتخابية غنية بحضور المواطن، وبالمخرج النيابي لهذه العملية».
ويجدد التأكيد على أهمية وجود برلمان قوي، اذ يقول « ليكون لدينا البرلمان الذي نرنو اليه، وكما يريده قائد الوطن(...) برلمانا قويا على قدر المسؤولية وعلى مستوى المرحلة، سيما وان المجلس السابق، لم يقدر له ان يكمل مدته الدستورية جراء ما أثير حوله وأدائه من مظاهر النقد والمساءلة الشعبية».
من جانبه،يعتبر المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حمدي مراد أن انطلاقة الانتخابات في ذكرى التفجيرات «هو تحد من كل أبناء هذا الوطن لمواجهة الإرهاب، ولكل من تسول له نفسه بأن الوطن نسيج واحد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ويقول:إن هذا التزامن « يمثل تحديا صارخا قويا عزيزا، بأن وطننا قيادة وشعبا ونوابا وحكومة، سنظل خلية تفاعل واحدة... تختلف لتتفق على الأفضل.. ونعارض لنلتقي على الأسمى، نابذين كل الحاقدين والمنافقين، وان كانوا ندرة وقلة في هذا الوطن الحبيب».
ويضيف» نعم إن هذا التزامن يتحدى خصوم أردننا الحبيب» ويحمل رسالة لهم «بأننا لن نسمح لاعدائنا او خصومنا او لحاسدينا أن يفكروا بالنيل من هذا الوطن الواحد بقيادته وجغرافيته وشعبه بكل منابته وأصوله».
ويؤكد انه «لن يفلح من تسول لهم أنفسهم أبدا، ما دامت قيادتنا بين ظهرانينا، ونحن حوله وما دام الساهرون في هذا الوطن من جيشنا المصطفوي وامننا المتميز المخلص للوطن والمواطن والقائد، سوف نبقى بخير».
ويشير الى أن الاردن يعيش في هذه الأيام استعدادات شعبية واسعة لخوض انتخابات مرشحي مجلس النواب المقبل» مبينا ان المتابع «يلحظ هذا التفاعل الذي يتصاعد يوما بعد يوم، حبا للوطن وتطوره بمؤسساته وفي مقدمتها المؤسسة التشريعية من أجل المواطن ورفع مستوى معيشته ومصالحه و حقوقه وواجباته... ومن أجل قيادتنا الهاشمية وعلى رأسها القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني.. ومن أجل مصالح وقضايا امتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية التفاعل «.
ويوضح إن الأردنيين ينتظرون يوم التاسع من تشرين الثاني، يوم الاقتراع، الذي يتزامن مع أحداث الإرهاب التي استهدفت فنادق عمان قبل أربع سنوات خلت، مبينا أن «حادثة التفجيرات زادت من وحدة صفنا وتماسك نسيجنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمواجهة أعداء مجتمعنا».
ويقول «مرحبا بيوم التاسع من تشرين الثاني يوم التزامن مع ذكرى تفجيرات عمان، بتجديد نواب الشعب من خلال اختيار الشعب نفسه بكل معاني الحرية والديمقراطية والعدالة».
ويضيف: « ونحن نترحم على من اختارهم الله في ذكرى تفجيرات عمان ليظل عبرة ونداء لكل المخلصين، ولنظل صفا واحدا وساعدا واحدا وقلبا واحدا من أجل الوطن وقضايا الأمة والقدس الشريف والعروبة والإسلام وخير الإنسانية جمعاء».