وتساءل المهندس جريد الخوالدة خلال مشاركته في برنامج "أبن البلد" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، عن الكيفية التي توصلت من خلالها قناة الجزيرة من أجل أتهام الأردن بالتشويش على قناتها الرياضية.
وقال الخبير الخوالدة: أن الشركات التي قامت على إعداد التقرير لم تكن حيادية وان هدفها فقط الاستفادة من إثارة القضية فقط لا أكثر، وان قناة الجزيرة حاولت أن تسييس هذا التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وأتهم الخوالدة قناة الجزيرة بالتجسس على الأردن من خلال دخول بعض تقنيها إلى البلد وأستخدام الترددات الأردنية المعروفة للجميع، كما أدعت هي بهذا الأمر عندما قال بيان الجزيرة أن خبرائها تأكدوا من موقع أنطلاق الترددات في مدينة السلط، متسائلا هل أعلمت القناة السلطات الأردنية المعنية بالأمر أنها ستقوم بأجراء التجارب من السلط، أم أنها دخلت خفية وقامت باستخدام الترددات الأردنية من دون علم السلطات المعنية.
وبين الخبير الخوالدة انه ومن خلال عمله على مدار أربعين عاما في هذا المجال فانه من غير الممكن أن يتم التشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية بهذا الشكل من خلال الأردن أو من أي بلد آخر كون الذي يتحكم بإرسال البث إلى القمر الاصطناعي دولة قطر فقط، وبذلك لا يمكن للأردن أن يؤثر على بث القنوات في مختلف أنحاء العالم وإنما ربما من الممكن أن يكون التأثير على أجزاء من المناطق داخل الأردن فقط لا أكثر كون المتحكم ببرج تحكم بث القناة وعملية البث هي قطر ولا يمكن لأحد أن يتدخل به.
وأشار الخبير الخوالدة إلى انه عمل على تأسيس قطاع الاتصالات في قطر عام 1970 أي قبل نحو أربعين عاما وهو يدرك من خلال عمله هذا الامر.
وأكد أنه لا توجد تقنية في الأردن بهذا التطور بما يؤدي إلى شن هجوم تقني على الجزيرة، خاصة أن التقنية التكونولوجية المستخدمة في هذا الهجوم هي تقنية عالية متوفرة لدى بعض الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تعطى هذه التقنية ابدا لدول العالم الثالث, كونها من الأسلحة الهجومية المتطورة جدا، وقد فرضت الدول الكبرى عليها محدودية في التداول وخاصة لدول العالم الثالث ومنها الأردن.
وشدد أنه ليس من اولويات الأردن حاليا أمتلاك الأسلحة التقنية الهجومية بل الإتجاه اليوم يسير نحو التنمية، وبالتالي فإذا تمكن الأردن من الحصول على هذه التقنية فمن المؤكد أنه سيستخدمها في مجال الإتصالات وبث الترددات وليس للمبادرة بالهجوم.
وأوضح أن رصد المعلومات أو الترددات متوفر في كل دول العالم وهو أمر شائع فالجميع يعرف ترددات قطاع تنظيم الإتصالات والمعلومات في الأردن، ولكن الصعوبة تكمن في صد هذه الترددات أو التشويش عليها وهو أمر في غاية الصعوبة العلمية.
وتابع أن هناك تجني كبير على الأردن، خاصة أنه ليس هناك أي عداوة بين البلدين، والهاشميين يدعمون دولة قطر الشقيقة، وبالتالي لا يوجد ما يبرر هذه الإتهامات.
وشدد على أن الأردن ملتزم بالإتفاقيات الدولية التي وقع عليها والتي تتعلق بالإتصالات الدولية وتقنية المعلومات، وهي تمنع أن تدخل الدول على أي ترددات لدول أخرى، ولذا لا يمكن أن نتخطى هذه الإتفاقيات الدولية التي وقع عليها الأردن.
وطالب الخبير الخوالدة قناة الجزيرة بالتدقيق في معلوماتها التي ساقتها على عوانها من دون تدبر علمي، والمفروض أن تتأكد من طاقمها التقني والعلمي وتسألهم عن أسباب هذا التشويش، أو أن تقوم القناة بسؤال إدارة النيل سات عن الأمر فهم من المؤكد أعرف عن تفاصيل التشويش، خاصة أن لدى القمر الصناعي النيل سات لديها محطتين رئيسيتين الأولى في الأسكندرية بمصر والثانية في بيروت بلبنان.
وأوضح الخبير في مجال الإتصالات والمعلومات أن الترددات التي تبثها قناة الجزيرة والتي يطلق عليها (دي أم آي) تنطلق من القناة في قطر بأتجاه القمر الصناعي النايل سات ومنه تعود إلى المستفدين ضمن نطاق القمر الصناعي، وبالتالي فليس من السهولة بمكان عمل باص أو توقف على الترددات التي أساسا أنطلقت من قطر باتجاه القمر الصناعي.
وأكد الخبير الخوالدة أنه لا يستطيع الجزم بتورط كيان العدو الصهيوني بعملية التشويش على قناة الجزيرة الرياضية، ولكن ليس من المستبعد أن يتورط هذا الكيان بمثل هذه الأعمال.