السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/FONT]
الــقــنــاعــة
ففرح الرجل ، وشرع يذرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون ؛ سار مسافةً طويلة ، فتعب ، وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ، ولكنه غير رأيه ، فقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد.
سار مسافات أطول وأطول ، وفكر أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه ؛ لكنه تردد مرة أخرى ، وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد.
ظل الرجل يسير ويسير ، ولم يعد أبداً ، فقد ضل طريقه ، وضاع في الحياة ؛ ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد.
لم يمتلك شيئاً ، ولم يشعر بالقناعة ، لم يشعر بأنه اكتفى من شيء أبداً.
إخواني أخواتي ؛ سؤال لكل واحد منكم :
هل شعرت بالطمع في يوم ما ؛ وكان جزاؤك أنك لم تحصل على أي شيء ؟
هل جربت القناعة في مرة ؛ وحصلت على ما تريد ؟ هل تركت شيئاً من أجل الله سبحانه وتعالى وعوضك الله خيرا منه ؟
إخواني أخواتي ؛
اعلموا أن القناعة كنز لا يفنى ، واعلموا أن الله تعالى سيعوضكم خيرا عما فاتكم ولم تدركوه إن شاء الله ، واعلموا أن الدنيا فانية ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ، بالأخص ما تعلق بذلك من الماديات والاغراءات فيها.
[FONT=Times New Roman]
ولكن اعلموا أيضا واجعلوا ذلك حلقة في آذانكم ؛ أن الإبداع والنجاح والإرادة والتصميم لا حدود لها.[B][/B]