بقلم : محمد يونس ( ابو احمد )
محاولات البحث بائت بالفشل , في حياة تخلو من الذهب و العسل , و ما زال إسمي إلى هذه اللحظة مسجّل , في قائمة أصحابها سجّلوا بالخجل , تنتظر جرّة مليئة بسعادة الغاز الموقّر , و لكن أخاف أن يفوتني القطار على عجل , فلا أحصل على جرّة لأطهو عليها الغداء و أحضر شوربة الجزر .
في الأمس كانت الجرّة تغزو الأسواق بالقنطار , و الآن أصبح وجودها معدوم كالقطرة من أجل تصريح مسؤول دون قرار , في الأمس كنّا نحلم ببيت و سيارة و زواج , و بعدها حذفنا دون رجوع فكرة البيت و أبقينا على حلم السيّارة و الزواج , و مجدداً حذفنا فكرة السيّارة و أبقينا على حُلم الزواج , و اليوم حذفنا فكرة الزواج و أصبحنا نحلّم و نبحث عن جرّة مليئة بالغاز .
ما ذنبي إن لم أستطع تناول وجبة الغداء ؛ و السبب أنّ الغاز أصبح خاص , ما ذنبي أنْ أبقى أجرّب دون إستحمام ؛ و السبب غاز الكيزر فاضي .. أليس حرام , ما ذنبي يا أبناء بلّدي بما يحدث و سيحدث ؛ بإختفاء جرّة تُّغني و تسمّن جوعي , ما ذنبي أن يوضع إسمي على لائحة طويلة و أن أمارس لعبة الإنتظار .
خرجت أبحث عن جرّة غاز تغيثُ أمّي الحرّة , فوجدت صاحب وكالة الغاز يتجاهلني على دون غرّة , فطلبت منه بأدب جرّة , و في حلقي غصّة مرّة , فوضع إسمي بعد تردد على لائحة بكرّة .
فلم تعد جرّة الغاز لكل مواطن , فأصبحت الآن لناس و ناس على مبدأ الواسطات و المحسوبيات و الفيتامينات و الرشوات و كلُّ التائات , فأصبحنا لُّعبة يتحكم بنا من يشاء , ويصرخ موزع الغاز متى يشاء و كيفما يشاء , دون مراقب أو نذير يحذره بأنّ هذا عيب و غباء .
غريب أمرُّنا يا أيّها الشعب الطيّب , عندما يسقط علينا الغضّب , بلسان وزير و يبشرنا بإرتفاع مرتّقب , نلجأ لعكس المعادلة و نزيد من الأمر فوضى و شغب , و نصنع الأزمة و الإنقطاع و العطب , أرجوكم كفوا عن أخد الأمور بالعبط , و سامحو كلماتي و من كتّب .
سأموت برداً و جوعاً ؛ برداً من الشتاء القارص و جوعاً من الغاز الخالص , و السبب أنتم .. نعم أنتم , سأموت دون إزعاجكم , و أعلم أنكم لن تسألوا عنّي , فأنا شيء مخسوف بالنسبة للأغنياء و رقم مجهول في حي الفقراء .
في الأمس كانت الجرّة تغزو الأسواق بالقنطار , و الآن أصبح وجودها معدوم كالقطرة من أجل تصريح مسؤول دون قرار , في الأمس كنّا نحلم ببيت و سيارة و زواج , و بعدها حذفنا دون رجوع فكرة البيت و أبقينا على حلم السيّارة و الزواج , و مجدداً حذفنا فكرة السيّارة و أبقينا على حُلم الزواج , و اليوم حذفنا فكرة الزواج و أصبحنا نحلّم و نبحث عن جرّة مليئة بالغاز .
ما ذنبي إن لم أستطع تناول وجبة الغداء ؛ و السبب أنّ الغاز أصبح خاص , ما ذنبي أنْ أبقى أجرّب دون إستحمام ؛ و السبب غاز الكيزر فاضي .. أليس حرام , ما ذنبي يا أبناء بلّدي بما يحدث و سيحدث ؛ بإختفاء جرّة تُّغني و تسمّن جوعي , ما ذنبي أن يوضع إسمي على لائحة طويلة و أن أمارس لعبة الإنتظار .
خرجت أبحث عن جرّة غاز تغيثُ أمّي الحرّة , فوجدت صاحب وكالة الغاز يتجاهلني على دون غرّة , فطلبت منه بأدب جرّة , و في حلقي غصّة مرّة , فوضع إسمي بعد تردد على لائحة بكرّة .
فلم تعد جرّة الغاز لكل مواطن , فأصبحت الآن لناس و ناس على مبدأ الواسطات و المحسوبيات و الفيتامينات و الرشوات و كلُّ التائات , فأصبحنا لُّعبة يتحكم بنا من يشاء , ويصرخ موزع الغاز متى يشاء و كيفما يشاء , دون مراقب أو نذير يحذره بأنّ هذا عيب و غباء .
غريب أمرُّنا يا أيّها الشعب الطيّب , عندما يسقط علينا الغضّب , بلسان وزير و يبشرنا بإرتفاع مرتّقب , نلجأ لعكس المعادلة و نزيد من الأمر فوضى و شغب , و نصنع الأزمة و الإنقطاع و العطب , أرجوكم كفوا عن أخد الأمور بالعبط , و سامحو كلماتي و من كتّب .
سأموت برداً و جوعاً ؛ برداً من الشتاء القارص و جوعاً من الغاز الخالص , و السبب أنتم .. نعم أنتم , سأموت دون إزعاجكم , و أعلم أنكم لن تسألوا عنّي , فأنا شيء مخسوف بالنسبة للأغنياء و رقم مجهول في حي الفقراء .