كرتون ياباني بشخصيات ولغة عربية
ومن مكان اختبائه، يراقب الفتى سلطان ذو الـ15 عاما، وهو يخالجه الشعور بالشك، بأنه على وشك أن يقفز إلى قلب هذا المشهد في رحلة من شأنها أن تختبره إلى أقصى حد.
تلك هي المشاهد الافتتاحية لفيلم كرتوني يحمل عنوان "خاتم الذهب"، يجسد أسطورة ضاربة في القدم، تتم حكايتها بأسلوب "مانغا،" وهو الكرتون الياباني الشهير، الذي أصبح واحدا من أهم صادرات طوكيو.
ورغم أن تلك الحكاية تأخذ شكلها من "ثقافة مانغا،" إلا أن مؤلف "خاتم الذهب،" يأمل في أن شخصياته ذات العيون الواسعة، ستتمكن من الترويج لثقافة مختلفة تماما، تقع في النصف الآخر من العالم، وتحديدا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويقول المؤلف ومستشار تكنولوجيا المعلومات قيس صدقي "اعتقد أنها إشارة خطيرة أن نرسلها لأطفالنا دون أن نقدم نماذج من الترفيه الخاصة بنا." وربما يبدو استخدام "مانغا" لتعزيز التقاليد العربية مفارقة، إلا أنه بالنسبة لصدقي فإن الأعمال الفنية ضرورية للحصول على انتباه الفتيان من أجل متابعة حكايات باللغة العربية الفصحى.
ويضيف صدقي "إذا لم ننتج لهم مثل هذه الأعمال، فكأننا نقول لهم إذا أردتم مشاهدة أشياء ممتعة، فعليكم البحث في ثقافات أخرى،" ويتابع "لا أريد للأطفال أن يتعودوا على تلك الثقافات فنحن لدينا المحتوى الخاص بنا، ولدينا أشياؤنا التي يمكن أن تكون ممتعة."
ورغم بطء الإنتاج في تلك المنطقة، إلا أن الشرق الأوسط ليس غريبا على إيجاد مسلسلات كرتونية خاصة به، ومثال شهير على ذلك، سلسلة "الـ99،" الإسلامية التي طورها عالم النفس كويتي.
ولكن في حين أن "الـ99" يستخدم أسلوب البطل الخارق الأمريكي، يحاول صدقي توظيف الشخصيات العربية التقليدية، وإخراجها في شكل كرتون ياباني يجعلها أكثر يسرا للمتابعة، على حد قوله.
ويقول صدقي "لطالما سحرتني الثقافة اليابانية، وليس فقط ثقافتهم الحديثة، ولكن طبائعهم البشرية وأخلاقهم في العمل، والفنون الخاصة بهم، ومعتقداتهم الدينية وتاريخهم."