* حلم فتاة عابثة *
تلك الحكاية ذات الخيوط الذهبية التي طرزت بها كفن قلبي ..
وودعت بها سعادتي..
السابع عشر من آب..
في ذلك اليوم ابتدأت قصتي مع الحلم الضائع..
كنت نائمة أو ربما كنت مستيقظة وحلمت ... أظنه ما يسمى بأحلام اليقظة...
كنت في مكان غريب ألفته ولكنني جهلته أيضا..
كنت ألتف حولي ..
أنتقل من زاوية لأخرى باحثة عن شيء يهديني إلى طريق الرجوع ..
كان ذلك المكان مظلم قليلا ومضيء أكثر..
لا أعلم حقيقة.. فكان يتملكه شيء من الغرابة..
وفجأة سمعت صوتا حنونا جدا يقول : أهلا بك
كان صوتا دافئا ولكنني شعرت بالخوف وكأنني لم اعرف للخوف طعما قط..
أردت أن أهرب ولكن شيئا ما أبقاني في مكاني ..
دون حراك أو كلام ..
وتردد ذلك الصوت على مسمعي ثانية قائلا:ألم تعرفينني بعد؟!
فوقعت في حيرة من أمري أأعرفه!
فقلت في صوت حائر :من أنت؟
فأجاب : أنا من كنت تبحثين عنه طوال عمرك..أنا حلمك وواقعك
لم أفهم ما كان يقصد فسألته ثانية ,من أنت؟
فقال : أنا قدرك وأنتي قدري ..
أنا القلب الحنون..
أنا الحضن الدافئ..
أنا من سيأخذك إلى عالم الأحلام والسلام..
فقط سيري حيث يهديك قلبك..
فسرت وسرت حتى أنني لم أفكر أين أنا ذاهبة..
حتى وصلت إلى مكان تعجز عن وصفه أسمى الكلمات..
لم أتخيل مكانا بجماله وروعته قط..
العشب يكسو الأرض والزهور تزينه وكأنه ثوب فتاة جميلة..
وعاد ذلك الصوت ليقول:هنا سنكون....... أنا وأنتي
ملك وملكة..
فغمرتني الفرحة وأخذت أدور حول نفسي في أرجاء ذلك المكان الرائع..
ووقفت فجأة عندما شعرت بشيء على كتفي..
كان وراءي ملك متوج يلبس عباءة حريرية مطرزة بخيوط الذهب..
فذهلت بجماله وروعته..
عرفت حينها أنه صاحب ذلك الصوت..
فمد لي يده قائلا: هيا
فركضت إليه بشوق وكأنني أعرفه حق المعرفة..
وضمني إلى صدره..
كانت ضمة مليئة بالحب والحنان..
وقال لي: أحبك
يا إلهي لا أستطيع وصف ما شعرت به..
وقبلني على رأسي ..
ثم اختفى .. واختفى ذلك المكان من حولي..
التفت يمينا ويسارا..
ولم أجد شيئا..
كان كل ذلك حلم ..
ولم يكن به شيء من الواقع..
فما وجدت نفسي إلا غارقة في دموعي ..
ليت كل ذلك كان حقيقة..
ولكن لا يستطيع أحدا الإمساك بالريح..
فالحب كالريح .. لا يستطيع أحد الحصول عليه إن لم يجد من يعطيه إياه..
فلا تبحث أنت عنه ..
دعه هو يبحث عنك ..
فإن كان لك به نصيب..
فهو لك حتى بعد الموت..
وإن لم يكن لك ..
فاحمد ربك بأنك لم تجرح منه..
وأن جرحت فاعلم أن الجرح أرحم من الموت..
[/FONT]
[FONT=Traditional Arabic]هذه الخاطرة ثمرة جهدي أتمنى أن تنال إعجابكم