معنى شعار الاردن اولا
نشط العديد من السياسيين الاردنيين في هذه الفترة لتعريف وترويج شعار «الاردن اولا» الذي جاء اعلانه من رأس الدولة الاردنية الهاشمية العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كشعار يجب العمل من خلاله في شتى المجالات سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية وغيرها.
وشد العديد من المسئولين الاردنيين رجالهم الى المحافل الاكاديمية الاردنية لرسم خريطة في ذهنية المواطن الاردني عن هذا الشعار وما يهدف اليه، وكان من ابرز هؤلاء عبدالرؤوف الروابدة رئيس الوزراء الاردني السابق نائب رئيس مجلس الأعيان الحالي، بالاضافة الى عضو اللجنة الملكية لصياغة مفهوم الاردن اولا محمود الخرابشة النائب السابق.
الروابدة من جهته اعتبر خلال محاضرة القاها في جامعة آل البيت وحملت عنوان «الاردن اولا» ان شعار الاردن اولا يكشف عن حقيقة اصيلة، هي الاساس في الانتماء الوطني، وان اطلاقه يهدف الى تجذره عند المؤمنين به باخلاص ووفاء، مشيرا الى ان على الشعب واجبات تجاه الوطن، تتمثل في الحفاظ على امنه، واستقراره، والعمل الجاد للاسهام في نمائه وتنميته، والحيلولة دون اي محاولة لاختراقه او التدخل في شئونه، والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية بأسلوب ديمقراطي سلمي.
ودعا الروابدة الى بناء الاردن قويا عزيزا سيدا، حتى نستطيع خدمة الامة، التي صدقناها الوعد، قولا وعملا، لا تثنينا عن هدفنا تخرصات او تقولات، ولا ترهبنا سهام الظلم والتجني، ولن نلجأ بعد اليوم لموقف دفاعي، مشيرا الى ان الاردن تجاوز مرحلة الاستقواء. وقال: سننحت الصخر، كما الاباء نبني وطن النجوم ونحمي حماه، اسرة واحدة، لا مكان فيها للراقصين على حبال مصالحهم، حملة البنادق من الوسط، فلا يعرف احد اين توجه طلقاتها، اسرة واحدة، مهما عملت معاول التقسيم، بيد متشدق بالوحدوية، لا مكان فيها لاقليمي المحتوى، يهاجم الاقليمية ويصم بها غيره، وهو بها مغمور حتى الاذنين، ولا مكان فيها لمتقوقع على جهوية ضيقة، ويرفع شعارات الوحدة الكبرى، ولا معان فيها لطائفي فكرا وممارسة ويدعو للتسامح والتعاضد.واشار الى ان الانتماء حالة ضميرية غيبية، لا تثبت الا بالعمل المنتج والاخلاص والصدق في اداء الواجب، ورفع راية الوطن في كل ميدان، وحقوق الوطن على اهله مقدمة على حقوق الافراد، فالانسان فوق انه مواطن في بلده، فإنه جزء اصيل من امته، وجزء فاعل في المجتمع الانساني، لذا فان عليه الى جانب واجباته الوطنية، واجبات قومية تجاه امته، بالعمل على جمع كلمتها ووحدة صفها وحماية حقوقها.
وأضاف ان معنى شعار «الاردن اولا» بديهي وبسيط، وهو ان تتقدم مصالح الاردن وهمومه، على اي مصالح او هموم اخرى، وان يكون الحفاظ على امنه واستقراره في مقدمة اهتمامات المواطن والحكم، ولا يمكن ان يعني ذلك ان لا مصالح او اهتمامات اخرى للاردن والاردنيين، الا انه يبدو ان هناك حاجة ان نوضح للبعض معنى كلمة «الاردن» في هذا الشعار، الذي ترفعه كل الدول بصيغة او بأخرى فالاردن في نظرنا اكبر من كل ما يظنون او يخرصون.
ونوه بأن الاردن انما هو الارض والانسان معا، الارض الاردنية والانسان هو كل الناس الاردنيين مهما اختلفوا في العرق او الدين او المنبت او الرأي، متساوون في الحقوق والواجبات هذا هو اردننا العصي على الاقليمية او العنصرية، او الجهوية او الطائفية، واردننا هو التاريخ المشرق المشرف، والذي فتح صدره لاخوة الدين من الشركس والشيشان، فكان لهم الحضن الدافيء وكانوا له الابناء الاوفياء، الاردن الذي استقبل احرار العرب، من رجال الثورة العربية الكبرى، والعرب الفارين من ظلم المستعمر وجوره.
واضاف لم يكن الاردن يوما الا عربي المحتوى والهدف، صادقاً في عروبته، نقيا في سريرته، دعا لوحدة بلاد الشام ووحدة الهلال الخصيب، فانطلقت عليه سهام الطامعين والوحدويين معا، تزور الحقائق وتزيف المنطلقات، وحين تكشفت الرؤى بعد حين، تبين صدقه واستبانت اهواء الاخرين، وندموا حين لا ساعة مندم.
وقال لقد فوجيء الاردنيون، بأن كل عربي اعتز بوطنه الصغير، ونحت له خصوصية افتخر بهويتها وحين دعونا لهويتنا وخصوصيتنا، وتنمية الاعتزاز الوطني في اطار الهوية القومية، اطلقت علينا سهام القطرية من مبتدعيها ومنظريها، ونبال الاقليمية من الاقليميين مظهرا ومخبرا، فكرا وممارسة، ورماح التقوقع من المتخندقين، بالفطرة، والمنطوين على الذات، لا يحبون الا ذاتهم، ومن خرج من جلده وانضم الى جوقهم، واستمرأ البعض الاتهام، فأي ظلم اكبر، واي خطر اعظم، حين يفتح البعض بدعواهم، شهية المحتل لانقاذه من الالتزام بحق الشعب الفلسطيني، في اقامة دولته المستقلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
واوضح ان شعار «الاردن اولا» انما جاء لاستثارة همم الاردنيين لمزيد من العمل الصادق للبناء والتنمية، وعدم الاكتفاء بالتغني بحب الوطن، فلا استقواء على الوطن بالديمقراطية والقفز من النقد والمعارضة الوطنية، والى التعرض للوطن في اعلام من بينهم وبين الحرية الديمقراطية ثأر مزمن الاردن اولا، هو لمعرفة قدراته والانطلاق منها، ومعرفة موازين القوى، للتعامل معها، ومعرفة الاخطار المحدقة، للتصدي لها، حتى يبقى الاردن قويا قادرا على القيام بدوره العربي، الذي ما نكل عنه يوما، اصيلا في عروبته، دون متاجرة بها، ينسق ولكنه لا ينساق، يتعاون ولكنه لا يتبع، يدعم ولكنه لا يطلب الانتحار، يتحمل وفق قدراته لا فوق طاقاته.
من جهته قال عضو اللجنة الملكية لصياغة مفهوم الاردن اولا محمود الخرابشة ان الشعار لا يعني انغلاق الاردن على نفسه او الانعزال او التخلي عن قضايا امته او ان نهمل التزاماتنا تجاه اشقائنا في فلسطين او العراق او اي مكان بل ليكون الاردن مصدر قوة وخير معين لاخوانه من خلال تعزيز صموده ودفع مسيرة التنمية فيه في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، داعيا الى تضافر الجهود لتعميق مفهوم الاردن اولا ووضع آليات لتطبيقه لتصبح خطة عمل لدى جميع الاردنيين من المؤسسات الرسمية والاحزاب والجامعات والنقابات والحكام الاداريين والهيئات الاهلية والشعبية