وأوعز جلالته خلال الزيارة بالعمل بشكل سريع وفاعل لتطوير البنية التحتية لمراكز رعاية وإيواء الأيتام والأطفال التي يبلغ عددها29 دارا موزعة في جميع محافظات المملكة، وتزويدها بكل ما تحتاجه بما يمكنها من توفير أفضل الخدمات وسبل الرعاية.
[/FONT]
وتفقد جلالة الملك وجلالة الملكة خلال الزيارة، التي التقيا خلالها أيتام وأطفال الدار، واستمعا منهم إلى احتياجاتهم، قاعة مختبر الحاسوب وغرف التعليم ومنامات الأطفال في الدار التي تؤوي43 طفلا من عمر السابعة وحتى الرابعة عشرة.
واستمع جلالتاهما إلى إيجاز قدمته وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف عن الخدمات والبرامج التعليمية والنشاطات اللامنهجية التي تقدمها الدار.
وتأتي زيارة جلالة الملك وجلالة الملكة إلى دار الرعاية بعد أن أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله مطلع شهر رمضان المبارك حملة صندوق الأمان لمستقبل الأيتام، وهو أحد مؤسسات جلالة الملكة غير الربحية، بهدف توفير روافد دعم للمنتفعين من الصندوق.
[FONT=Tahoma]ويعمل الصندوق على توفير فرص التعليم للمنتفعين في مجال التدريب المهني أو الأكاديمي، ويوفر لهم تكاليف التعليم والإقامة، كما يوفر الإرشاد والتوجيه للأيتام الذين يقيمون في دور الرعاية، من خلال التواصل معهم قبل عام من خروجهم من دور الرعاية، لمساعدتهم على تحديد طموحاتهم وآمالهم المستقبلية.
ويبلغ مجموع عدد الأيتام والأطفال المستفيدين من دور الرعاية الإيوائية وبرامج وزارة التنمية الاجتماعية خلال العام الحالي943 يتيما وطفلا.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عرضت وزيرة التنمية الاجتماعية عددا من البرامج التي تقدمها الوزارة للأيتام، وتشمل تشجيع الرعاية المنزلية للأطفال الأيتام وضحايا العنف والتفكك الأسري والرعاية المؤسسية الإيوائية المتكاملة من صحة وتعليم وإيواء وتغذية وترفيه.
كما تشمل البرامج اعتماد النظام الأسري في إنشاء وإدارة بيوت الرعاية، بحيث ينقسم الأطفال إلى مجموعات صغيرة تتشارك المسكن ونشاطات الحياة اليومية بشكل يعزز شعور الأسرة والألفة بينهم.
ويركز برنامج اعتماد النظام الأسري على إقامة هذه البيوت داخل التجمعات السكانية لتكريس الاندماج الاجتماعي للأطفال تلافيا لمراكز الإيواء التي تعاني من عزلة اجتماعية بسبب بعدها.
وتشمل البرامج أيضا الفعاليات الترفيهية والترويحية الاجتماعية والتأهيل الأكاديمي والدراسي وبرامج تقوية دراسية، وتامين السكن للشباب حيث تم الموافقة على تخصيص جزء من مبادرة سكن كريم لعيش كريم سنويا للشباب المتخرجين من دور الرعاية حيث خصص12 بيتا، وسيتم تخصيص5 بيوت كل عام ابتداء من العام الحالي.
كما شملت البرامج زواج المنتفعين، حيث تم مساعدة22 شابا وشابة بنفقات الزواج، وبرنامج التمكين النفسي والتطوع لدعم الأطفال الأيتام نفسيا واجتماعيا وتربويا من خلال فرق المتطوعين.
وتهدف دار رعاية الأطفال بمنطقة الهاشمي الشمالي التي تأسست العام الحالي ويبلغ عدد العاملين فيها35 موظفا إلى حماية الأطفال المحتاجين وتوفير جميع أنواع الرعاية للأطفال والنهوض بسوية الطفل من النواحي الاجتماعية والتعليمية والفكرية والنفسية والثقافية والصحية، لتعويضه عما فاته جراء الحرمان خلال فترة وجود مانع أو خلل في حياته الأسرية الطبيعية لحين تحسن أوضاعه.
ويشكل العمل التطوعي نهج عمل في مسيرة الدار حيث ينخرط نحو40 متطوعا ومتطوعة في تنفيذ نشاطات أكاديمية واجتماعية تشمل دروس تقوية في مساقات اللغة العربية والرياضيات واللغة الانجليزية، فضلا عن برامج تكييف اتجاهات الطفل نحو ذاته ونحو الآخرين ونحو المجتمع الذي ينتمي إليه وتكييف اتجاهات الآباء وأبناء المجتمع المحلي نحو هذه الفئة وأساليب التعامل معهم.
ويتولى المتطوعون المؤهلون بدرجة بكالوريوس فما فوق، والذين يمضون حوالي أربع ساعات يوميا، تنفيذ مهام عملهم الذي يستهدف تفعيل دمج الأطفال عبر برامج ونشاطات وفعاليات منهجية ولامنهجية في المجتمع المحلي لمحاولة تحقيق الاستقرار النفسي وتنمية الشعور بالذات.
وعبرت مجموعة من المتطوعات عن سعادتهن بعملهن في الدار، معتبرات أنهن يقدمن هذا العمل بحب ووفاء لشريحة الأيتام التي يشكل الاهتمام بها أولوية لدى القيادة ولدى أبناء الشعب كافة.
وفي إطار النشاطات اللامنهجية التي تقدم لطلاب الدار، تم عرض أعمال حرفية ورسومات من صنع الأطفال الذين خضعوا لدورة تدريبية مدتها شهر في مسعى لصقل مواهبهم وإطلاق إبداعاتهم.
الطفل قصي(13 عاما) عبر عن ارتياحه للخدمة التي يتلقاها بالدار وعن سعادته بمشاهدة جلالة الملك وجلالة الملكة خلال زيارتهما للدار اليوم، والى جانبه انضم أقرانه، أوس وعبد الستار، ليعبروا عن سعادتهم في العيش بالدار متطلعين للحصول على مزيد من النشاطات اللامنهجية والترفيهية.
وعرضت مديرة الدار الدكتورة هيا مصالحة في حديث الى (بترا) الخدمات التي تقدمها الدار والتي تشمل الخدمة الإيوائية من خلال تلبية احتياجات الطفل الاجتماعية الأساسية كالطعام واللباس والمبيت وفقا للأسس والمعايير المتعارف عليها واتفاقيات ومواثيق الطفولة العالمية.
كما تشمل خدمات الرعاية الصحية عبر التقصي المبكر للأمراض لدى الأيتام والأطفال وتحويلهم للمعالجة، وتأمينهم صحيا، وتنمية العناصر اللازمة لضمان نمو صحة الأطفال الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية وخدمة التعليم الأكاديمي، وذلك عبر إتاحة الفرصة للطفل لإكمال دراسته في مدارس التربية والتعليم مع تأمين المواصلات ذهابا وإيابا وتأمين جميع مستلزماتهم واحتياجاتهم المدرسية.
وتشمل أيضا خدمات الإرشاد النفسي وتعديل السلوك للأطفال من خلال التقصي والاكتشاف المبكر للأعراض والاضطرابات التي تنذر بخطر ظهور مشكلات سلوكية وعاطفية ومعالجتها بالوسائل المناسبة، والعمل على وقاية الطفل من الانحراف الخلقي وخدمات الإرشاد الأسري لأسر الأطفال من خلال تنظيم الزيارات المنزلية الهادفة من قبل الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي.
كما تشمل خدمات الإرشاد الوقائي لأبناء المجتمع المحلي والخدمات الترفيهية والترويحية والخدمات الثقافية والفكرية، من خلال غرس حب الوطن والانتماء إليه، وتعليم الأطفال عادات مجتمعهم وتقاليده وقيمه الأصيلة، وصقلهم بما يخص أمور دينهم وإكسابهم الصفات الأخلاقية والسلوكيات المرغوبة في المجتمع.