اجتمع ثالوث المرض والاحتلال والشتات على الطفلة الفلسطينية "دلال" ابنة الربيع الثالث، فهي من جهة تعاني من مشاكل صحية سببها نقص الأوكسجين في الدماغ عند الولادة، ومن جهة ثانية فرّق الاحتلال الإسرائيلي بينها وبين والدتها، ومن جهة ثالثة لا تجد العلاج المناسب لحالتها.
ذنب الطفلة دلال أسامة رصرص أن والدها الضفاوي متزوج من سيدة غزيّة، وهو ما ترتب عليه رفض السماح لوالدتها بالعودة إلى بيتها في منطقة الخليل، بعد أربع سنوات من مغادرته بسبب مرض والدها في غزة.
أما الوالدة أم أحمد فتجد نفسها أمام خيارات أحلاها مر، فإما أن تعيش مع أبنائها في قطاع غزة، وتنقطع صلتها مع زوجها في الضفة، أو العكس، لكن ما جرى هو حرمانها من ذلك لتستقر مع بعض أطفالها في الأردن.
مرض دلال
بدأت معاناة الأب قبل ثلاث سنوات ونصف مع ولادة الطفلة دلال، إذ تبين أنها تعاني من ضمور في الدماغ نتيجة نقص الأوكسجين، وهو ما ترتب عليه خلل في وظائف الأعضاء والأطراف.
ويقول للجزيرة نت إن الطفلة دلال سافرت مع أمها إلى غزة بعد مرض والد الزوجة، ولم تتمكن من مغادرة القطاع إلا بعد عام ونصف، وهو ما ترتب عليه حرمانها من العلاج طيلة هذه الفترة.
ويضيف أن زوجته حاولت مع أبنائها العودة إلى الضفة الغربية، لكن سلطات الاحتلال رفضت دخولها، فعادت إلى الأردن لتقيم هناك مؤقتا منذ عامين، مؤكدا فشل كل المساعي التي بذلتها جهات حقوقية وسياسية لإدخالها إلى الضفة.
وأوضح أن ابنته تعاني حاليا من تكرار التشنجات والغيبوبة، وتحتاج إلى علاج طبيعي ووظيفي، وسلسلة عمليات جراحية غير متوفرة في الضفة، لكنه لم يتمكن من الحصول على التحويلة الطبية اللازمة من السلطة الفلسطينية.
وأشار إلى أن تكلفة علاج ابنته لا تقل عن 35 دولارا يوميا، وهذا مبلغ كبير قياسا على دخله المتواضع، وأوضح أنه تمكن بعد اتصالات طويلة وتنسيق بين السلطة وإسرائيل من إدخال طفلته وحدها دون زوجته إلى الضفة، مما ترتب عليه أعباء جديدة.
وأشار إلى أن مؤسسات حقوقية، وبينها مؤسسات إسرائيلية تدخلت لدى الاحتلال في محاولة منها لإدخال زوجته إلى الضفة، لكن سلطات الاحتلال رفضت طلبها، متذرعة بأسباب أمنية.
أسباب أمنية
ويتولى الارتباط الفلسطيني عادة التنسيق مع إسرائيل لدخول الحالات الإنسانية إلى الضفة الغربية أو مغادرة القطاع للعلاج، لكن سلطات الاحتلال ترفض الكثير من الطلبات متذرعة بالأسباب الأمنية أو الضلوع في الإرهاب، حسب وصفها.
من جهته يوضح الباحث في منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية موسى أبو هشهش أن قضية الطفلة دلال مؤثرة، مشيرا إلى توجه لتحريك هذا الملف في الشارع الإسرائيلي والصحافة الإسرائيلية، وإبراز عدم منطقية المبررات التي تطرحها إسرائيل لعدم لم شمل عائلات فلسطينية.
وقال إن المنظمة أثارت في السابق هذا الملف، لكن الحرب الإسرائيلية على غزة (ديسمبر/كانون الأول 2008-يناير/كانون الثاني 2009) عطلت كل التحركات، وأعرب عن أمله بتحقيق إنجاز ملموس من خلال الضغوط في مختلف الاتجاهات داخل المجتمع الإسرائيلي