ما زالت الدروس الخصوصية المنهجية تمارس سطوتها الشرسة على الواقع التعلمي في الأردن حيث وصلت آثارها السلبية لتشمل شريحة واسعة من الأسر الأردنية إضافة لتهميشها لدور المدرسة والمعلم على حد
سواء.:ob:
وفي هذا الصدد وصلت لرم ملاحظات عدة من معلمين في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء تشير مجملها بأن الدروس الخصوصية آفة اجتماعية وتربوية يجب القضاء عليها وذلك حتى لا تصبح ذات
امتداد سرطاني في جسد الواقع الأكاديمي والتربوي.
ومن جانبه بين الأستاذ يوسف ابو سمرة لرم وهو أحد المدرسين الذين يقومون بإعطاء دروس خصوصية للطلبة في العاصمة عمان ان هناك شلل وعصابات من قبل شلة من المدرسين يقومون من خلالها
بالسيطرة على جميع المراكز الثقافية حيث يقومون بإجبار التلاميذ على أخذ المواد الدراسية كالرياضيات او الفيزياء او اللغة الانجليزية عند مدرسين بأعينهم وذلك حتى يكسبون بعضهم الأموال.
وأشار ابو سمرة الى ان المدرس الذي لا ينتمي لتلك الشلل والعصابات لا يمكنه التدريس في المراكز على الإطلاق بل ويطلقون عليه الاشاعات والأقاويل التي تسيء الى سمعته الشخصية وذلك كوسيلة للضغط عليه
من أجل انسحابه من التعليم الخصوصي.
حول اجمالي دخل معلمي »العصابات« في عمان بين أبو سمرة أن دخل الشخص منهم يتجاوز العشرة الآف دينار شهريا حيث يكون في القائمة الواحدة ما يتجاوز الثمانين طالبا وطالبة اضافة الى استلام معلمي
العصابات مسألة التدريس المختلط من أجل ترغيب الطلاب الذكور بالقدوم اليهم مستغلين الجانب العاطفي والعزيزي عندهم كوسيلة جذب لهم ويبقى في النهاية المعلم الصاعد بين اختيارين اثنين إما الانسحاب من
التدريس في المراكز او خوض الحرب الحامية الوطيس المعروفة النتائج مسبقا حيث يسود اجواءها التنافس غير الشريف اضافة الى المضايقات النفسية والمهنية التي سيتعرض لها.
وبخصوص العصابات التعليمية بينت الإستاذة زهور سكرية رئيس التعليم المستمر في الهلال الأحمر الأردني ان على وزارة التربية والتعليم مسؤولية كبرى تجاه هذا الخصوص خاصة وان وزير التربية الحالي
الدكتور تيسير النعيمي كان قد أصدر قانونا وهو يتسلم منصب الأمين العام في التربية بأن المراكز الثقافية قد ألغيت بالكامل ولن يسمح لها بالعمل وذلك كان في برنامج السادسة والنصف على شاشة التلفزيون الاردني
الا ان هذا لم يحدث حيث واصلت العصابات التعليمية عملها وعلى الملأ دون حسيب او رقيب.
وطالبت سكرية الوزير الحالي بأن يكون على رأس اولوياته الغاء الدروس الخصوصية وذلك لأنها اصبحت تجارة ونسيت دورها الأساسي في التعليم والتطوير.
وفي الاتجاه ذاته صرح الزميل الإعلامي امجد السنيد من برنامج السادسة والنصف في التلفزيون الاردن ان الوزير الحالي تيسير النعيمي كان قد بين في لقاء سابق وهو يشغل منصب الأمين العام ان المراكز الثقافية
يجب ان تخضع لسياسات محكمة وآلية متزنة وان توضع ضمن أسس وقواعد ثابتة تبعدها عن العشوائية والتخبط في أدائها.
وبين السيد أن النعيمي كان قد أكد على ضرورة إعادة صياغة قانون جديد يمكن المراكز الثقافية من أداء دورها بايجابية واتزان خصوصا وأن الآونة الأخيرة شهدت تجاوزات كثيرة في مجال عملها حيث انها
اصبحت عملية بيع وشراء وتحولت الى محور تجاري بدلا من المحور الثقافي والتعليمي.