جوهانسبورغ ـ أ.ف.ب: كان الطبيب كريستيان برنارد الذي توفيفي قبرص عن عمر 78 عاما اول جراح في العالم يجري عملية زراعة قلب عام 1967، لكنه اشتهر ايضا لمظهره الذي يحاكي نجوم السينما ومغامراته النسائية الكثيرة.
واجرى برنارد العملية التي ادخلته التاريخ في 3 ديسمبر (كانون الاول) 1967 في مستشفى غروت شور في مدينة الكاب بجنوب افريقيا حيث استعان بقلب فتاة شابة في الـ25 من عمرها توفيت في حادث سير، وكان لا يزال يخفق رغم اصابته، وزرعه في جسم مريض في الـ53 من عمره هو لويس واشكانسكي الذي عاش ثمانية عشر يوما بعد العملية.
وجعلت تلك العملية من برنارد خلال 24 ساعة شخصية معروفة في كل اصقاع الارض. وقال اثناء مقابلة «السبت كنت احد الجراحين في جنوب افريقيا واصبحت الاثنين التالي معروفا في كافة انحاء الارض».
ولكن ما اضاف الى شهرته الطبية كان مظهره الذي يشبه نجوم هوليوود وابتسامته المشرقة على الدوام. غير ان التواضع لم يكن من شيمه. فقد قال اثناء فترة رئاسة نيلسون مانديلا «كانت شهرتي توازي شهرة مانديلا».
ولد كريس برنارد، وهو ابن قس في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 1922 في بوفورت ويست وهي مدينة صغيرة قاحلة جنوب غرب جنوب افريقيا. وادت وفاة احد اشقائه الذي كان في الخامسة من العمر جراء مرض في القلب الى ايقاظ الميل الطبي لدى الشاب الذي سيصبح اشهر جراح في العالم.
وبدأ مهنته في الطب في مستشفى غروت شور لكنه نال شهادة الاختصاص في طب القلب من جامعة مينيسوتا في مينيابوليس في الولايات المتحدة عام .1958 وتابع برنارد وفريقه اجراء عمليات اخرى لزراعة القلوب ومكنوا مرضى القلب من اطالة اعمارهم اكثر فاكثر. وقد عادت عليه نشاطاته الطبية التي توقفت عام 1983 بعدة القاب ومكافآت.
وشكلت عملية الزرع في عام 1967 بداية حياة خاصة مضطربة. فقد طلبت زوجته الاولى لوتيه الطلاق بعد عامين على عمليته الاولى لزرع القلب. وقال «لم تكن تطيق شهرتي وانتابتها الشكوك كلما رأت صورتي في الصحف مع امرأة اخرى».
ولم يخف برنارد في سيرته الذاتية مغامراته العاطفية المتعددة حيث يتفاخر على الاخص بعلاقة له مع جينا لولو بريجيدا. ثم تزوج في عام 1970 الوريثة باربرا زولنر التي كانت في الـ19 من عمرها وانجبت له ولدين ثم طلقها في عام .1982 وعاد فتزوج كارن سيتزكورن عام 1988 التي كانت في الـ18 من العمر بينما بلغ عامه الـ66، ورزق منها بطفلين ايضا غير ان زواجهما انتهى بالطلاق عام .2000 واكد برنارد عند انتهاء الابارتايد (سياسة الفصل العنصري) انه يريد المكوث في جنوب افريقيا. وقال «لن اغادر جنوب افريقيا ابدا حتى لو كان مناخ العنف هنا يثير قلقي على ابني»، غير انه عاد واستقر في النمسا، موضحا انه غير بلد سكنه لانه عانى الامرين من التغطية الاعلامية لطلاقه من كارن. لكنه عاد الى جنوب افريقيا في يونيو (حزيران) المنصرم برفقة طفل روسي في الثانية من عمره كان يفترض ان يتلقى العلاج لمشكلة خطيرة في الشرايين.
