حين تصعد على الطائرة، في رحلة طويلة ستعرف حتماً الراكب الأردني عن غيره.. فهو أول ما يفتح صفحات الجريدة يذهب إلى الرياضة إمّا لمتابعة أخبار الدوري أو شغب الملاعب.
الأمر الآخر في كل (25) دقيقة عليه أن يضع يده في الجيب الداخلي للجاكيت كي يتأكد من جواز السفر والتذكرة.
أمّا أهم الاشارات التي تدل على ذلك فهي المنديل القماشي الذي تحضره المضيفة الجوية لحظة إنتهاء الراكب من تناول وجبة الطعام.. والذي تمسكه بملقط حديدي ويكون مبللاً ومعطراً بالطبع الراكب الإسباني يمسح يديه ويضعه على الكرسي والراكب الفرنسي لا يستعمله لأنه لا يثق بالتعقيم بالمقابل الأردني يمسح يديه وأنفه ثم يلتفت إلى اليمين قليلاً.. ويمسح بعد ذلك الحذاء ولا يعيد المنديل بل يضعه في جيب الكرسي المقابل له.
أيضاً تعرفه لكثرة ابتسامه للمضيفة فهو غالباً ما يبادلها الابتسامات ويكثر من عبارات الشكر: «يسلموا ايديك غلبتك، الله ايخليك».
من المهم أيضاً أن ندرك أن الأردني غالباً ما يمارس عادة الحشي، بمعنى أن القميص يجب (حشيه) في البنطلون بمعدل مرة واحدة كل (32) دقيقة مع أهمية فك الحزام وادخال الأيدي في العمق لضمان سلامة دخول القميص أسفل البنطال.
الأمر الأهم عند حدوث مطب هوائي قوي تلاحظ أن الإنجليزي يحمّر وجهه وتبدأ علامات القلق عليه بالظهور والإيطالي يبدأ بالتشبث بالمقعد بالمقابل الأردني يبدأ بالنظر إلى الركاب وتوزيع الابتسامات واطلاق عبارات من شاكلة: «اجبد والله قوي، رُحنا، وأحياناً يقول.. «حسيت الطيارة انفلخت نصين».
أيضاً في كل دول العالم لا يتم السؤال عن كابتن الطائرة... إلا الأردني فهو يصر على ان يعرف من خلال المضيفة عشيرة الطيار ولا بُدّ ان يكتشف علاقة نسب بينهما.
الإسباني إذا كانت زوجته معه في المطبات الهوائية القوية فإنه يمسك يديها ويبدأ بالصلاة وقد يحاول التخفيف عنها بالمقابل الأردني إذا حدث وكانت الزوجة معه ومرّ في مطب هوائي فإنه يبدأ بالضحك والنظر إليها.. والتأكيد على أن الطائرة ستقع ومن ثم يسرد لها شعور الوالدة والأشقاء ويخبرها أيضاً.. أن الجنازة ستكون حافلة.. وللإمعان أكثر في المشهد يبدأ بالهمس في أذنها: «عفيفة ضعنا يا عفيفة.. رحنا شربة ميّ».