عندما يقودنا الآخرون"ـ مُوديل فُستانك قديم جدا "قيل لـ (لفتاة) في مناسبة عامةظللت جبينها الوضاح بعد تلك الكلمة سحابة حزنعادت إلى منزلها باكية مهمومة بقلب موجع, وصدر ضيق, ودمع منحدرانقلب فرحها إلى ترح! تمنت لو اختطفها الطير, أو سقط عليها كسف من السماء ولم تسمع تلك الجملة*******موقف قد نمر به جميعاً.. فلربما أسمعنا الآخرون كلمةجارحة, أو نقداً سخيفاً, أو نظرة جافةوبعدها تسوء نفسياتنا وتتدهور صحتنا وتضعف ثقتنا بأنفسناوتلك جريمة عظيمة, وجناية نرتكبها بحق ذواتناإن السيطرة على الآخرين أمر متعذر فليس بالإمكانتكميم أفواههم واعتقال ألسنتهم*******إن التأثر الكبير بالآخرين يعني تمكينهم من ذواتنا وتسليمهمقيادنا وهذا يعني الحكم على أنفسنا بالضعفإن ما نملكه ولنا حق السيطرة عليه هو تفكيرنا ومن ثم مشاعرنا, فمكمن القوة, وأس البطولة يتمثل في التوجيه الإيجابي لأفكارناوالسبيل إلى هذا -في نظري- يتمثل في تشرب معنيين مهمين هماالأولأن من الغفلة الخطيرة والوهم الكبير أن تتخيل نفسك مقبولاًمرضياً عنك من الجميع .. فالركض خلف الناس لطلب إرضائهميعد ضعفاً في الشخصية, وخوراً في الهمة إضافة إلى كونهأمراً مستحيلاً لم يتحقق لبشر من قبلومن ذا الذي ترضى سجاياه كلهاكفى المرء نبلاً أن تعد معايبه فما عليك إلا أن تتحرى الصواب طالباً فيه وجه الله عز وجلومرضاته, منصتاً للنصح والنقد البناء.. عصياً كالصخر على أي نقد محطمالثانيأن من الروعة بمكان أن ننشد الإتقان, ونلتمس التمام, ولكنالإشكالية تكمن في المقاييس العالية جداً التي قد نضعها لأنفسناعند قيامنا بأي عمل, فإما أن تكون نسبة الإتقان 100% أوأن ما قمنا به يعد فشلاً ذريعاً وسقوطاً مدوياً, وهذا خطأ فادح وظلم عظيم للنفس, إذ إننا مطالبون باستنفاذ الجهد, واستفراغالسبب, والاتكال بعدها على الله, فعقلية 100 % أو الفشلستصنع منك شخصاً متوتراً ضيق الأفق, محطم المواهب, مسلوب الإرادة والقدرة*******أخي الكريم.. أختي الكريمة إن الحياة قصيرة ولا تستحق أن نقضي منها ولو وقتاً يسيراًفي هم وحزن.. والحقيقة أننا نحقق أمنيات بعض الحسادوالحاقدين الذين يسلبون الخزائن نفائسها, والأجسامأرواحها عندما نتوجع ونتألم من سيئ حديثهم وجاف نظراتهم ..ثق بنفسك, واستعد حيويتك, وتأكد أنه لا حياة من دونوجود أمثال هؤلاء ! وليس من الصواب الرأي ورجاحةالعقل أن نجعل من كلمات كل الناس ميزاناً نزن به ذواتناومقياساً نقيس به تصرفاتنا, فإن رضوا اطمأنت نفوسنا, وإنسخطوا غضبنا وأسأنا الظن بأنفسنا ! *******ومضة برقبإمكانك أن تحطم العصي والحجارة على عظاميلكن لن تستطيع كلمة منك أن تنال مني