أقبل شهر رمضان
هاهو شهر رمضان يطرق علينا الأبواب , يحثنا أن نتهيأ له ونستعد , لأنه موسم الخيرات , حيث تضاعف فيه الأجور وتفتح أبواب الجنان وتوصد أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين وفيه ليلةَ العبادة فيها خير من ألف شهر, وللناس في رمضان مذاهب , منهم من يمر عليه شهر رمضان كغيره من الشهور وهو غارق في غفلته معرض عن ربه , ومنهم من يعتبره مهرجاناً للمسلسلات والمأكولات والسهرات , ومنهم من يعطيه حقه , فيصومه مؤمناً محتسباً , يزيد فيه من الطاعة ويقبل على ربه ويتوب إليه فاتحاً صفحة جديدة , أسأل الله عز وجل أن نكون وإياكم من الصنف الأخير , وهذه مشاركة مني أحاول فيها أن أقدم شيئا من باب الاستعداد لصيام رمضان الذي نسأل ربنا عز وجل أن يبلغنا إياه ويوفقنا لصيامه وقيامه والطاعة فيه , ويوفقنا فيه لليلة القدر , ثم يتقبله منا ويعتقنا من النار
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
آية 183 البقرة
وقال
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
آية 185 البقرة
الاحاديث الصحيحه في فضل رمضان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنى الإسلام على خمس شهادة ألا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت
وقد فرض صيام رمضان يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية للهجرة
عن ابى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حضر رمضان
قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم
رواه احمد والنسائى والبيهقى
عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخارى ومسلم
عن ابى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواه مسلم
عن ابى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل
كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد او قاتله فليقل إني صائم مرتين والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقى ربه فرح بصومه
رواه أحمد ومسلم والنسائي
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن "منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه فيشفعان
رواه أحمد بسند صحيح
عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن للجنة بابا يقال له الريان ، يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب
رواه البخاري ومسلم
للصيام ركنان
الركن الأول الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى
فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل
آية 187 البقرة
الركن الثاني النية لقوله تعالى
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
آية 5 البينة
وقوله صلى الله عليه وسلم
إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى
ولابد أن تكون قبل الفجر من كل ليلة من ليالي رمضان لحديث حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لم يجمع الصيام قبل الفجر ، فلا صيام له
رواه أحمد وأصحاب السنن
ويجمع من الإجماع وهو إحكام النية والعزيمة
وتصح النية فى اى جزء من الليل ، ولا يشترط التلفظ بها فإنها عمل قلبي ، لا دخل للسان فيه ، فإن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالا لأمر الله تعالى ، وطلبا لوجهه الكريم
فمن تسحر بالليل ، قاصدا الصيام ، تقربا إلى الله بهذا الإمساك ، فهو ناوٍ
ومن عزم على الكف عن المفطرات ، أثناء النهار ، مخلصا لله ، فهو ناوٍ كذلك وإن لم يتسحر
من له رخصة الفطر وتجب عليه الفدية
الشيخ الكبير
المرأة العجوز
المريض الذي لا يرجى برؤه
أصحاب الأعمال الشاقة الذين لا يجدون متسعا من الرزق فى غير هذا العمل الشاق
فإذا كان الصيام يجهدهم ويشق عليهم مشقة شديدة فى جميع فصول السنة فيرخص لهم الفطر على أن يطعموا كل يوم مسكينا
وعند ابن عمر ، وابن عباس أن الحبلى والمرضع إذا خافتا على أنفسهما وأولادهما أفطرتا ويكون ذلك بالتجربة أو بإخبار الطبيب الثقة أو بغلبة الأمر ، وعليهما الفدية ، ولا قضاء عليهما
من له رخصة الفطر ويجب عليه القضاء
المريض الذي يرجى برؤه
المسافر
والمرض المبيح للفطر هو المرض الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تأخر برئه
وعن السفر قال حمزة الأسلمى : يا رسول الله ، أجد منى قوة على الصوم فى السفر فهل على جناح ؟ فقال
هى رخصة من الله تعالى فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه
رواه مسلم
من يجب عليه الفطر والقضاء معا
الحائض
النفساء
ويحرم عليهما الصيام وإذا صاما لا يصح الصوم ، ويقع باطلا ، وعليهما القضاء
عن عائشة قالت كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة
مشروعية قيام رمضان
قيام رمضان (صلاة التراويح) سنة للرجال والنساء تؤدى بعد صلاة العشاء وقبل الوتر ركعتين ركعتين ويستمر وقتها إلى آخر الليل
روى الجماعة عن أبى هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ورووا إلا الترمذى عن عائشة قالت: صلى النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد فصلى بصلاته ناس كثير ثم صلى من القابلة فكثروا، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم فلما أصبح قال
قد رأيت صنيعكم فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم
عدد ركعاته
روى الجماعة عن عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة
ورى ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما عن جابر: أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ثمانى ركعات والوتر
وهذا هو المسنون (8 ركعات بخلاف الوتر) الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح عنه شيء غير ذلك
الجماعة فيه
قيام رمضان يجوز أن يصلى فى جماعة كما يجوز أن يصلى على انفراد ، ولكن صلاته جماعة فى المسجد أفضل عند الجمهور وقد تقدم ما يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالمسلمين جماعة ولم يداوم على الخروج خشية أن يفرض عليهم ثم كان أن جمعهم عمر هلى إمام
القراءة فيه
ليس فى القراءة فى قيام رمضان شيء مسنون
وورد عن السلف أنهم كانوا يقرؤون المائتين ويعتمدون على العصي من طول القيام ، ولا ينصرفون إلا قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الخدم بالطعام مخافة أن يطلع عليهم. قال القاضى لا يستحب النقصان من ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ، ولا يزيد على ختمه كراهية المشقة على من خلفه، والتقدير بحال الناس أولى
هى أفضل ليالي السنة
قال تعالى
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3
آيات 1-3 القدر
أى العمل فيها من الصلاة والتلاوة والذكر خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
ويستحب طلبها فى العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل أيقظ أهله وشد المئزر أى اعتزل النساء واشتد في العبادة
وللعلماء آراء في تعيين هذه الليلة
منهم من يرى أنها ليلة الحادي والعشرين
منهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين
منهم من يرى أنها ليلة الخامس والعشرين
منهم من يرى أنها ليلة التاسع والعشرين
ومنهم من قال إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر
وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين
عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم م ذنبه
رواه البخاري ومسلم
عن عائشة رضى الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال
قولى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
رواه أحمد وابن ماجه والترمذى