دفء الثلج
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة أخذت أرتجف وأرتجفأبحث عن مأوى يأوي بقية أشلاء جسمي
نظرت يمينا ويسارا فلم أجد إلا سواد الليل
لم أجد من يواسيني مأساتي نظرت إلى السماء
فلم أرى إلا شيخا عجوزا يكاد أن يموت
أفقت من سكرتي فإذا أنا بريح قوية سريعة...
بدأ التراب يسفني وكأنه غاضب مني لماذا أنت هنا؟؟؟؟
فلم أستطع جوابا وتلعثم لساني
وبدأت عيناي تسح الدموع وبدأ قلبي يخفق
وبدأت رجلاي تغوص في ركم الجليد
أرفع رجلا فتناديني الأخرى "وأنا " فأرفعها كذلك
وأقول لهما لو كانت رجلاي غيركما لما حملتني .....
بدأت الريح تميل بي يمنة ويسرة وأقدامي راسخة في الجليد
لم تجد علي الريح منفذا لأكون احد ضحاياها .......
أحسست بأن الريح يئست مني ولم تستطع علي
فبدأت تهدأ وتهدأ حتى خمدت فلم أجد لها أي أثر
فرحت على رغم حزني واستبشرت وألمي في قلبي يؤزني أزاً......
رفعت يدي إلى رأسي لأمسح بياضا فوق رأسي
رجلاي تجمدتا وعيناي بكتا وأذناي تسمع همس الريح وقد ولت هاربة
وشفتاي صارت واحدة ولساني قد خمد نوره وانطفأت شرارته.....
كان حلّي الوحيد صبري فصبرت وصبرت
وأنا أنتظر بزوغ الشمس لعلي أستطيع القيام
لأواصل ما بدأت به ولكن الحادث الغريب أتى ....
ترى ما الذي جرى.....
أمر مهيل وخطب جليل وألم دخيل ودمع يسيل وليل طويل وصبر قليل ..
الشيخ أفل والثلج ذاب الشمس بدت والليل غاب ....
يا لها من لحظة منذ زمن أنتظرها وقد حان وقت الوداع
فبكيت وبكيت....
الليل فارقني بسكونه وهدوئه
والصبح فاجئني بضجيجه وعجيجه
ولو كنت أعلم أن الصبح هكذا لما تمنيته....
ولكن ليس بالندم حيلة وليس باليد وسيلة ...
فعلمت بعدها أن الحياة لها دورتها وعلي التأقلم معها ....